نشرت صحيفة الغارديان مقالا عن مرور قرابة عام على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، محاولة فهم مدى تأثيره على الساحة الدولية.

المقال أعده مراسل الصحيفة في واشنطن جوليان بورغر، وهو يوضح أن تأثير ترامب على الساحة السياسية الدولية يمكن أن يدرس في الجامعات المتخصصة لعقود قادمة لكن بشرط واحد هو أن ننجو من حقبة ترامب أولا.

ويوضح بورغر أن فترة ترامب الرئاسية تتميز بالاتجاه نحو عدة صراعات دولية، وهو ما يعني أننا لانستطيع استقراء السيناريوهات المستقبلية بوضوح، مضيفا أن الإدارة السابقة تمكنت من تحييد الصراع النووي مع كوريا الشمالية بشكل كبير وتقليص مخاطره، لكن عشوائية إدارة ترامب أعادت الصراع إلى الواجهة.

ويشير بورغر أيضا إلى الصراع مع الصين قائلا: "إن ترامب يريد شيئين في علاقته بالصين، أولهما هو الحصول على أكبر قدر من المكاسب الاقتصادية عبر الشراكة التجارية مع بكين، وثانيهما جعل بكين تضغط بأكبر شكل ممكن على كوريا الشمالية للتعاون مع واشنطن وحل الأزمة النووية.

ثم يعرج بورغر على الملف الإيراني، إذ يسعى ترامب إلى التخلص من الاتفاق النووي الذي أبرمته الإدارة السابقة مع طهران، لكن أوروبا تضغط عليه لكي يتراجع، كما أنه يسعى لتأسيس حلف جديد على الساحة في الشرق الأوسط بقيادة واشنطن يضم كلا من السعودية وإسرائيل ويهدف لمواجهة التوغل الإيراني.

ويوشح أن إيران أصبحت تمتلك نفوذا عسكريا وسياسيا يمتد من هرات في أفغانستان حتى جنوب لبنان وهو ما سيغير من خريطة الشرق الاوسط بشكل ملحوظ، وهذا يعد أحد التبعات طويلة الأمد للغزو الأمريكي للعراق.

"الحرب لم تنته"

صورة أرشيفية لأحد مقاتلي التنظيم يرفع علمه فور استيلاء التنظيم على الموصل
Reuters
أرشيف- الموصل

صحيفة الديلي تليغراف نشرت موضوعا بعنوان "جنرال بريطاني يحذر: الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لم تنته بعد".

ويدعى هذا الجنرال فليكس غيدني، وقد حذر من تمكن آلاف المقاتلين التابعين لتنظيم الدولة الإسلامية من الفرار إلى مواقع نائية لا يمكن استهدافها بالطائرات ولا الصواريخ، وهو ما يعطيهم إمكانية إعادة تجميع أنفسهم والتحرك في ساحات جديدة.

وتوضح الصحيفة أن غيدني الذي يشغل منصب نائب قائد التخطيط الاستراتيجي والدعم في التحالف الدولي لحرب التنظيم قال إن الحكومة السورية لا تقدم الجهد الكافي لمنع تسلل مقاتلي التنظيم عبر المناطق التي تسيطر عليها.

ويؤكد غيدني أن مقاتلي التنظيم يتحركون في بعض المناطق السورية بكل حرية، ودون التعرض لأي مخاطر مما يرجح انها لاترغب في إنهاء وجود التنظيم داخل سوريا.

كما أن قوات التحالف الأمريكي في سوريا لا تقدم على قصف مقاتلي التنظيم داخل مناطق سيطرة النظام السوري خوفا من وقوع اشتباكات مباشرة مع داعميه الروس.

" الصراع في سوريا"

فريق إنقاذ يساعد اطفالا في سوريا
AFP/getty

أما صحيفة الإندبندنت فقد نشرت مقالا عن الأزمة السورية أيضا بعنوان "حتى المعونات الإغاثية للأطفال المرضى يمكن أن تفاقم الصراع في سوريا .. هذه الحقيقة المحزنة للحرب".

تقول الصحيفة إن الموسم الحالي من الصراع في سوريا عاد إلى شاشاتنا بصور تفطر القلوب لأطفال مرضى بحاجة لمعونات إغاثية عاجلة في إحدى آخر معاقل المعارضة في سوريا، مما دفع كثيرا من الهيئات لمناشدة الجميع بتقديم الدعم المطلوب فورا.

وتتسائل الصحيفة: "من هذا الذي يتمتع بعقل سليم ويستطيع أن يمنع طفلة تعاني من السرطان من حق العبور الآمن لعدة كيلومترات لتصل إلى المستشفى وتتلقى العلاج؟ أو يرفض مناشدات الهيئات الدولية والكنيسة في فترة الاحتفال بأعياد الميلاد؟"

وتردف الجريدة قائلة "حسنا في سوريا نحن جميعا نعرف من .. أليس كذلك؟

" إن الصراع ليس سهلا خاصة عندما يكون في المرحلة النهائية كما يحدث في سوريا" كما أن " واشنطن أنهت تدريجيا دعمها العسكري لجميع الجهات المناوئة للأسد وليس من الواضح حتى الآن إن كانت بريطانيا قد تبعتها في هذا الاتجاه".