موسكو: اعتبر رئيس تيار الغد السوري أحمد الجربا، بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف اليوم أن "حضور الأمم المتحدة وبعض الدول الإقليمية مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي سيكون مفيدا، وسيؤدي إلى إنجاح المؤتمر".

وقال الجربا في حديث لقناة RT، "هناك قرار بالذهاب إلى سوتشي.. وهناك شيء مشجع هو أن الأمم المتحدة ستكون موجودة وستيفان دي ميستورا الموفد الأممي سيكون موجودًا وهناك تركيا وإيران ودول عربية فاعلة أيضا ستكون موجودة، وهذا يعطي الموضوع جدية أكبر، ووجود الأمم المتحدة شيء مفيد".

وأشار إلى أن الوجود الدولي والعربي، بالإضافة إلى روسيا وتركيا وإيران سيؤدي إلى إنجاح مؤتمر سوتشي. وأضاف "نحن نبحث عن حل للمسألة السورية، وروسيا عامل رئيسي في الحرب والسلام وفي الاستقرار ونبحث مع الأصدقاء الروس سبل الحلول الناجعة في سوريا".

وحول الإصلاح الدستوري، قال إن "كتابة الدستور أمر مهم، وهي تبين أفق سوريا القادم وسوريا الجديدة". ورأى مجددا أن الدستور السوري يجب أن يقوم بصياغته السوريون من داخل وخارج سوريا.

وحول النقطة الخلافية وهي دور بشار الأسد في مستقبل سوريا، أعرب الجربا بأن "الأسد مسؤول بنسبة كبيرة عما حصل في سوريا"، مضيفاً أن "موضوع الأسد سيناقش، واليوم نحن السوريين لسنا أصحاب القرار، سواء الدولة أو المعارضة. هناك أطراف أخرى وتدخلات والنفوذ الخارجي سواء الإقليمي أو الدولي كبير في سوريا فسنرى كيف ستسير الأمور".

وتعليقًا على توحيد صفوف المعارضة، أجاب: "بالنسبة للهدف المشترك، المعارضة متفقة على وحدة سوريا أرضًا وشعبًا وعلى أن يكون النظام السوري ديمقراطيًا ويكون نظام تداول للسلطة، هناك وحدة "للمعارضة" بهذا الاتجاه".

وبشأن المسألة الكردية، أشار إلى أن القسم الأكبر من السوريين يرفض أفكار الفدرالية أو أفكارًا تؤدي للانفصال.

وتطرق أخيرا إلى الوضع في منطقة الغوطة الشرقية بريف دمشق. وقال إن "الغوطة الشرقية تعيش حالة حصار وجوع ومأساة، والمأساة الإنسانية هذه غير مقبولة"، مضيفاً: "أطلعنا الجانب الروسي عليها وسنرى كيف ستكون الخطوات في الأيام القادمة بهذا الاتجاه".

طريق مسدود لجنيف

وأعرب الجربا، خلال لقائه لافروف عن أمله في نجاح الجهود الروسية في بدء حوار مباشر بين النظام السوري والمعارضة، مشيرا إلى عدم وصول المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف حتى اليوم إلى أي نتائج تذكر، وعدم إحرازها أي تقدم.

 

 

وكان الجربا قد التقى، صباح اليوم الأربعاء، مع سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي في موسكو التي وصلها في وقت متأخر مساء أمس، لمدة ساعة، لإجراء مباحثات مطولة حول عملية السلام في سوريا، ومواضيع متعلقة باتفاقات خفض التصعيد وتحسين الأوضاع الإنسانية في المناطق المنكوبة وترتيبات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي الذي من المنتظر أن ينطلق أواخر الشهر القادم.

ثم اجتمع الجربا لاحقا مع بوغدانوف في غداء عمل. وقال ما قبل مباحثاته مع لافروف: "نأمل بأن يكون هناك حوار مباشر ومفاوضات مباشرة بين النظام السوري والمعارضة".

وبخصوص مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي تعتزم روسيا تنظيمه أواخر شهر يناير المقبل في سوتشي، أكد الجربا على حرصه على تقييم هذا الموضوع مع الجانب الروسي والاطلاع على الترتيبات التي من شأنها أن تضمن للمؤتمر النجاح.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على حرص موسكو على دعوة المعارضة السورية لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، مؤكدا أن هدف المؤتمر الأساسي هو إرساء الأسس لإطلاق إصلاحات دستورية في سوريا.

ولفت لافروف إلى أن "موسكو تلمس دعماً واسعاً لمؤتمر سوتشي بين المواطنين السوريين وبين الشخصيات البارزة في المجتمع السوري بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم"، مؤكدًا أن ذلك سيساعد على إقامة حوار مباشر بين الحكومة السورية والمعارضة.

وقال بأن لدى بلاده معلومات تؤكد حصول جبهة النصرة في سوريا على دعم خارجي، لافتاً إلى أن القضاء على هذه المنظمة ينضوي ضمن الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا.

كما أشار لافروف خلال اللقاء إلى أنه تم توجيه ضربة حاسمة لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، معتبرًا أن ملف التنظيم تم طيّه بالنسبة لروسيا وأصبح من الماضي.