نصر المجالي: وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن يهل الخير على السودان، بينما قال رئيس السودان عمر البشير إن بلاده إذ تنظر "إلى تركيا باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وما تمثله من رمزية تاريخية لتوحيد الأمة". 

وقال أردوغان الذي بدأ يوم الأحد زيارة رسمية للسودان تستمر ثلاثة أيام هي الأولى لرئيس تركي منذ استقلال السودان عام 1956 إن تركيا تسعى لرفع حجم التبادل التجاري مع السودان إلى مليار دولار. 

ولوحظ أن الرئيس التركي كان يلوح على الدوام بإشارة (رابعة) التي كانت رمز الإخوان المسلمين في مصر خلال اعتصاماتهم بعد إطاحة حكمهم.

واشار خلال مؤتمر صحفي مع نظيره السوداني إلى أنه تم توقيع 12 اتفاقية في مختلف المجالات مع السودان".."وتم الاتفاق على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي مع السودان".

ودعا الرئيس التركي إلى رفع حجم التبادل التجاري بين بلاده والسودان إلى 10 مليارات دولار. وقال أردوغان إن "حجم تجارتنا مع السودان 500 مليون دولار الآن، وعلينا أن نرفعه إلى 10 مليارات دولار".

وأعرب أردوغان عن شكره لنظيره السوداني البشير على الوقوف إلى جانب تركيا ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، في الخامس عشر من يوليو العام 2016.

تصريح البشير 

ومن جهته، أعلن البشير عن "توقيع اتفاقية للشراكة الاستراتيجية ببن السودان وتركيا بجانب عدد من الاتفاقيات في كافة المجالات". واعتبر ان زيارة أردوغان وتعكس اهتمام أردوغان ببناء علاقات مميزة بين البلدين. وأكد البشير أن هذه الزيارة هي قفزة كبيرة في العلاقات بين البلدين، وهي بداية لعلاقات قوية.

وأفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية بأن البشير أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك "متانة وأزلية العلاقات ببن السودان وتركيا، وأن لها عمقا تاريخيا ضارب الجذور".

الخلافة 

كما نقلت الوكالة عن الرئيس السوداني قوله إن بلاده إذ تنظر "إلى تركيا باعتبارها آخر معاقل الخلافة الإسلامية، وما تمثله من رمزية تاريخية لتوحيد الأمة، فإنه يرى فيها دولة حديثة، حققت نموذجاً باهرًا في التنمية والنهضة الاقتصادية والعمران الاجتماعي والثقافي والحضاري تحت قيادتكم الحكيمة".

حراسة تركية

وإلى ذلك، قالت صحيفة "الراكوبة" السودانية إن الرئيس التركي أصر على أن يتولى حمايته في الخرطوم طاقم حراسة تركي يضم عشرات الضباط.

وحسب تقرير لـ(روسيا اليوم)، أفادت الصحيفة بأن ضباطًا أتراكًا وصلوا في وقت سابق من بدء زيارة الرئيس التركي إلى الخرطوم أمس الأحد، وأن هؤلاء "ضربوا طوق حراسة حول أردوغان منذ أن حطت طائراته في مطار الخرطوم، بل وتكفلوا بحمايته داخل مقر الرئاسة السودانية".

ونقلت "الراكوبة" عن صحفي سوداني قالت إنه طلب حجب اسمه، أن طاقم الحراسة التركي "يعطي رسالة سالبة عن قدرات السودانيين في تأمين ضيوفهم، ويقدح في السيادة الوطنية".

وذكرت الصحيفة أيضًا أن فريقًا من الضباط الأتراك سافر "إلى سواكن التي تقرر أن يزورها أردوغان يوم الاثنين، وفرضوا طوقاً أمنياً على المكان، ورفضوا دخول السودانيين بالكلية".