إيلاف من القاهرة: توقع الخبراء الأمنيون أن تشهد مصر زيادة العمليات الإرهابية ضد المدنيين ورجال الأمن من الشرطة والجيش خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا مع الاحتفال بقدوم العام الميلادي الجديد 2018 واحتفالات الأقباط بعيد ميلاد السيد المسيح، وقد تزامن ذلك مع عودة الجماعات الإرهابية لاستخدام زرع العبوات الناسفة في الشوارع والميادين العامة، في سبيل تنفيذ مخططها الرامي نحو مقتل عدد من المواطنين، وهو المخطط الذي بدأ بمقتل 310 داخل مسجد الروضة بمدينة بئر العبد بالعريش، ومؤخرًا نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة في إبطال مفعول عبوتين ناسفتين زرعهما مجهول بنزلة أحد الكباري الكبرى بمحافظة الجيزة، وذلك بالتزامن مع بدء خطبة الجمعة، وكشفت وزارة الداخلية أن العبوتين الناسفتين تم زرعهما داخل صندوقين من الخشب، وهما عبارة عن أسطوانتين بداخلهما أسلاك كهربائية وبارود أبيض ومواد متفجرة، وكانتا معدتين للانفجار لوجود منبه بداخلهما، وأرجع الخبراء الأمنيون سبب لجوء الجماعات الإرهابية إلى زرع العبوات الناسفة بالشوارع، هو إثارة حالة من الرعب والفزع لدى المواطنين، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار وقت زرع العبوتين الناسفتين والمتزامن مع بدء خطبة الجمعة في منطقة تشهد كثافة سكانية عالية، كما تسعى الجماعات الإرهابية إلى طرح نفسها على المشهد من جديد والتأكيد على تواجدها، وخلق حالة من السخط والغضب الشعبي تجاه الدولة والأمن لتضعه في موضع محرج أمام الشعب في ظل قرب الانتخابات الرئاسية، وكان الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، قد كلف رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد حجازي، بإنهاء باستعادة الأمن في سيناء والبلاد خلال 3 أشهر.

تراجع ملحوظ

وفقًا لتقارير وزارة الداخلية، فإن عدد العبوات الناسفة التي تم زرعها في الفترة ما بين (2013- 2016) بلغت نحو 689 عبوة ناسفة وبدائية الصنع، فضلًا عن 8750 بلاغًا لعبوات هيكلية لا تحتوى على مواد متفجرة، وأن زرع العبوات الناسفة في تراجع كبير بشكل شبه تام في عام 2017، حيث كانت آخر عبوتين ناسفتين تم التعامل معهما من قبل خبراء المفرقعات_قبل حادث شارع السودان الذي وقع ظهر يوم الجمعة الماضية _ هي التي وقعت بحي البساتين بجنوب القاهرة في الثامن من نوفمبر العام الجاري، حيث تم تفكيك 4عبوات ناسفة خلال تلك الفترة .

هزائم متتالية

من جانبه يرى اللواء ناصر سالم، الخبير الأمني والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن نجاح الأمن في تفكيك العبوات الناسفة والتعامل معها بشكل سريع على مدار الفترة الماضية ،قضى على آمال وطموحات تلك الجماعات في نشر الفوضى الأمنية وزرع الخوف لدى المواطنين ، بعد تعرضهم لهزائم متتالية في سيناء .

وأضاف الخبير الأمني:" أن فشل زرع العبوة الناسفة أسفل كوبري بمحافظة الجيزة ، فضح الجماعات الإرهابية أمام أجهزة الأمن التي تعاملت بحرفية شديدة مع الحادث، خاصة بعدما تم تحديد هوية الإرهابيين بعد فحص كاميرات المراقبة المنتشرة بمحيط الواقعة،وهو ما يدل على قدرة الدولة على محاصرة التنظيمات الإرهابية بشكل ملحوظ ،ولكن في الوقت نفسه فإن الحرب على الإرهاب لن تنتهي على المدى القريب في مصر ،في ظل توتر الأوضاع الأمنية على الحدود المصرية الليبية وتركز التنظيمات الإرهابية في الصحراء الغربية ".

وقال اللواء ناصر سالم ل"إيلاف" :" إن القوات المسلحة والشرطة قادرة وبشكل كبير على ضبط الأمن في سيناء وداخل المحافظات كما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي ،ولكن المشكلة التي مازالت تواجه الدولة في حربها على الإرهاب استمرار الدعم المالي والأسلحة لتلك التنظيمات ".

سياسة جديدة

في السياق ذاته أكد الدكتور محمد عبد الفتاح، الخبير في الأمن القومي ومكافحة الإرهاب، أن التنظيمات الإرهابية تنتهج سياسة جديدة في حربها ضد الدولة المصرية ،بالقيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين داخل المحافظات خلال الفترة المقبلة بعد نجاح القوات المسلحة بمحاصرة تلك الجماعات في سيناء ،فعقب الحادث الإرهابي في مسجد الروضة قبضت وزارة الداخلية على العديد من الخلايا الإرهابية التي كانت تتجه لارتكاب عمليات إرهابية ضد المدنيين في محافظات السويس والإسماعيلية والقاهرة .

وقال الخبير الأمني ل"إيلاف" :" إن عودة زرع العبوات الناسفة ضمن المخطط الجديد للجماعات الإرهابية في حربها ضد استقرار الدولة المصرية، ويتوقع خلال الفترة المقبلة، وتحديدًا مع قرب الاحتفال بالعام الميلادي الجديد 2018 وأعياد الأقباط ،تزايد العمليات الإرهابية من قبل التنظيمات الإرهابية ضد المواطنين، عن طريق زرع العبوات الناسفة وإحداث تفجيرات كبرى بالكنائس والمساجد والميادين الكبرى ،بهدف زعزعة الأمن وزرع الخوف ضد الشعب والانقلاب على الرئيس عبد الفتاح السيسي قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة ".

وطالب الدكتور محمد عبد الفتاح، الأجهزة الأمنية بضرورة توجيه ضربات استباقية ضد تحركات الجماعات الإرهابية، مما يساعد بشدة على النيل من عزمهم وإحداث شلل تام وكامل في تفكيرهم وتحركاتهم، بجانب قيام وزارة الداخلية بتأمين كامل لدور العبادة تزامنًا مع أعياد الميلاد والكريسماس.

متوقعًا نجاح الأجهزة الأمنية في تحقيق نجاحات كبيرة في حربها ضد الجماعات الإرهابية في سيناء وفي الداخل، رغم ذلك فيتوقع حدوث بعض الحوادث الإرهابية ضد رجال الأمن والمدنيين، فالحرب على الإرهاب ممتدة لبعض السنوات .