لندن: قال المتحدث الرسمي باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية والمفوض العام للتوجيه السياسي في السلطة الفلسطينية عدنان الضميري إن السلام من وجهة نظر إسرائيل هو كذبة كبيرة، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب فقد موقعه كوسيط وحتى لو عاد الى نفسه وأعلن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين فسوف نفكر إن كنا سنقبله. 

أما عن الدعم المادي للسلطة فقال إن السعودية تدعم وأن موقفها من القضية لم يتغيّر وما حدث من دق أسافين وتشكيك بموقف السعودية من مسؤولية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وبعض الدول العربية استغلت ذلك مناكفة بالسعودية.

وعن التنسيق الأمني مع الإسرائيليين قال اللواء عدنان انه لمصلحة الشعب الفلسطيني وان ذلك من مسؤولية الاجهزة الأمنية تجاه الشعب الفلسطيني وهمومه اليومية، واشار الى ان التنسيق شبه متوقف مؤخرا عدا حالات خاصة ومعينة لمنع المواجهة مع الإسرائيليين.

وبشأن ما وصفه موضوع الهيكل اليهودي، قال اللواء الضميري إن أحداً من علماء الاثار الإسرائيليين لم يثبت ذلك وتحدى ان يستطيع احد منهم اثبات سيادة إسرائيل في القدس، وقال إن الصراع على القدس سياسي وطني ولكن إسرائيل تريده صراعا دينيا، والفلسطينيون لا يريدون ذلك وتعهد ان يضمن الفلسطينيون حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود بالقدس لمن يريد الصلاة والعبادة وليس الاحتلال.

يعتبر اللواء الضميري مقربا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وهو شاعر وكاتب بالاساس وعمل صحافيًا قبل ان يصل مجال الأمن وكان قبلها من قادة الطلاب الجامعيين الفلسطينيين في جامعة بير زيت ومن قياديي فتح الشباب وكان احد قياديي الانتفاضة الاولى عام 1987 وقضى سنوات طويلة في السجون الإسرائيلية. وكان قد ولد في مخيم طولكرم واهله من بلدة الضميرة قرب حيفا ولا يزال يتحدث عن المخيم وحياته الصعبة فيه الا انه يقول بأنه عندما توجه الى الرئيس ياسرعرفات بعد مجيء الاخير الى غزة للحديث عن العمل الصحافي والتلفزيون قال له الرئيس انت للأمن ومنذ ذلك الحين يعمل ضمن الاجهزة الأمنية الفلسطينية.

لم يكن عدنان الضميري محرجا خلال اللقاء واجاب عن الاسئلة والتساؤلات بشكل عادي، ولم يكن ليتهرب من الاسئلة وقال الامور بوضوح وصراحة حتى وان كانت في بعض الاماكن محرجة له بعض الشيء أو للاجهزة الأمنية.

هنا نص الحوار:

مع بداية اللقاء بدأ اللواء عدنان يعرض ما الفرق بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني في فهم الصراع، وقال:

نحن الفلسطينيين مسكونون بتعبير الاستقلال والحرية وامامنا خصم أو عدو مسكون بالأمن وان استطعت ان توفق بين هذين الامرين يمكنك التوصل الى سلام. وهنا العقدتان، عقدة الفلسطيني في الاستقلال وعقدة الإسرائيلي في الأمن، هاتان العقدتان متنافراتان الى حد اللا لقاء واسوأ من الخطين المتوازيين.

قضية عقدة الأمن والحرية والاستقلال انتم كأجهزة أمنية فلسطينية كيف توفقون المتطلبات الفلسطينية الداخلية ومسألة عقدة الأمن الإسرائيلي كيف تتعاونون معهم؟

الأمن الفلسطيني لا يصنع سياسة فهو ينفذ سياسة ولدى الأمن الفلسطيني تقدير موقف لكن هذا التقدير هو عبارة عن توصية نقدمها للمستوى السياسي اما بالنسبة للأمن الإسرائيلي فهو مثل حبل من مسد لا نهاية له هم لا يشبعون أمنا ولا يقنعون بالأمن لانه اساس قيام دولتهم وكل مبرراتهم هي أمنية فليس لهم اي مبرر اخلاقي او تاريخي الا قيام دولتهم على انقاض شعب آخر، فمبررهم الوحيد هو اليهود لذلك لا يهمهم كم من السلاح في القرى العربية او كم يقتل في الاجرام في الداخل العربي مثلا فهذا لايعنيهم او لا يجندون له واحدا بالمئة مما يجندونه لمستوطن متطرف من تفواح (قرب نابلس).

هل يتوجهون لكم بامور أمنية وطلبات معينة؟

طبعا نحن في قضايا الأمن هناك مصلحة لشعبنا لان استقلالنا لم ينجز كاملاً، وهناك متطلبات يومية ومهمة لاستمرارية الحياة الطبيعية لشعبنا لذلك نحن من خلال هذه العلاقة نبحث عن مصالحنا ومصالح شعبنا في الدرجة الاولى واليوم مفهوم الأمن في العالم تغيّر لم يعد مفهوم الدولة الواحدة بل الأمن العالمي في مكافحة الارهاب فنحن نحارب الارهاب وهم يمارسون ارهاب الدولة وايضا يدعمون بعض الفئات المتطرفة التي تعبر عن كرها وتأييدها لقتل العرب، وهم المتطرفون من المستوطنين واعضاء كنيست يجلسون في الكنيست ولا يخجلون.

ومع ذلك تتعاونون معهم أمنيا؟

نعم هذا لمصلحة شعبنا ومصلحة شعبنا ان يكون بامان وان اقل خسائر قدر الامكان لاننا دولة تحت الاحتلال ونحن الدولة الوحيدة تحت الاحتلال واليوم التنسيق الامني توقف.

لا توجد أمور عينية تنسقون فيها؟

هناك بعض الامور العادية فنحن ان اردنا نقل سجين من مدينة لمدينة نحتاج الى تنسيق او لنقل قوة أمنية من مكان لآخر نحتاج للتنسيق لاننا سنمر من مناطق سيطرة أمنية إسرائيلية، وان لم ننسق فإن ذلك سوف يعرضنا للخطر ويمكن لمواجهة معهم لذلك ننسق.نحن لا نريد ان نلعب في الملعب الحربي الإسرائيلي لان ملعبهم هو الحرب. والرئيس ابو مازن اعتقد انه مبدع بالسياسة عندما قال بالمقاومة الشعبية وهي قوتنا الان كفلسطينيين.

كيف يمكن ذلك وحركة فتح بعد قرار الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس عاصمة إسرائيل أعلنت الحركة عن كفاح مسلح وهذه فتح لكم انتم فتح؟

أعطِني قائدا في فتح يستطيع أن يقول اريد معركة عسكرية، فلا يوجد لدينا جناح عسكري، هذه كذبة أين ذلك؟

إذن أين تلك الفصائل والجناح العسكري الذي يصرح؟

لا أعرف ابحثوا عنهم انتم كصحافيين، هناك اجماع للفصائل الفلسطينية كلها في الضفة الغربية وفي غزة ان المقاومة الشعبية هو النضال الفلسطيني في هذه المرحلة.

وحماس أيضا؟

حتى حماس في هذه المرحلة تتحدث عن انتفاضة شعبية وتريدها في الضفة فهي تحرض اهل الضفة على ذلك وهي لا تتحدث عن معركة عسكرية والوحيد الذي يتحدث عن الحرب هو ليبرمان ونتانياهو وما تبقى من الفلسطينيين يدركون تماما ان الملعب العسكري والحرب هو في صالح إسرائيل.

وماذا عن الصواريخ التي تنطلق من غزة الى البلدات الجنوبية وماذا عن العمليات في الضفة؟

كم قتل في هذه الاعمال؟ أريد ان أعرف كم إسرائيلي قتل فيها؟

ولكن الإسرائيلي يراها عمليات ارهابية وايضا صفارات الانذار تدخل الشعب الإسرائيلي في جو من انكم اعداؤهم ولا تريدون الاتفاق او السلام وهذا يؤثر في الشعور العام والرأي العام الإسرائيلي؟

الشعب الإسرائيلي ذهب الى اتجاه اليمين ولن يعود لليسار لان تركيبة النخبة السياسية اكثر لليمين حتى من يعتبر نفسه وسطا انما يتصرف ويغازل اليمين حتى يائير لابيد الذي يعتبر نفسه وسطًا فهناك منافسة في التطرف. فمنذ ان استلم مناحيم بيغن من عام 77 وحتى اليوم استطاع اليمين الإسرائيلي ان يعبئ الإسرائيليين بفوفيا الأمن والمشكلة هي في المحتل العنصري ونحن لا نريد ان نثقف المجتمع الإسرائيلي فهذا دور نخبته السياسية.

هل هذا يعني ان لا امكانية للعمل السياسي بينكم وبين الإسرائيليين؟

هناك امكانية واحدة للتعاون والحديث السياسي وعلى ارضية واحدة وهي الحل على اساس دولة فلسطينية بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية. وان يذهب الاحتلال وان لا يعود وهذا المنطق الذي نؤمن به تماما وهذا الامر يعني ان نطلب فقط 22% من فلسطين التاريخية فهذا المحتل لا يبحث عن سلام بل يبحث عن عبيد.

انا احد الناس منذ اوسلو الذين كانوا يؤمنون بالسلام، ولكن بعد ان رأيت كيف يتعامل اليمين ويتجاوب الشعب الإسرائيلي مع الديماغوغيا اليمينية ولم يبق الا بعض الإسرائيليين القدامى يؤمنون بالسلام والشباب الى اليمين.

ولكن الشعب الإسرائيلي يحب اللفتات مثل مصافحة رابين وياسر عرفات التي غيرت النظرة لديهم؟

لا، ليس صحيحاً فبعد مصافحة رابين وعرفات قتلوا رابين.

قتلة يميني متطرف؟

لا، اليمين المسؤول اليوم مثل نتانياهو وغيره هم حرضوا على قتل رابين وصوروه في ملابس النازية وهم حرضوا على قتله ولا يزالون يدفعون لقاتله يغئال عمير، وهو بالسجن، راتبا شهريا.

يعني لا أمل؟

لا يوجد. فقد مرت علينا فترات مثل عامي 82 و 83 عندما حدثت مجازر صبرا وشاتيلا كنا نجد نحو نصف مليون إسرائيلي يخرجون للشوارع للتظاهر ضد سياسة الحكومة وقتل منهم انس مثل اميل غرينتسفايغ من السلام الان، اين السلام الان وغيرها، الحكومة الإسرائيلية تلاحق هذه التنظيمات حتى في تمويلها وتلاحق حركة بتسيلم التي توثق الاحداث يلاحقونها بمصادر تمويلها ويحرضون عليها ويحرضون على كل من يقول ان للفلسطينيين حقا بالدولة.

هل هذا يعني انتهاء حل الدولتين؟

سنبقى نناضل من أجل حل الدولين ولكن ان ارادوا حل الدولة الواحدة فاهلا وسهلا بهم فمبادئ فتح والميثاق الوطني الفلسطيني لم تتغير حتى الان ونحن نؤمن بالدولة الديمقراطية الواحدة لكل مواطنيها للمسلم والمسيحي واليهودي ودولة لكل مواطنيها، ولكن نتانباهو وحكومته لا تبحث عن دولة لكل مواطنيها فكانوا منحوا المساواة للعرب وللدروز الذين يخدمون بالجيش فهم يريدون دولة ابارتهايد اي فصل عنصري.

أو تذهبون للاردن كما هو مطروح هنا وهناك الاردن دولة الفلسطينيين؟

لا، فشروا! لن نذهب الى أي مكان هذه بلادنا وسنبقى بها وهم ليعودوا الى اوروبا الشرقية وغيرها وليذهب بيبي نتانياهو الى البلد الذي جاء منها.

هم لن يخرجوا وانتم ستبقون هنا فما الحل؟

برأيي الى ان يصل الإسرائيليون الى قناعة وقرار سياسي أن حل الدولتين هو الحل الذي يرضي الجميع والحل الاقرب للمنطق والعقل والسياسة وان تكون دولة خالية من الاستيطان وما يتوصلوا اليه بالمباحثات.

واللاجئون؟

بحسب الفقرار الاممي 194 وانا من بلدة الضميره قرب حيفا اريد ان اعود الى هناك كحق منحتني اياه الامم المتحدة.

وإن اتفقوا على غير ذلك؟

نحن الجانب الذي يحترم القرارات والاتفاقيات بحذافيرها.

نعود الى اليوم بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل هل هذا يعني ان الأميركيين انهوا وساطتهم؟

نعم، الأميركيون نأوا بانفسهم عن العملية السياسية ولم يعودوا وسيطا واصبحوا شركاء للاحتلال.

يقال إن الأميركيين يتحدثون مع الرئيس للعودة الى مباحثات؟

القصة بسيطة؛ ان يقف الرئيس الأميركي ويقول بشجاعة ان فلسطين بحدود 67 بما فيها القدس الشرقية هي اراضٍ محتلة وهي اراضي الدولة الفلسطينية فإن كان مستعدا لذلك ساعتها نحن نتباحث للاتفاق عليه ان كان سيرجع وسيطًا ام لا. فهو ازم الثقة.

ألم يطرح خطة سلام وصفقة العصر؟

بعد إعلانه الاخير اصبحت صفعة العصر ولم يحدثنا أحد عن أي صفقة وخطابه لا يساوي الحبر الذي كتب فيه. فقد كان هناك وضع راهن معين وكل رؤساء أميركا لم يجرأوا ان يعلنوا ذلك ولم يجرؤ احد على قول إن القدس عاصمة إسرائيل وجاء ترمب ليقول إن القدس عاصمة ولم يقصد الغربية فعليه ان يقول قصدت الغربية.

من أوسلو الى اليوم لم يحدث شيء أو تقدم، فالامر يراوح مكانه؟

لا حدث الكثير، نحن قيادة فلسطينية موجودة على ارضها بعد ان كانت بالشتات وهناك قوات فلسطينية على ارضها الان بعد ان كانت بالخارج وبنينا مؤسساتنا الفلسطينية من بنى تحتية واساسية كاملة ولا ينقصنا الان سوى انسحاب الاحتلال، فكل قواعد وبنى الدولة وارادة الشعب موجود ما عدا الاستقلال الناجز للفلسطينيين الذين يفرض عليهم الاحتلال والاحلال، كما فعل الاحتلال بيافا وحيفا وعكا وان فكر الاحتلال انه سيعيد التاريخ وان يطرد الفلسطيني من ارضه فهو واهم وهو اهبل.

نائب رئيس الاركان الإسرائيلي قال إن الانقسام الفلسطيني هو ذخر أمني لإسرائيل؟

هذا صحيح وأنا اقول اننا كلنا نعرف ونقول ان المصالحة والوحدة هي شرط الانتصار، هناك أمور انجزت وهناك امور لم تنجز فالانقسام كان جريمة في تاريخنا.

أين وصل اتفاق المصالحة في غزة؟

باعتقادي ما بدأناه في انهاء الانقسام فالمسائل الاساسية انجزت وما لم ينجز هو تفاصيل في مسائل معاشات ومسألة الأمن والرئيس كان واضحا انه لا يمكن ان يكون هناك سلاحان للدولة الواحدة.

ولكن الخشية أن تصبحوا مثل لبنان دولة داخل دولة؟

لبنان ليس نموذجا لنا وموضوع السلاح في غزة سوف نحسمه داخلياً، وفي حال تسلمنا ادارة دولتنا كاملة فمسؤوليتنا حل الموضوع وان يكون هناك سلاح واحد ولبنان ليس نموذجا لنا.

وإن قالت لكم حركة حماس ابحثوا الامر مع إيران مثلا؟

نحن الان نتفاوض مع فلسطينيين ولا نتفاوض مع ايران وان قالوا لنا هكذا سيكون لنا رد. الان نحن نريد انهاء الانقسام وحماس وكل الفصائل مطالبون بالانخراط ضمن منظمة التحرير الفلسطينية وهم قابلون بذلك والامور ليست طويلة للوصول.

مصر تساهم؟

نعم، لمصر مصلحة أمنية قومية ومصلحة في المصالحة وفي فلسطين ودورها في الشرق الاوسط تاريخيا.

اين وصلتم، هل استلمتم المعابر؟

نسبيا الامور تتطور باتجاه ايجابي، ونحن على كل المعابر ولكن هناك عقبات تتعلق بالجباية وامور اخرى مثل الجمارك والجباية ونحن لم نستلم كل شيء ومسؤولية الحكومة ان تقول انها امسكت بكل زمام الامور وعندها تكون الامور اصبحت تماما. اخواننا في حماس ارتكبوا خطيئة والان تابوا عنها فمن تاب عن الذنب فكمن لا ذنب له والان المصلحة الفلسطينية ان تكون هناك وحدة فلسطينية فالحتمية التاريخية والاخلاقية والدينية يجب ان تكون هناك وحدة ولا نريد ان يشكل الوضع الفلسطيني عذرًا لاحد وهناك رئيس فلسطيني واحد فهل سمعت عن رئيس آخر؟

هناك حديث عن قيادات بديلة؟

هل هذا جديد علينا؟ لا. كانت محاولات كثيرة فلم تتوقف إسرائيل عن محاولات ايجاد قيادات فلسطينية من سنة 67 وحتى اليوم ابتداءً من رابط القرى وقبلها المخاتير وبعدها البحث عن اكاديميين ورجال اعمال وبحثوا كثيرا وكانوا يتلقون الصفعات من الفلسطينيين.

فانا اذكر انه عام 1989 عندما كنت في سجن النقب وكنت مع ثلاثة اسرى اخرين كقيادة الاسرى في السجون ابان الانتفاضة وانا مثلت المعتقلين حينها اتى الينا يتسحاك رابين الذي كان وقتها وزيرا للدفاع، وقال لنا اريدكم قيادة الفلسطينيين فكان جوابنا واحدا: نحن جنود في منظمة التحرير ولنا قيادة متمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية وفقط هذا ما لدينا وعليكم الحديث مع ياسر عرفات سياسيا.

لكنّ هناك دولاً عربية واجنبية تحاول ايجاد قيادة من هذا او ذاك او رجل اعمال او غيره، وثانيا الاعمار بيد الله والرئيس لن يبقى خالدًا؟

نعم صحيح، ولكن هل كان هناك رمز اكثر من ياسر عرفات للفلسطينيين؟ لا. ولكن عند وفاته لم تكد تمضي ليلة واحدة حتى انتخبنا رئيسا وقيادة، انت لا تعرف فتح فانا في هذه الحركة منذ 40 عاماً وفتح قادرة على ايجاد رئيس خلال خمس ساعات. ولكن هناك البعض لديهم وهم الزعامة وهذا مرض نفسي على فكرة ومنهم من يعتقد ان الشعب الفلسطيني لن يستطيع التدبر بدونهم، وسيأتي ليتوسل لديهم ليكونوا قادة وهم بلا تاريخ او جغرافية اقول لك هذا لن يحدث ومن لديه وهم الزعامة وهذا المرض النفسي اما اصابه الاكتئاب اما انتحر.

اليوم مع الوضع المادي للسلطة من يدعمكم؟

أكثر من 75% من الضرائب من الشعب الفلسطيني أما الباقي فهي عبارة عن مساعدات من دول عربية ودول اجنبية فالدول الاوروبية تقدم مساعداتها عن طريق مساعدات والولايات المتحدة تدفع 270 مليونا للشعب الفلسطيني واعتقد ترمب ان يحكم بهم الشعب الفلسطيني والشعب الفلسطيني يستطيع ان يأكل خبيزة وزعتر ولبنة وليس بحاجة ليركع، وموظفو السلطة بقوا مرة بدون رواتب 14 شهرا.

من يدعمكم من الدول العربية؟

السعودية تدعم والجزائر ودول عربية اخرى.

لماذا شكك البعض بموقف السعودية تجاهكم حسب رأيك؟

الموقف الفلسطيني من السعودية أعلنه الرئيس بشكل واضح تماما وخلال مؤتمره الصحفي مع الرئيس الفرنسي كان اكثر وضوحًا وقال: في لقائي مع الملك سلمان ومع ولي العهد محمد بن سلمان قالا لي ان السعودية تدعم فلسطين، والسعودية مع فلسطين ومع قيام دولة بحدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

اذن من كان يحاول دق الاسافين؟

أكثر من اساء للسعودية هو بنيامين نتانياهو الذي تحدث بشكل وقح جدًا عن علاقته بالسعودية ومع الدول العربية واوحى للناس انه على علاقات مع السعودية وشكك في موقف السعودية من القضية الفلسطينية والتقط البعض، ولن اسمي احدًا، هذا التسريب المتعمد تماما كما يسربون للصحافيين ان التنسيق الأمني ممتاز وهم كذابون ومنافقون ويعملون بالشعوذة والحجابات.

 وبعض الدول العربية استقبلت هذه التسريبات مناكفة في دول الخليج حتى نكون اقرب للواقع واستعملوه مناكفة ضد المملكة العربية السعودية. ونحن لا نعامل الناس بالسرائر انما بالظاهر ونتعامل مع مواقف على الارض وصريحة وعندما يأتي الملك سلمان ويقول انا مع فلسطين وحل الدولتين ومن يمس القدس يمسنا كمسلمين فما تريدنا ان نقول ؟ لا هذا ليس صحيحا؟ ان اكثر من يستفيد من المس بسمعة العربية السعودية هو بيبي نتانياهو الذي يحاول ان يجر السعودية ودول خليجية الى علاقات ثنائية بمعزل عن القضية الفلسطيننية وعبر تكبير وتهويل الموضوع الايراني فمن يصنع فوبيا من ايران هو بنيامين نتانياهو وإسرائيل.

يعني أن الشعور العام ان القضية الفلسطينية مؤخرا وقبل إعلان ترمب كانت على الرف ليس صحيحًا بحسب ما تراه انت؟

نحن نطلب من اخوتنا العرب جميعا ان يكون موقفهم اكثر التصاقا في القضية الفلسطينية، ولكن في الوقت الراهن لم تشذ اي دولة عربية ولا اتحدث هنا عن شخص سعودي شتمنا او اماراتي انتقدنا اتحدث هنا عن موقف دول ساندتنا والموقف ظهر جليا في الامم المتحدة ومجلس الأمن وظهر في التضامن الشعبي والرسمي الكبير للدول العربية.

ولكن، نرى الان ان هناك من يريد أن يكون مسؤولاً عن القدس فذاك يعقد مؤتمراً لها وآخر يريد السير اليها وبعضهم يريد الجهاد اليها؟

هل القدس لنا لوحدنا؟ لا القدس لكل عربي ولكل مسلم ولكل مسيحي فالاقصى محتل مثل كنيسة القيامة ومثل كنسية المهد ببيت لحم ومسؤولية الجميع الدفاع عن بيت لحم والقدس والقدس هي عاصمتنا الا انها للجميع فهي مدينة السلام ومدينة الله ومدينة العبادة. ونحن لا نريد صراعا دينيا في القدس ونتانياهو وحكومته اليمينية يدفعون بنا باتجاه صراع ديني الا اننا نريد ان يبقى في مستواه السياسي والوطني.

هل لليهود شيء بالقدس فهم يصلون لها؟

لا ليست لهم سيادة فيها فنحن سنحفظ حرية العبادة فيها للجميع للمسلم والمسيحي ولليهودي واتحدى ان يكون علماء الاثار اليهود والإسرائيليون اثبتوا ان الهيكل في القدس! هم على مدى سبعين عام يبحثون وينقبون ولا يثبتون اي شيء من فرية الهيكل في القدس ومن جهة اخرى كل قرارات الامم المتحدة لا تعطي إسرائيل او اليهود اي سيادة في القدس ونحن نرحب بالذي يريد ان يأتي ليصلي في القدس ولا نقبل من يريد ان يأتي محتلا للقدس.

رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل هنية قال إن ترمب حاول اقناع الرئيس ابو مازن بقبول ابو ديس عاصمة لفلسطين؟

لا، هذا ليس صحيحاً، فمن يعرف الرئيس محمود عباس يعرف ان لا توجد لديه اتفاقات ما تحت الطاولة بل فقط ما فوقها ولو كان ذلك قيل لكان ابو مازن قال ذلك واخبر الجميع به واعتقد ان اسماعيل هنية تحدث عن تحليلات وربما مصادره الخاصة وهذا شأنه هو. واقول لك من معرفتي بالسيد الرئيس فان ترمب لم يكن ليجرؤ ان يقول ذلك للرئيس لان ابو مازن كان سيرفض ذلك فهو لا تهاون عنده بهذا الموضوع. وهنا اريد ان اقول ان للقدس ربًا ونحن نحميها وما من اراد السوء للقدس وبقي كما هو، فالقدس لها مكانة خاصة لدى الفلسطيني فترى المسلم والمسيحي والملحد معا يدافعون عن القدس، كما حدث عند مسألة البوابات الالكترونية ومن لايعرف العلاقة الخاصة بين الفلسطينيين والقدس لا يعرف اهمية المدينة لدينا.

هل يمكن أن نرى انتفاضة جديدة؟

الشعب الفلسطيني هو بانتفاضة منذ السنوات العشرين فما دام الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال هناك انتفاضات وهل ننتظر بيبي نتانياهو ان يصنع لنا سلاما اقتصاديا وهل نحن بحاجة من الإسرائيلي لرغيف خبز من يفكر هكذا فهو مخطئ، فكل ارملة ببلدنا تستطيع ان تحصل على كل ما تريد بالمجان من خضار وفواكه من السهل وهذه هي بلدنا واصحابها مصرون ان تتحرر وينتهي فيها الاحتلال! فهل كان هناك إسرائيلي يقنع بالسلام معنا فنحن مستعدون.

وان لم يوجد شخص كهذ ستحصل انتفاضة جديدة؟

نحن سنكون في جهاد الى يوم الدين وستكون هناك انتفاضات كثيرة.

هل تقول ان الإسرائيليين لا يعرفون ولا يعون ذلك أن هناك حقا للفلسطينيين؟

هم يفكرون بالمنطق الديني والأمني ويريدون دولة من البحر الى النهر ولكن هذه الدولة الواحدة نحن اكثر منهم بمائة الف وهذا يعني اننا في حكم اقلية على اكثرية اي ابرتهايد تمييز عنصري. فهم لا يزالون يقولون عن بلادنا يهودًا والسامرة فعن اي سلام يتحدثون وايضا هناك ادارة مدنية ويعملون صفحة للجيش لافيحاي ادرعي وصفحة للمنسق حتى يقول ماذا نقدم للفلسطينيين فهل طلب منه احد ان يقدم لنا شيئا؟ فهل هو يريد تجنيد العملاء يعني؟ هذه العقلية استعمارية وهم يشتمون في هذه الصفحة الا انهم يريدون استفزاز الفلسطينيين سواء بولي او غيره هم يريدون استفزاز الفلسطينيين وانا اقول لا! لا نريد منهم المساعدة بتصريح نحن نريد تطبيق الاتفاق والاتفاق يقول عمل في إسرائيل. والله لا يخلف عليهم وعلى دولة إسرائيل بأي مساعدة انسانية فهم كانوا يجبون منا ثمنها مرتين ويأخذونها منا كعلاج طبي مرتين واكتشف هذا الامر.

اي لا توجد مساعدات انسانية ولا يحزنون؟

لا توجد اي مساعدات كل ذلك يحق لنا حسب الاتفاق فنحن نريد فقط ما ينص عليه الاتفاق ولا اكثر من ذلك. اسرائيل دمرت الاتفاق واعادت احتلال الضفة ويسموننا يهودًا والسامرة فعن اي سلام يتحدثون هذه كذبة كبيرة.