الرباط: تداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور الصادمة لطفل عراقي من محافظة كركوك، يحمل كدمات في مختلف أنحاء جسمه بفعل ما تعرض له من تعذيب وحشي على يد والده وزوجته، مدعين أنها لطفل مغربي تعرض للتعذيب من طرف السلطات الأمنية بمدينة إمزورن بالريف (شمال المغرب).

الصورة التي نشرها أحد النشطاء الموالين لجبهة البوليساريو الانفصالية عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إلى جانب صورة أخرى تبين احتجاجات سكان جرادة (شمال شرق البلاد)، تمت مشاركتها نحو 500 مرة، من طرف صفحات وحسابات على فايسبوك، مصحوبة بتعليقات تدين وضعية حقوق الإنسان بالمغرب، وتصفها بالمتردية، في ظل ما اعتبروه حملات للتعذيب والضرب والتهديد بالاغتصاب يتعرض لها عشرات الأطفال في مخافر الشرطة.

 

 

ولم يعتمد هؤلاء النشطاء على صورة الطفل العراقي لوحدها، بل ذهب البعض منهم إلى توظيف صورة مماثلة لطفل مغربي في العاشرة من عمره، بمنطقة سيدي مومن، بمدينة الدار البيضاء، تعرض لتعذيب وحشي من طرف أبويه في شهر أكتوبر الماضي، و الادعاء أنها توثق لجرائم ضد الإنسانية يتعرض لها أطفال بالريف المغربي.

في سياق متصل، نفت المديرية العامة للأمن الوطني، بشكل قاطع، الادعاءات المغلوطة التي تداولتها صفحة على فيسبوك، والتي نشرت صورة لطفل من مدينة كركوك (العراق) يحمل رضوضا وكدمات في مختلف أنحاء جسمه، مدعية أنه طفل مغربي تعرض للتعذيب بمدينة إمزورن.

 

 

وذكرت المديرية العامة في بيان لها نشرته في وقت سابق أن البحث الذي باشرته مصالح الأمن الوطني بخصوص الصورة والتعليقات المنشورة، أوضح أن الأمر يتعلق بفبركة مفضوحة لصور التقطت خارج المغرب، توثق لعنف استهدف قاصرا أجنبيا من طرف أفراد عائلته، وهي الصور المنشورة على شبكة الإنترنت منذ أكتوبر 2014، وذلك قبل أن يعمد أشخاص أو جهات معينة إلى تقديمها بشكل تدليسي على أنها تتعلق بطفل مغربي.

ونفت المديرية العامة للأمن الوطني ما اعتبرته إشاعات مغرضة ومزاعم كاذبة، و أشعرت السلطات القضائية المختصة بهذه الوقائع التي تشكل قذفا صريحا وادعاء وقوع جرائم وهمية، وذلك من أجل فتح بحث بشأنها لتوقيف المتورطين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.