الرباط: قال المخرج المغربي الشاب محمد حاتم بالمهدي إن فيلمه الجديد "Contraste""تناقض" الذي قام بتأليفه وإخراجه، سيعرض قريبا في إحدى المهرجانات خارج المغرب، ليكون متاحا بعدها في مختلف المعاهد الثقافية للمملكة.

وأشار بالمهدي في اتصال مع"إيلاف المغرب" الى أن الفيلم ( 25 دقيقة )، يتناول قصة شخصيتين محوريتين، هما وئام وعمر، يجسد دورهما الممثلان سندية تاج الدين وناصر أقباب، زوجين شابين، يعيشان مختلف التناقضات التي تشهدها حياتهما المشتركة، حيث يتعرضان لمشاكل وتحديات، في ظل عيش كل واحد منها في عالم خاص به، ليحاول كلاهما جذب الطرف الآخر لهذا العالم.

منظور نفسي

من كواليس الفيلم

وعن تعامله مع تاج الدين وأقباب،يقول المخرج الشاب ان اختيارهما" لم يكن عبثيا، بالنظر للموهبة الفنية و الطاقات الإبداعية التي يمتلكانها، والتي عاينتها عن قرب باشتغالي مع الصديقة سندية تاج الدين في فيلم سابق بعنوان"بوحدي" (لوحدي) فضلا عن اشتغالنا في المسرح، وناصر أقباب ممثل محترف، كان من المقرر لنا أن نعمل سويا في أحد الأعمال الفنية في وقت سابق، لكن التجربة لم تكتمل. بيننا ثقة متبادلة، والعمل شكل فرصة بالنسبة لنا كفريق متكامل من أجل الاشتغال على الشخصيات من منظور نفسي، حيث استغرقنا حوالي 3 أشهر في البروفات(التداريب) و 4 أيام بمدينة مكناس".

و يعتبر بالمهدي نفسه محظوظا بفضل نشأته في وسط فني ودعمه من طرف والده أحمد الحبيب بالمهدي الذي ظل شغوفا بعالم السينما، وهو ما دفعه لمساندة ابنه في عمله الجديد من خلال إنتاجه، إلى جانب المنتج المغربي عبد الفتاح الصراري، صاحب شركة Arsystems Production.

وقال بالمهدي "كنت أقوم في السابق بإنتاج الأعمال اعتمادا على مالي الخاص، لكن الأمر تغير مع"Contraste"، فبمجرد انتهائي من كتابة السيناريو، قمت باقتراحه على الأستاذ الصراري، الذي آمن بدوره بالفكرة وأبدى إعجابه بالقصة التي يتناولها الفيلم".

تقدم السينما المغربية

 مؤلف ومخرج العمل

وبخصوص نظرته لواقع السينما المغربية، يرى بالمهدي أن هناك تقدما ملموسا خلال السنوات العشر الأخيرة، بوجود موجة جديدة من المخرجين الشباب الذين يسعون جاهدين لترك بصمتهم على المستوى السينمائي، وبالتالي المساهمة بكثافة في تشكيل هوية فنية مغربية.

يقول بالمهدي"الفيلم المغربي بشكل خاص والعربي عموما أصبح معروفا واستطاع إثبات وجوده، بفضل الممثلين والتقنيين والطاقات الإبداعية الجيدة الموجودة على الساحة".

و عن جديدة الفني، قال المخرج المغربي إنه لا يزال بصدد كتابة أعمال مستقبلية بمساعدة قريبه صلاح الدين الغماري، مقدم الأخبار بالقناة الثانية المغربية، إضافة إلى مشروع فيلم قصير جديد، فهو يؤمن بنجاعة الكتابة الجيدة في إنجاح أي عمل فني.

سوء تفاهم

ملصق فيلم "تناقض"

ويعد فيلم"تناقض" مناسبة لتناول تيمتي الحب والكراهية، تتصارع في دواخلها شخصيتان، هما في الحقيقة أقرب إلى الخيال من الواقع، فتبدأ قصتهما بسوء تفاهم غامض لا يخلو من حس التشويق والإثارة، وذلك في لحظة فراغ وانتظار، حيث يتلقى عمر رسالة صوتية غير مكتملة عبر تطبيق "الواتساب"، لتبدأ التساؤلات المثيرة: يتساءل عمر عن أسباب هذا الانقطاع ، هل كان مقصودا أم أن خطبا ما قد حصل ثم ما يلبث أن يدخل في نوع من الهذيان سابحا بين الواقع والخيال، يخيل للمتلقي للوهلة الأولى أنه يقوم باسترجاع لحظات من حياته مع وئام غير أنه يكتشف تدريجيا أنه يخاطب نفسه في حالة أشبه ما تكون إلى المونولوج الداخلي، يتعرف من خلالها الجمهور على عمر، المهندس الناجح وزوجته وئام، كاتبة السيناريو المرموقة.

كل شيء يبدو عاديا والحب يبدو العملة السائدة بين شخصين كلاهما يبني فضاءات الفرق بينها، فعمر يبنيها على أرض الواقع من طوب وأسمنت بينما وئام تتخذها أفكارا تهيم في عالم الخيال، غير أن أفكار عمر سوف تتشتت مع توالي الأحداث لنكتشف وجود صراع مع وئام ثم تتحول زاوية الرؤية إلى وئام لتظهر نفس الأحداث المثيرة تقريبا، بحلوها ومرها وعندما تنتهي القصة يبقى التساؤل: هل وئام وعمر موجودان فعلا أم أنهما فقط شخصيتان نابعتان من هذيان المؤلف؟.

 الممثلة سندية تاج الدين
 الممثل ناصر أقباب