قتل شخصان بالرصاص خلال مواجهات في مدينة دورود (غرب إيران)، بحسب ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان إلى التلفزيون الرسمي الأحد.

إيلاف من طهران:  قتل متظاهران خلال صدامات في مدينة دورود (غرب)، بحسب ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور للتلفزيون الرسمي، متهمًا "مجموعات معادية واجهزة استخبارات اجنبية بالوقوف وراء الاضطرابات"، لكنه أكد ان قوات الامن لم تطلق النار على المتظاهرين، قائلاً: "هدفنا كان وضع حد سلمي للتظاهرات، لكن وجود بعض الاشخاص والمجموعات ادى الى وقوع الحادث ومقتل شخصين".

وكتب الحرس الثوري على تطبيق "تلغرام" ان "اشخاصًا يحملون أسلحة صيد وأخرى حربية انتشروا بين المتظاهرين واطلقوا النار عشوائيا على الاشخاص وضد المديرية".

وعلى وقع صعوبات اقتصادية في البلاد التي تعاني عزلة، وتتعرّض منذ أعوام لعقوبات دولية بسبب أنشطتها النووية الحساسة، اندلعت احتجاجات اجتماعية لم يسمح بها الخميس والجمعة في مدن ايرانية عدة بينها مشهد، ثاني مدن البلاد. وتواصلت التظاهرات ضد الضائقة الاقتصادية وأيضًا ضد السلطات يومي الجمعة والسبت.

صمت من قبل خاتمي وروحاني
لم يعلق المرشد الاعلى للجمهورية اية الله علي خامنئي أو الرئيس حسن روحاني علنًا على التظاهرات حتى الان. وأعيد انتخاب روحاني في مايو، وكان من أبرز وعود حملته الانتخابية تحسين الوضع الاقتصادي ومنح حريات أكبر على الصعيد الاجتماعي والثقافي. وهذه المرة الاولى منذ العام 2009، التي تشمل فيها الاحتجاجات مثل هذا العدد من المدن. وأعيد الانترنت الى الهواتف النقالة ليل السبت بعد قطعه مساء.

وأوردت وكالة "ايلنا" القريبة من الاصلاحيين أن "80 شخصًا أوقفوا في اراك (وسط) بينما أصيب ثلاثة او أربعة اشخاص بجروح" في الصدامات التي شهدتها المدينة مساء السبت.

من جهته، اتهم نائب قائد مقر "ثار الله" التابع للحرس الثوري العميد اسماعيل كوثري المتظاهرين بالسعي الى "العصيان".

وأعلن رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي، "لقد تعرضت منشآت تابعة للبلدية لاضرار طفيفة نتيجة هذه الاحداث. البعض يدمرون املاك الشعب بأعمال عمياء"، بحسب ما نقلت عنه وكالة ايسنا.

التظاهرات منذ الخميس
تشهد ايران الخاضعة منذ سنوات لعقوبات دولية فرضت عليها بسبب أنشطتها النووية الحساسة، منذ الخميس تظاهرات احتجاجا على الضائقة الاقتصادية وضد النظام. وأدت الاحتجاجات إلى مقتل اثنين من المتظاهرين في غرب البلاد.

وإن كان عدد المحتجين بقي بحدود المئات في الأيام الأولى، إلا أنها أول مرة منذ 2009 تطاول متل هذه الاحتجاجات الاجتماعية هذا العدد من المدن.

مشهد
في 28 ديسمبر، مئات يتظاهرون في مشهد (شمال شرق) ومدن أخرى احتجاجا على غلاء الأسعار والبطالة وعلى حكومة الرئيس حسن روحاني.

توقيف 52 شخصا في مشهد، ثاني مدن إيران. وقال رئيس المحكمة الثورية في تصريحات نقلتها وكالة فارس القريبة من المحافظين أن الموقوفين رددوا "شعارات قاسية"، فيما أفاد التلفزيون الرسمي أنه تم إطلاق سراح معظم الموقوفين.

شبكة "نظر" تفيد ايضًا عن خروج تظاهرات صغيرة في يزد (جنوب) وشاهرود (شمال) وكاشمر (شمال شرق).

واشنطن تندد
في 29 ديسمبر، مئات يتظاهرون في قم (شمال) مرددين شعارات بينها "الموت للدكتاتور" و"أطلقوا سراح السجناء السياسيين"، بحسب مشاهد فيديو انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي. وطالب آخرون النظام بوقف دعمه العسكري والمالي لحركات إقليمية حليفة له وتركيز اهتمامه على شعبه.

النائب الأول للرئيس اسحق جهانغيري يتهم المعارضين بالوقوف خلف الاحتجاجات، ويؤكد أن "بعض الأحداث التي وقعت في البلاد كانت بذريعة مشكلات اقتصادية، لكن يبدو أن هناك أمرا آخر خلفها.

الولايات المتحدة تندد بموجة الاعتقالات. والمتحدث باسم الخارجية الأميركية تصريح أن "القادة الإيرانيين حولوا بلدا مزدهرا له تاريخ وثقافة غنيين الى دولة مارقة تصدّر العنف وسفك الدماء والفوضى".

تجمعات مخالفة للقانون
في 30 ديسمبر، السلطة تحشد عشرات آلاف الأشخاص في الشوارع في ذكرى إنهاء حركة الاحتجاج الضخمة التي تلت إعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد في 2009.

وزير الداخلية الإيراني يطلب من المواطنين عدم المشاركة في "تجمعات مخالفة للقانون". وقال عبد الرضا رحماني فضلي إن "قوات الأمن والسلطة القضائية حاولت حتى الآن التعامل معها حتى لا تحصل مشكلة".

وفي حوالى الظهر، قوات الأمن تستخدم قنابل مسيلة للدموع لتفريق عشرات الطلاب المتجمعين أمام المدخل الرئيسي لجامعة طهران، قبل أن يسيطر على الموقع مئات الطلاب المؤيدين للنظام مرددين شعارات ضد "العصيان".

عند العصر، مئات يتظاهرون في حي الجامعة هاتفين شعارات معادية للسلطة قبل أن تفرقة الشرطة.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يكرر تحذيراته إلى النظام الإيراني مؤكدا أن "الأنظمة القمعية لا يمكن أن تستمر إلى الأبد".

السلطات تقطع الإنترنت عن الهواتف النقالة التي يستخدمها ملايين الإيرانيين للتواصل والاطلاع على الأخبار.

مقتل اثنين من المتظاهرين
مقتل اثنين من المتظاهرين ليل 30 إلى 31 ديسمبر في صدامات في مدينة دورود (غرب)، وفق ما أعلن نائب حاكم محافظة لورستان حبيب الله خوجاستهبور، مؤكدا أن قوات الأمن لم تطلق النار على المتظاهرين.

النظام يحذر بأن المتظاهرين "سيدفعون الثمن" غداة ليلة جديدة من الاضطرابات.