أصدر رئيس بيرو بيدو بابلو كوتشينسكي عفوا عن الرئيس السابق ألبرتو فوجيموري الصادر ضده حكم بالسجن لمدة 25 عاما بعد إدانته بارتكاب جرائم تتعلق بحقوق الإنسان والكسب غير المشروع، وهو الأمر الذي أثار الغضب في هذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

وكان فوجيموري قد نقل في وقت سابق من السجن إلى المستشفى بسبب انخفاض في ضغط دمه واضطراب نبضات قلبه.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن طبيبه المعالج إن أطباء القلب المتخصصين قالوا إن فوجيموري في حاجة إلى عناية طبية عاجلة.

ويقضي فوجيموري، الذي تولى الحكم في الفترة من 1990 إلى 2000، عقوبة بالسجن 25 عاما لإدانته بانتهاك حقوق الإنسان.

فمن هو ألبرتو فوجيموري؟

بالنسبة لأنصاره فإن فوجيموري هو الرئيس الذي أنقذ بيرو من الإرهاب والانهيار الاقتصادي أما أعدائه فهو الديكتاتور الذي فرض سطوته على المؤسسات الديمقراطية ليحكم قبضته على السلطة.

وكان العقد الذي تولى فيه فوجيموري السلطة بين عامي 1990 و2000 قد شهد العديد من التقلبات.

فقبل وقت قصير من انتخابات عام 1990 لم يكن الكثيرون يعرفون ذلك المهندس الزراعي ابن المهاجرين اليابانيين ولكنه فاز ليرث بلدا على حافة الانهيار الاقتصادي.

ونجح من خلال أسلوب العلاج بالصدمة في تمهيد الطريق لتحقيق نمو اقتصادي في تسعينيات القرن الماضي.

ومن أصعب الأوقات خلال رئاسته الفترة التي حاصر فيها المتمردون الماركسيون من MRTA لرهائن في مقر إقامة السفير الياباني في ليما في 1996-1997.

فبعد 4 أشهر اقتحمت القوات الخاصة المبنى حيث لقي 14 من المتمردين حتفهم وتم إنقاذ الرهائن الـ 72.

وفاز فوجيموري عام 1995 بفترة رئاسية ثانية باكتساح ولكن المنتقدين اتهموه باستخدام الاستخبارات لترويع المعارضين والتجسس عليهم فضلا عن أنهم أعربوا عن قلقهم من الوسائل التي استخدمت في القضاء على التمرد اليساري في البلاد.

كما اتهموه باستخدام موارد الدولة لدعم حملاته الانتخابية.

ورغم فوزه بفترة ثالثة عام 2000 إلا أن فضيحة رشوة تورط فيها فلاديميرو مونتسسينوس رئيس الاستخبارات لطخت سمعة الرئيس وفازت المعارضة لأول مرة منذ ثماني سنوات بأغلبية البرلمان فأطاحت به من منصبه.

وفي نوفمر/تشرين ثاني من ذلك العام هرب فوجيموري إلى اليابان بلد والديه حيث عاش خمس سنوات في منفاه الاختياري.

العودة والسجن

وفي محاولة لإحياء مسيرته السياسية وإطلاق حملته لانتخابات الرئاسة توجه إلى تشيلي في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2005 حيث تم اعتقاله بناء على طلب السلطات في بيرو.

وظل فوجيموري في معركة ضد تسليمه لبيرو وهي المعركة التي استمرت عامين ولكنه خسرها في سبتمبر/ايلول عام 2007.

فوجيموري
Reuters
ابنته كيكو خلال زيارته في المستشفى

وفي بيرو تمت إدانته وصدر الحكم في ديسمبر/كانون أول عام 2007 بسجنه لمدة ستة أعوام بتهمة إساءة استخدام السلطة.

وفي أبريل/نيسان عام 2009 أدين فوجيموري بتهمة التصريح بالقتل مرتين واختطاف صحفي ورجل أعمال.

ودأب فوجيموري على نفي هذه الاتهامات مؤكدا أن وراءها دوافع سياسية.

وصدر حكم عليه بالسجن مدة 25 عاما بسبب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبها خلال فترة رئاسته، من بينها التصريح بعمليات قتل نفذتها فرق للموت.