وصل النائب العام الإيطالي إلى مصر لمتابعة آخر التطورات في قضية تعذيب مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني.

وقال مصدر بمطار القاهرة إن النائب العام الإيطالي وصل على متن طائرة خاصة. ومن المقرر أن يلتقي بنظيره المصري في إطار التعاون القضائي المتفق عليه بين البلدين منذ مارس/ آذار العام الماضي.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد عادت إلى طبيعتها بالكامل في سبتمبر/ أيلول الماضي بعودة السفير الإيطالي للقاهرة لتولي مهام منصبه بعد أكثر من عام على قرار الحكومة الإيطالية استدعاء سفيرها السابق لدى مصر على خلفية هذه القضية.

وكان ريجيني، الذي كان يبلغ من العمر 28 عاما عند مقتله، طالب دكتوراة في جامعة كيمبريدج. واختفى في 25 يناير/كانون الثاني في وسط القاهرة خلال انتشار أمني مكثف بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير عام 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك.

وعُثر بعد أيام على جثة ريجيني وعليها آثار تعذيب وصفت بالوحشية.

وتنكر مصر ضلوع أجهزتها الأمنية فيما حدث لريجيني.

وفي سبتمبر/أيلول 2016 قال النائبان العموميان، المصري والإيطالي، في بيان مشترك إن ريجيني الذي كان يدرس أوضاع النقابات العمالية لباعة الشوارع في مصر، كان تحت مراقبة الشرطة لثلاث أيام خلال شهر يناير/ كانون الثاني.

وكان تلك هي المرة الأولى التي تقول فيها مصر إن ريجيني كان تحت مراقبة أجهزتها الأمنية.

وتمثل نقابات العمال مسألة سياسية بالغة الحساسية في مصر، وتخشى الحكومة الإضرابات والقلاقل العمالية.

وقال مسؤولو الشرطة المصرية في البداية إن ريجيني ربما يكون قد قُتل في حادث سيارة، ومنذ ذلك الحين لم يقدموا الكثير من التفصيلات عن تطور التحقيقات التي يقومون بها.

وكانت النيابة العامة في مصر قد وافقت على طلب إيطالي بإرسال خبراء إيطاليين وألمان لفحص واسترجاع بيانات الكاميرات الخاصة بمحطة مترو الأنفاق في القاهرة التي يعتقد أن ريجيني وُجد بها قبل اختفائه.

واتهمت الشرطة المصرية من وصفتهم بعصابة محلية تخصصت في استهداف الأجانب بارتكاب الجريمة، وقتلت الأجهزة الأمنية أعضاء العصابة في كمين أمني شرق القاهرة، لكن النائب العام المصري برأ أفراد تلك المجموعة لاحقا من الاشتباه في صلتها بمقتل ريجيني.

وتطالب السلطات الإيطالية الجانب المصري بالإسراع بكشف غموض مقتل مواطنها في ظل اتهامات متكررة من جانب هيئات ومؤسسات إيطالية للشرطة المصرية بالضلوع في الجريمة التي تنفي وزارة الداخلية باستمرار مسؤولية أي من أفرادها عنها.

وتبادل النائبان العامان المصري والإيطالي الزيارات عدة مرات خلال الشهور الماضية بخصوص القضية.

وكان تشريح الجثة في إيطاليا قد كشف عن جروح بالغة وكسور في العظام، ما يكشف عن أنه تعرض للضرب بالقبضات والعصى والمطارق.

وقالت أسرة ريجيني إن التشريح يكشف أنه تعرض للتعذيب على يد محترفين.