أدانت وزارة الخارجية الأمريكية اعتقال عدد من المتظاهرين الإيرانيين في ثاني يوم للاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب ارتفاع الأسعار ومعلات البطالة.

ورغم تحذيرات السلطات الإيرانية، تواصلت الاحتجاجات التي انطلقت تحت شعار "لا لرفع الأسعار" ليومها الثاني، وتركزت في عدد من المدن الكبرى، من بينها مشهد شمال شرقي البلاد.

وفي بيان، دعت الخارجية الأمريكية دول العالم إلى دعم الشعب الإيراني لنيل حقوقه الأساسية والقضاء على ما سمته "الفساد" في البلاد.

ووصفت هيذر نويرت، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إيران بأنها "دولة مارقة مستنزفة اقتصاديا تقوم صادراتها الرئيسية على العنف وسفك الدماء والفوضى".

كما جدد وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، دعمه لما لـ "عناصر داخل إيران تسعى إلى انتقال سلمي للسلطة."

كان المئات من المتظاهرين قد خرجوا، الخميس، إلى الشوراع احتجاجا على ارتفاع الأسعار، ورددها هتافات غاضبة ضد الرئيس الإيراني، حسن روحاني.

"الحرية أو الموت"

كما ردد متظاهرون شعارات منددة بالمرشد الأعلى للثورة الإيرانية أية الله علي خامنئي، والحكم الديني بشكل عام.

وامتدت الاحتجاجات المناهضة للحكومة إلى عدد من المدن الكبرى، مثل كرمان شاه ومشهد وشيراز الجنوبية.

وقال مسؤولون في مدينة مشهد إن الاحتجاجات نظمتها "عناصر معادية للثورة".

وقالت وكالة الأنباء شبه الرسمية "فارس" إن الشرطة فرقت التظاهرات في كرمان شاه، في الوقت الذي امتدت فيه التظاهرات إلى العاصمة، طهران.

وذكرت وسائل إعلامية محلية أن المتظاهرين رددوا هتافات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين و"الحرية أو الموت"، فيما تعرضت بعض الممتلكات العامة للضرر، بحسب فارس.

وقال مسؤول إيراني إن عددا قليلا من المتظاهرين ألقي القبض عليهم في طهران، وأظهرت لقطات فيديو جرى تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي انتشارا أمنيا مكثفا غي العاصمة.

الرئيس حسن روحاني
AFP
حكومة الرئيس روحاني تسعى منذ 2013 إلى تطهير القطاع المالي

وتضاعفت أسعار البيض منذ الأسبوع الماضي، بعدما أعدمت الحكومة ملايين الدجاج لإصابتها بأنفلوزا الطيور، حسب تصريح المتحدث باسم الحكومة، محمد باقر نوبخت.

ولكن أسباب الاحتجاجات أعمق من أسعار البيض، حسب النائب، حميد غارمابي، من مدينة نيسابور قرب مشهد، الذي قال لوكالة فارس إن هناك أزمة كبيرة في مشهد سببتها المؤسسات المالية غير القانونية".

وتعكس موجة الاحتجاجات سخطا متناميا بسبب الارتفاع الشديد في الأسعار ومزاعم الفساد في الجهاز الحكومي، فضلا عن مخاوف تكبد خظزينة الدولة لخسائر باهظة جراء مزاعم بتورط الحكومة الإيرانية في الصراعات بالمنطقة، على رأسها سوريا والعراق.

ويقول مراسلون إن التظاهرات تمثل أخطر احتجاجات شعبية في إيران منذ التظاهرات الحاشدة عام 2009 التي أعقبت التلاعب المزعوم في الانتخابات الرئاسية.

وتسعى حكومة روحاني منذ 2013 إلى تطهير القطاع المالي، وأغلقت ثلاث مؤسسات قروض كبيرة، وهي ميزان، وفرشتيغان وثمن الحجاج، وأمر البنك المركزي بتعويض ودائع المستثمرين، ولكن يعتقد أن العملية لا تتم بالسرعة الكافية.