باريس: ناقش الباحث المغربي، عمر بلعيش، اخيرا أطروحة دكتوراه في القانون بجامعة بانثيون - أساس، باريس 2، تحت عنوان "الحقبة قبل التعاقدية في قوانين الدول العربية".

وحصل الباحث بلعيش على شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، وتهنئة من لجنة المناقشة.

وتجلت النقطة الفارقة في هذه الأطروحة في كون الباحث بلعيش، تمكن من الإثبات، بقائمة من الحقائق والوقائع، على أن القانون الإسلامي ليس عبارة عن نصوص جامدة كما يدعي الغرب، وإنما قانونا متحركا بروحه ومضمونه وشكله ظل، على الدوام، يتطور بانتظام مع كل الأحداث والمستجدات وعبر كل الحقب والأزمنة.

وأشار الباحث في أطروحته إلى أن العولمة تشجع المبادلات بجميع اشكالها وأنواعها، وبالتالي، توفر للمجال القانوني، بأفكاره ومفاهيمه وفئاته، أرضية خصبة للمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدان والشعوب.

وأضاف "نجد حاليا ان التقاليد الحضارية والإسلامية تميز وتطبع مجمل القوانين العربية، ومن اجل تكوين فكرة حقيقية عن هذه القوانين والاهتمام بالفترة قبل التعاقديّة، كان لا بد من تحديد آلية ارساء القاعدة القانونية وصلاحيتها في بلاد الإسلام من خلال مقاربة تاريخية وموضوعية وايجابية ".

وكشف بأن هذا المنهج الدراسي "مكننا من اقتراح تعريف جديد للقانون الاسلامي يدمج مختلف السلطات المعيارية، ويساعد، بالتالي، على تصحيح العديد من المغالطات المرصودة "، مشيرا إلى انه كان من المناسب جدا " ان نعمل على التحقق من نتائجنا النظرية على ضوء الوقائع الحالية من اجل تحديد الطبيعة القانونية للأنظمة القانونية العربية ". 

وذكر الباحث أن ذلك قاده إلى تفنيد ازدواجية الأنظمة القانونية العربية، بل وإلى إثبات وحدتها وانسجامها.

وزاد موضحا " لقد أمكن لنا بذلك أن نباشر الحقبة قبل التعاقدية لنبرهن، بقوة، عن وجود تطابق بين التقليد والعصرنة من خلال مقاربة تقارن بين القانون الفرنسي والمغربي والكويتي، على أن نقترح، في نفس الوقت، سبل الإصلاح، في إطار الوفاء بالوعد، يقتضي إرساء تصنيف قانوني جديد في هذه المادة التي يبدو أنها لم تحض بدراسة كافية في البلدان العربية".

وخلص إلى القول " يبدو أن دراستنا تتسع لتشمل كافة المواد القانونية لتبني، بذلك، جسرا بين الأفكار التي وردت في الجزء الأول من هذه الاطروحة والخطوات العملية التي جرى إبرازها في الجزء الثاني منها".

تجدر الإشارة إلى أن الأطروحة نوقشت تحت إشراف جورج خير الله، الأستاذ الفخري بجامعة باريس الثانية - بانثيون - أساس، ولجنة مناقشة تتكون من ماري - إيلودي انسل الأستاذة في جامعة باريس -شرق كريتل، وفرانسوا أميلي أستاذ محاضر في جامعة باريس 1 بانثيون - السربون، وسامي الدريعي الأستاذ بجامعة الكويت، وأرنو راينووارد الأستاذ بجامعة باريس دوفين.