الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قرر أعضاء من البرلمان البريطاني مناقشة عريضة احتجاجية وقع عليها أكثر من 1.7 مليون بريطاني تطالب بإلغاء "زيارة دولة" من المقرر أن يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووصف مسؤول سابق في الخارجية البريطانية الدعوة بأنها "وضعت الملكة في وضع صعب للغاية"

وأدرج مجلس العموم العريضة للنقاش في 20 فبراير/ شباط القادم.

ووقع أكثر من 1.7 مليون بريطاني على عريضة موجهة للبرلمان والحكومة، تطالب بحظر دخول ترامب في زيارة رسمية لبريطانيا، ذلك بعد إصداره أمرا تنفيذيا يمنع دخول مواطني سبع دول شرق أوسطية إلى الولايات المتحدة.

وتتزايد أعداد الموقعين على العريضة على نحو سريع منذ السبت الماضي.

ورفضت الحكومة البريطانية دعوات إلغاء الزيارة الرسمية المقترحة، والتي من المقرر أن يلتقي خلالها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بملكة بريطانيا. وقالت الحكومة إن الزيارة لن يتم تأجيلها أو إلغاؤها.

قال مسؤول سابق في الخارجية البريطانية، إن قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيارة بريطانيا، يضع الملكة "في وضع صعب للغاية."

وقال اللورد ريكتس إن دعوة ترامب لزيارة لندن جاءت بسرعة، وإنه فوجئ بذلك.

كان يجب على ماي أن لا توجه الدعوة لترامب لزيارة بريطانيا في الوقت الذي يسيء فيه لقيمنا المشتركة من خلال قراراته، التي تستهدف المسلمين، وهجومه على اللاجئين وعلى حقوق المرأة."

جيريمي كوربن، زعيم حزب العمال البريطاني

وشغل ريكتس منصب الأمين العام لوزارة الخارجية البريطانية بين عامي 2006 و2010. وقال إن توجيه الدعوة لرئيس أمريكي بعد أيام من رئاسته للبيت الأبيض، لزيارة رسمية "أمر غير مسبوق."

"دعوة صائبة ومهمة"

لكن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية، رد على تصريحات ريكتس بالقول إن الحكومة "لا تقبل أو تشاطر" وجهة نظره.

ووصف متحدث رسمي باسم مكتب رئيسة الوزراء، دعوة ترامب في زيارة دولة إلى بريطانيا بأنها "دعوة صائبة ومهمة" واصفا الولايات المتحدة بأنها من أهم حلفاء بريطانيا.

وتساءل ريكتس في تصريحات نشرت في صحيفة التايمز، ما إن كان ترامب يستحق هذا "الشرف الاستثنائي" واصفا الدعوة بأنها "سابقة لأوانها."

واضاف بأنه "كان من الأجدر الانتظار حتى يعرف أي نوع من الرؤساء سيكون ترامب، قبل أن تقدم المشورة للملكة بدعوته في زيارة رسمية لزيارة المملكة."

واعتبر أن زيارته للملكة يفترض فيها أن تكون زيارة احتفالية وودية، وتتسم بحرارة الاستقبال، لكن زيارة دولة في الوقت الراهن يبدو أنها مثيرة للجدل."

ولم يعلن عن موعد زيارة ترامب الرسمية للمملكة المتحدة، التي سيقيم خلالها في قصر باكينغهام ضيفا على الملكة.

لكن النائب في مجلس العموم عن حزب المحافظين أندرو بريدغن، قال إنه في الوقت الذي سيشرع مجلس العموم في مناقشة مشروع الحكومة لإطلاق مفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي "فإننا سنكون بحاحة إلى تجسيد تلك العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة، خاصة في الوقت لراهن."

وأضاف أن بريطانيا بحاجة إلى اتفاق تجاري ثنائي مع الولايات المتحدة، وأن ذلك سيكون مفيدا جدا، في وقت تتفاوض فيه بريطانيا بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأضاف أنه يستبعد أن يزور ترامب بريطانيا خلال الأشهر الثلاثة القادمة، خاصة مع الأوامر التنفيذية بحظر السفر التي اتخذها مؤخرا، والتي ستتطلب فترة من الزمن مماثلة كي يهدأ الجدل بشأنها بطريقة أو بأخرى.

وفي تعليق له على الدعوة، قال ويليام هيغ وزير الخارجية السابق في تصريحات نشرت في صحيفة الدالي تلغراف، إن الملكة يمكنها استقبال ترامب في زيارة دولة، وإنها في السابق استقبلت عددا من الرؤساء الشموليين حسب وصفه، مثل نيقولاي تشاوسيسكو، الرئيس السابق لرومانيا، وأن ذلك سيجعل استقبال "مليونيرا من نيويورك" ممكنا.

وواجهت رئيسة الوزراء تيريزا ماي ضغوطا كبيرة، للإفصاح ما إن كانت ناقشت ترامب في مسالة الأوامر التنفيذية التي أصدرها بحظر سفر مواطني بلدان ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة، والتي أثارت جدلا واسعا وانقساما في الشارع الأمريكي.

ولم يعلق وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عما دار بين ماي وترامب، واصفا المحادثات بأنها سرية.

وقال زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن "كان يجب على ماي أن لا توجه الدعوة لترامب لزيارة بريطانيا في الوقت الذي يسيء فيه لقيمنا المشتركة من خلال قراراته، التي تستهدف المسلمين، وهجومه على اللاجئين وعلى حقوق المرأة."

وأثارت تلك القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب احتجاجات واسعة في وبريطانيا، حيث خرج آلاف البريطانيين في لندن يوم الاثنين واصفين ترامب بأنه "معاد للإسلام، وماي بأنها راضية على تلك السياسة."