وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ظهر الاثنين الى مطار القاهرة حيث كان في استقباله نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، بحسب مسؤولين ملاحيين في مطار القاهرة، وذلك بعد زيارة مفاجئة قام بها الى قاعدة حميميم الروسية في سوريا.

«إيلاف» من القاهرة: بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة رسمية إلى مصر اليوم الإثنين، يلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ويبحث الرئيسان قضايا الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لاسيما الملف السوري، والأوضاع في العراق واليمن وليبيا، كما يبحثان أيضًا عودة السياحة الروسية إلى مصر، ومشروع الضبعة النووي، إضافة إلى الاتفاق على استخدام المطارات العسكرية في البلدين.

وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، السفير بسام راضي، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين سيتضمن مناقشة عدة ملفات مهمة ولاسيما المطروحة على ساحة الشرق الأوسط، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة في ما يتعلق بمشروع الضبعة، مشيرًا إلى أن اللقاء سيشهد التوقيع على وثيقة يتم بموجبها إعطاء إشارة البدء في مشروع الضبعة النووي.

وكانت مصر وروسيا وقعتا اتفاقًا في عام 2015 تبني بمقتضاه روسيا محطة الطاقة النووية بتكلفة 25 مليار دولار، وبقدرة إجمالية تصل إلى نحو 4800 ميجاوات ويتم تشييدها على مدار 7 سنوات، وستقدم روسيا قرضًا لمصر لتغطية تكلفة تشييد المحطة، ويجري التمويل على مدى 13 دفعة سنوية متتالية.

 وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، في تصريحات له، أن المباحثات الثنائية بين الجانبين ستتركز أيضا على عودة السياحة الروسية في أقرب وقت، وكذلك بحث العلاقات التجارية والاقتصادية، بالإضافة إلى (آلية 2+2) والتي تجمع وزيري الدفاع والخارجية لكل من موسكو والقاهرة، موضحًا في الوقت ذاته أن هذه الآلية تجمع روسيا بست دول فقط في العالم، ومصر هي الدولة العربية والإفريقية الوحيدة من بين تلك الدول. 

وفي ما يتعلق بقضايا المنطقة، أكد راضي أن هناك تقارباً في وجهات النظر بين روسيا ومصر في ما يتعلق بالعديد من القضايا ولاسيما الملفين السوري والليبي.

 وحول القضية الفلسطينية، أوضح راضي، أن روسيا رحبت بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، والتي بدأت بجهود مصرية تحت رعاية الرئيس السيسي، وكذلك هناك تقارب كبير واتفاق على رفض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب والخاص بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، حيث يؤكد الطرفان أنه لا يخدم القضية الفلسطينية.

بينما قال الكرملين إن بوتين سيبحث مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي "مسائل تطوير العلاقات الروسية – المصرية في المجالات السياسية والتجارية-الاقتصادية وقطاع الطاقة والمجال الإنساني".

وأضاف الكرملين في بيان له، أن لقاء الرئيسين سوف يتناول "تبادل الآراء حول النقاط الرئيسية لجدول الأعمال الدولي، لاسيما قضايا ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".

وتضع زيارة بوتين للقاهرة اللمسات النهائية حول اتفاقية تبادل استخدام الأجواء والمطارات العسكرية بين البلدين، لاسيما بعد انتهاء المباحثات الفنية بين وزيري دفاع البلدين.

وتعتبر روسيا هذا الاتفاق هو الأفضل بين جميع الاتفاقيات العسكرية مع الدول الأخرى، الذي يمنح روسيا حق استخدام المجال الجوي والمطارات العسكرية المصرية للإمداد والتموين.

وترى مصر أنه اتفاق مرضيّ لها في الوقت نفسه، لاسيما أنها ترفض إقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، وتتطلع إلى المزيد من التعاون العسكري مع روسيا، والحصول على أسلحة متطورة. ومن المتوقع أن تتم مناقشة الاتفاقية بين الرئيسين، والتوقيع عليها بشكل نهائي.

وكانت الحكومة الروسية نشرت في 30 نوفمبر الماضي، مسودة اتفاق بين روسيا ومصر يسمح للبلدين باستخدام المجال الجوي لكل منهما الآخر، واستخدام طائراتهما العسكرية للقواعد الجوية فيهما.

وكشف موقع قناة "rbc" الروسية أن قضية استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا ستكون مطروحة على طاولة مباحثات الزعيمين، وفق ما صرح به مصدر في وزارة الخارجية الروسية. وقال إن القاهرة أبدت جاهزية في تطوير بنيتها التحتية الأمنية بمطاراتها. 

بينما نقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزير النقل الروسي مكسيم سوكولوف قوله إنه من الممكن مناقشة عودة الطيران لمصر خلال زيارة بوتين إلى القاهرة، مضيفًا: "حتى الآن لا يوجد موعد محدد لاستئناف الرحلات الجوية إلى مصر". 

وأعلن سفير مصر لدى موسكو، إيهاب ناصر، بأن القاهرة تعتبر تجديد الاتصالات الجوية بين روسيا ومصر القضية الأكثر إلحاحًا في العلاقات الثنائية في هذه المرحلة.

يذكر أن مصر أبرمت مع روسيا عدة عقود في مجال التعاون العسكري الفني في عام 2014 بقيمة 3.5 مليارات دولار وتتضمن توريد نظم دفاع جوي ومدفعية وأسلحة نارية روسية لمصر، وكذلك معدات جوية. وتسلمت مصر في العام 2016 نظم دفاع جوي صاروخية من طراز "أنتي-2500"، وفي عام 2017 خططت لتسليمها مجموعة طائرات حربية من طراز " MiG-29M / M2" ، ضمن صفقة تقدر بـ 46 طائرة.

وأجرت مصر وروسيا مناورات عسكرية مشتركة تحت اسم "حماة الصداقة" في كل البلدين.