احتفت صحف عربية بإعلان السعودية أنها ستمنح تراخيص لافتتاح صالات للعرض السينمائي في عام 2018، بعد حظر دام أكثر من ثلاثة عقود.

وتشكل هذه الخطة جزءا من برنامج ولي العهد محمد بن سلمان للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي في المملكة.

"استعادة الجمال"

تقول "الرياض" السعودية إن "قرار السماح بإصدار تراخيص دور السينما يأتي موائماً في توقيته ومستجيباً لاحتياجات المجتمع، كما أنه يلتقي مع رؤية 2030 في خلق اقتصاديات موازية للبترول، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السعودي. الأهم في القرار هو حسم ملف طويل من الجدل الذي حرم المملكة من صناعة مهمة مثل صناعة السينما. لغة الحسم هي لغة المرحلة الحالية التي لا تحتمل أنصاف الحلول، ولا تحتمل التأخير ولا التسويف".

وتضيف الجريدة أن "قرار السماح بتراخيص السينما يأتي عاضداً ومعززاً لاستعادة الحياة والجمال والبراءة والحلم".

وفي "الشرق الأوسط" اللندنية، يرى بدر الخريف أن قرار السماح بتراخيص السينما "سيخلق تجربة سينمائية متكاملة تحقق أهدافاً ثقافية وترفيهية واقتصادية، معيدة بذلك التجربة ذاتها التي عرفتها البلاد منذ عقود".

ويضيف الكاتب أن "العمل في القطاع السينمائي سيحدث أثراً اقتصادياً يؤدي إلى زيادة حجم السوق الإعلامية، وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو أكثر من 90 مليار ريال (24 مليار دولار) إلى إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول عام 2030".

"الاتجاه الصحيح"

على المنوال ذاته، يقول ميرزا الخويلدي في نفس الجريدة إن "قرار وزارة الثقافة والإعلام السماح بقيام سينما في السعودية، قرار مهم، ويؤكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح".

ويرى الكاتب أن "السينما منتج شعبي يعبر عن هوية وثقافة وحضارة الشعوب، ويعبر عن انتمائها للعالم وللجمال، وبالنسبة للسعوديين أصبحت الأفلام، تعبّر عن إحساس الشباب بذواتهم، وقدرتهم على صنع خياراتهم الحرّة، وتطلعاتهم للتفكير خارج النسق، يعبرون عن إحساسهم الوطني تارة، وشعورهم الإنساني تارة أخرى".

بدوره يقول محمد الرويشد في "الحياة" اللندنية إن القرار "سيشجع صناعة الأفلام السعودية على زيادة الجهد في إنتاج أفلام سعودية منافسة خليجياً وعربياً وحتى عالمياً، ففي الوقت الذي كانت دور السينما من المستحيلات السبعة، كانت الأفلام السعودية تنافس في المحافل الخليجية والعربية، وغازلت الجوائز الدولية أيضاً، وكان للمنتج السعودي ثقله على رغم عدم وجود صالات عرض محلية".

وتقول "عكاظ" السعودية في افتتاحيتها "أبى عام 2017 أن يطوي ما تبقى من جلبابه دون ضخ القرارات الاستثنائية في سجلاته على الأقل في الداخل السعودي، فدور السينما تعود إلى المملكة بعد قطيعة استمرت قرابة الـ4 عقود، في قرار كان يترقبه الكثير من صناع المحتوى المرئي الذي شهد ازدهاراً في الخمسة أعوام الماضية".