الرباط: أجمع خبراء وفاعلون جمعويون على أهمية الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في دعم العمل الجمعوي وجعله أكثرا قبولا وحضورا في المجتمع المغربي، بعدما كان الاطلاع على النشاطات الجمعوية التي تنظم للصالح العام مقتصرا على فئة معينة دون غيرها. جاء ذلك خلال الملتقى الإعلامي الأول للفاعل الجمعوي الذي احتضنته العاصمة الرباط اليوم الأحد.

قال المشاركون في الملتقى الذي نظمته مبادرة "يد الخير دائما تجمعنا" بالمغرب بالتعاون مع مركز الاعتماد الدولي للتدريب الإداري بدولة قطر، في موضوع "الإعلام الرقمي والشبكات الاجتماعية في خدمة العمل الجمعوي" إن منصات التواصل الجديدة ونماذج الإعلام الحديث تشكل منابر اتصالية فعالة ومؤثرة على شبكة الأنترنت، تعرف من خلالها الحركة الجمعوية بأنشطتها لأكبر عدد ممكن من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.

الانفتاح على مواقع التواصل

في هذا الإطار، قالت لبنى العموري، رئيسة مبادرة "يد الخير دائما تجمعنا"، في تصريح لـ"إيلاف المغرب" إن الملتقى الذي يشهد مشاركة 100 جمعية تمثل مختلف أنحاء التراب الوطني يهدف إلى تمكينها من الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي و توظيفها بشكل سليم من أجل التعريف بمشاريعها والأعمال الجمعوية التي تقوم بها لعموم المواطنين.

منظمو الملتقى الإعلامي

أضافت العموري قائلة "ان الملتقى يوفر فرصة حقيقية لتدريب وتأطير الفاعلين الجمعويين المغاربة، و الذين سيكون بمقدورهم فهم ومعرفة أهمية خصائص وسائل التواصل الاجتماعي، وامتلاك مهارات التعامل مع أبرز منصاتها، وشرح الفوائد التي يمكن أن يجنيها المشاركون من خلال توظيف هذه التقنيات الحديثة في مجالات العمل المختلفة خاصة العمل الجمعوي".

ترى العموري أن محتوى الدورة تدريبي تفاعلي يعتمد على إلقاء محاضرات معززة بوسائل توضيحية متطورة وفتح مناقشات وإجراء تمارين وتطبيقات مباشرة على الأنترنت، وعرض ممارسات ناجحة لمؤسسات رائدة في استخدام الشبكات الاجتماعية، و في نهاية الدورة، يعمل المتدربون من خلال مجموعات على مشاريع إعلامية من اختيارهم، ويتم تطبيق ما يتعلمون في كل محور على المشروع، لتقدم كل مجموعة عرضا للمشروع مع تقرير عن حصيلة عملها.

 الصحفي محمد لشيب

عن تقييمها كفاعلة جمعوية للعمل الذي تقوم به الجمعيات الوطنية في مختلف الميادين، تقول المتحدثة:" هناك تطور ملموس، بحيث استطاعت مختلف الجمعيات أن تثبت وجودها من خلال مختلف الأنشطة التي تقوم بها، وهو ما يمكنه ملاحظته من خلال تفاعلها مع رواد المواقع التواصلية وانفتاحها على العالم الخارجي بشكل كبير".

إقبال ضعيف

من جهته، قدم محمد لشيب، صحافي ومدرب معتمد في الإعلام الرقمي استبيانا شارك فيه أزيد من 160 شخصا، حول واقع تفاعل الجمعيات المغربية مع شبكات التواصل الاجتماعي، والذي أسفر عن وجود 83 بالمئة من الجمعيات المتوفرة على صفحات بـ"فيسبوك"، مقابل تسجيل 17 بالمئة منها لا تتوفر على حسابات بالموقع الاجتماعي. و أشار لشيب إلى وجود 87 بالمئة من الجمعيات لا تتوفر على حسابات على تويتر، مقابل 12.5 بالمئة تعتمد عليه من أجل نشر أنشطتها الجمعوية.

 الجلسة الافتتاحية

قال المتحدث إن هناك أمورا سلبية تضعف مستوى عمل هذه الجمعيات، منها عدم توفرها على حسابات بكل من موقعي"لينكد إن" و"يوتيوب"، حيث سجل توفر 18 بالمئة منها على حسابات بـ"لينكد إن"، فضلا عن وجود 96 بالمئة لا تتوفر على قناة في اليوتيوب، رغم قيامها بنشاط هائل، لكنه يضيع بسبب عدم مواكبته من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.

شدد لشيب على ضرورة استعانة هذه الجمعيات بموظف مختص في الشبكات التواصلية، شريطة أن يكون متفرغا و متمكنا، وعدم الاستعانة بأشخاص متطوعين، إضافة إلى العمل على تطوير مواقع إلكترونية خاصة بها لكي لا يتحول العمل الجمعوي لمجرد هواية عوض أن يكون فضاءا احترافيا.

أهمية الإعلام الرقمي

اعتبر محمد لمين، ممثل الفاعلين الجمعويين بالأقاليم الجنوبية الصحراوية المغربية أن الإعلام الرقمي أصبح أداة أساسية للتعرف على مختلف الأنشطة التي تقام بالصحراء المغربية، في ظل وجود العديد من المواقع الإخبارية المحلية والطاقات الإعلامية الشابة التي تتمتع بروح وطنية عالية وحس مهني جيد.

الفاعلة الجمعوية لبنى العموري

زاد لمين قائلا "ان التطور التكنولوجي أفرز وسائل التواصل الاجتماعي التي بدورها تشكل منبرا مهما تستفيد منه الجمعيات، من خلال الاطلاع على تجارب بعضها، التعريف بأنشطتها والتواصل بين أعضائها، إضافة إلى كونها تشكل فرصة مهمة من أجل تخزين و أرشفة الأشرطة الخاصة بأعمالها والاستجابة لمختلف الملاحظات والانتقادات الإيجابية التي تتلقاها.

وأفاد همام الشمري، المدير العام لمركز الاعتماد الدولي للتدريب الإداري بقطر أن المغرب أصبح إحدى المحطات المهمة جدا في سيرتهم كمركز مختص، بالنظر للمستوى الرفيع الذي يحظى به بين الدول العربية و للمكانة التي يحتلها بفضل الطاقات والكفاءات الواعدة التي يتوفر عليها.

وأشار إلى أن المركز الذي أنشأ سنة 2016 بناء على اتفاقيات دولية مع مراكز عالمية، يوفر خدمات الدعم للراغبين في التعلم والعمل في إدارة الأعمال وفقا للمعايير العملية والعلمية الاحترافية المتفق عليها من طرف الخبراء بالمجال.

جانب من المشاركين