رفضت الصين الجمعة الاتهامات الأمريكية بأنها تساعد كوريا الشمالية على التحايل على العقوبات الصارمة التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي في الفترة الأخيرة، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال فيها إن بكين تساعد في نقل النفط إلى سفن من كوريا الشمالية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية هيوا تشونينغ إن "السلسلة الأخيرة من التقارير حول هذا الموقف لا يتسق على الإطلاق مع الحقيقة على أرض الواقع".

وأضافت أن بكين لم تسمح لمواطنيها أو شركاتها بالضلوع في أي أنشطة تخرق قرارات الأمم المتحدة.

وقال ترامب الجمعة إنه "مستاء جدا" من الصين عقب ظهور تقارير أشارت إلى أنها سمحت بنقل النفط إلى كوريا الشمالية في إطار عملية نقل متبادل بين حاويات من البلدين.

واعتبر الرئيس الأمريكي أن الصين "ضُبطت والدماء تلطخ يديها"، مؤكدا أنه لن يكون هناك وجود "لحل ودي" مع كوريا الشمالية إذا سمح لبيونغيانغ بالحصول على النفط.

ونفت الصين في أكثر من مناسبة في الفترة الأخيرة الضلوع في أي أنشطة من شأنها خرق العقوبات الدولية المفروضة على صادرات النفط الصينية إلى كوريا الشمالية.

نقل غير شرعي

ودعمت الصين الأسبوع الماضي قرار الأمم المتحدة الذي يتضمن إجراءات خفض صادرات النفط إلى بيونغيانغ بنسبة 90 في المئة، وهو القرار الذي جاء في محاولة للحد من تجارب بيونغيانغ الصاروخية.

وجاءت تصريحات ترامب عقب نشر صحيفة شوصن إلبو الكورية الجنوبية تقارير أفادت بأن ناقلات نفط صينية تنقل النفط سرا إلى حاويات من كوريا الشمالية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في كوريا الجنوبية قوله إنه نقل غير شرعي بين الحاويات تم تصويره عبر قمر صناعي أمريكي حوالي 30 مرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولم يؤكد مسؤولون أمريكيون صحة هذه التقارير، لكن وكالة أنباء رويترز نقلت عن مسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن ربما لا تزال عمليات نقل النفط من حاويات صينية إلى أخرى كورية شمالية مستمرة.

كيم جونغ أون
AFP
كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، يرفض الاستجابة للضغوط الدولية.

وقال المسؤولون الأمريكيون لرويترز إن "عمليات نقل النفط من حاويات صينية إلى حاويات كورية شمالية تظل مصدرا للمخاوف حيال إمكانية تطبيق العقوبات على بيونغيانغ."

لكن الصين، الشريك التجاري الأكبر لكوريا الشمالية، أكدت أنها تدعم بقوة القرارات التي اتخذتها الأمم المتحدة بشأن العقوبات ضد بيونغيانغ.

"موقف لا وجود له"

ولدى سؤاله عن صحة مزاعم نقل النفط إلى كوريا الشمالية بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة، قال رن قواتشيانغ المتحدث باسم وزراة الدفاع الصينية إن "الموقف الذي تتحدثون عنه لا وجود له من الأساس".

في المقابل، دعا مايكل كافي، المتحدث باسم البيت الأبيض، دول العالم إلى قطع علاقاتها الاقتصادية مع كوريا الشمالية.

كما حث الصين على قطع علاقاتها الاقتصادية مع بيونغيانغ، بما في ذلك العلاقات السياحية وما وصفها بصفقات المواد النفطية.

وكانت الأمم المتحدة رفضت الخميس السماح لأربع حاويات بالعبور إلى موانيء كوريا الشمالية للاشتباه في حملها سلعا محظورة، وفقا لوكالة أنباء فرانس برس. وبذلك يزيد عدد السفن التي منعتها الأمم المتحدة من المرور إلى كوريا الشمالية إلى ثماني سفن.

وإضافة إلى الدفعة الأخيرة من العقوبات، تخضع كوريا الشمالية إلى عقوبات صارمة سابقة من الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

وجاءت الدفعة الأخيرة من العقوبات ردا مباشرا من المجتمع الدولي على التجربة الصاروخية التي أجرتها بيونغيانغ في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني التي تضمنت إطلاق صاروخ باليستي وصفته الولايات المتحدة بأنه كان الأعلى ارتفاعا بين الصواريخ التي أطلقت في تجارب سابقة.

ووصفت كوريا الشمالية العقوبات بأنها "عمل من أعمال الحرب" عليها.

وكان ترامب قد هدد "بتدمير كوريا الشمالية بالكامل" حال شنها هجوما نوويا. وكان الرد من بيونغيانغ هو أن وصف كيم جونغ أون، الزعيم الكوري الشمالي، ترامب بأنه "مختل عقليا".