موسكو: استهجن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة الطابع "العدائي" لاستراتيجية الامن القومي الاميركية الجديدة مؤكدا ان روسيا يجب ان تكون "رائدة" في بناء جيل جديد من العسكريين لضمان سيادتها.

وقال بوتين في لقاء مع مسؤولين من الجيش الروسي بثه التلفزيون الروسي ان "استراتيجية الدفاع هذه لها بدون شك طابع هجومي اذا اردنا الحديث بلهجة دبلوماسية. لكن اذا انتقلنا الى اللغة العسكرية فلديها بدون شك طابع عدائي".

واضاف "هي ليست مجرد اقوال وانما مدعومة باعمال ملموسة وتمويل".

وكان البيت الابيض اعتبر في تقريره حول استراتيجية الامن القومي الذي نشره الاثنين ان "روسيا تحاول اضعاف النفوذ الاميركي في العالم وخلق انقسامات مع حلفائنا وشركائنا".

ويأتي هذا الاعلان فيما اعتمد الكونغرس الاميركي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر نفقات عسكرية تقارب 700 مليار دولار للسنة المالية عام 2018.

وفي مواجهة تهديدات كوريا الشمالية البالستية، وافق النواب الاميركيون ايضا على زيادة استثنائية في موازنة وكالة الدفاع المضادة للصواريخ تناهز خمسين في المئة بحيث باتت 12,3 مليار دولار بعدما كانت 8,2 مليارات.

وندد بوتين بتعزيز البنى التحتية "الهجومية" لحلف الاطلسي والولايات المتحدة في اوروبا، متهما واشنطن ب"انتهاك" المعاهدة الروسية الاميركية التي وقعت في 1987 حول القوى النووية الوسيطة واتاحت ازالة قسم من الاسلحة لدى القوتين النوويتين في ذروة الحرب الباردة.

وقال إن "الانظمة المضادة للصواريخ يمكن تحويلها في اي وقت الى أنظمة صواريخ متوسطة المدى"، مؤكدا ان "الولايات المتحدة هي على طريق تدمير معاهدة القوى النووية الوسيطة".

ونبه الى ان "كل ذلك يخفض بشكل كبير مستوى الامن في أوروبا والعالم".

واضاف "لدينا الحق السيادي وكل الامكانات للرد بشكل مناسب وملائم على مثل هذه التهديدات المحتملة".

وتابع ان "القوى النووية الروسية حاليا في مستوى يتيح لها ضمان ردع نووي متين" داعيا في الوقت نفسه الى تعزيزها.

وقال ايضا "على روسيا ان تكون بين الدول الرائدة وفي بعض النواحي الرائدة المطلقة، عندما يتعلق الامر ببناء جيل جديد من العسكريين".

واضاف "علينا ان نلحق باي تغيير في موازين القوى في العالم وقبل كل شيء، قرب الحدود الروسية".

ودعا ايضا الى "التركيز خصوصا على تزويد القوات الروسية باسلحة عالية الدقة (...) وبانظمة هي الاكثر حداثة على صعيد الاستخبارات والاتصالات".

وتابع "سنؤمن من دون شكل القدرات الدفاعية لبلادنا"، مشددا على الطابع "السلمي" للسياسة الخارجية الروسية.

واورد بوتين "لا نحتاج الى عدد لا يحصى من القواعد في انحاء العالم ولن نضطلع بدور شرطي عالمي"، لافتا الى ان "كلفة هذا الامر باهظة وهذا لا يشكل البتة جزءا من مشاريعنا".

من جهته، اوضح وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ان الموازنة المخصصة للدفاع الوطني ستبلغ "العام المقبل 2,8 في المئة من اجمالي الناتج المحلي او 46 مليار دولار"، اي اقل ب15 مرة من موازنة الولايات المتحدة.

والعلاقات بين روسيا والغرب، وخصوصا مع واشنطن، هي في ادنى مستوى منذ انتهاء الحرب الباردة بسبب النزاعين في سوريا واوكرانيا. 

وفي الاشهر الاخيرة، كثفت روسيا اختباراتها للصواريخ البالستية ونشرت ترسانة عسكرية كبيرة في سوريا حيث تتدخل عسكريا منذ ايلول/سبتمبر 2015.