إيلاف من بغداد: قال رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق إن معركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية قريبة الانتهاء، وإن أيام تنظيم داعش في هذا البلد صارت معدودة، داعيًا الى حماية المدنيين وإنصاف الضحايا .. بينما أثار مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة قرار الرئيس ترامب بمنع دخول رعايا بلاده الى الولايات المتحدة.

واضاف يان كوبيش خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي الليلة الماضية تناولت الأوضاع في العراق وقدم فيها إحاطة حول التطورات هناك ونشاط بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، وحصلت "إيلاف" على نصها، أن القوات العراقية وبدعم كبير من شركائها الدوليين وخصوصًا الأميركيين ستبقى مشتركة في عمليات قتالية معقدة في المناطق الحضرية، "بيد أنه في المستقبل المنظور القريب سوف تنتهي عمليات التحرير في العراق حيث إن أيام ما يسمى بداعش صارت معدودة".

ودعا القوات المشاركة في عمليات تحرير الموصل إلى مواصلة حملاتها العسكرية الوشيكة بالروح نفسها .. مؤكدًا أن العراق سيكون بحاجة إلى دعم ومساعدة متواصلين وكبيرين من المجتمع الدولي في مرحلة ما بعد تنظيم داعش. وطالب السلطات العراقية وجميع القوات المشاركة في عمليات التحرير&بمواصلة حملاتهم العسكرية الوشيكة بالروح نفسها واحترام وتطبيق المبادئ الأساسية للتمييز والتناسب وأخذ الحيطة لحماية السكان المدنيين وإنصاف الضحايا.

واشار الى انه في فترة ما بعد داعش سيكون العراق بحاجة إلى دعم ومساعدة متواصلين وكبيرين من المجتمع الدولي، بما في ذلك شركاؤه الإقليميون، محذرًا من أن أي إحجام مفاجئ عن المشاركة والدعم سوف يعني تكراراً لأخطاء الماضي، وستكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار خارج حدود العراق وحتى على مستوى العالم.

واشار كوبيش الى ان للقتال المستمر تداعيات إنسانية خطيرة، حيث تقع خسائر بشرية كبيرة على الصعيدين العسكري والمدني، ويستهدف داعش بصورة متعمدة المدنيين الذين يحاولون الهرب من مناطق سيطرته ويقوم بقصف المدنيين بصورة عشوائية في المناطق المحررة، ويستخدم المدنيين كدروع بشرية، ويتمركز بصورة متعمدة في داخل المستشفيات والمدارس وبالقرب منها.&

وفي ما يخص الحشد الشعبي، قال كوبيش "أود أن أشير إلى إقرار مجلس النواب مؤخرًا لقانون هيئة الحشد الشعبي والذي يوفر الإطار لقيادة المقاتلين والسيطرة عليهم تحت قوات الحشد الشعبي، وكذلك يضمن القانون تطبيق النظم والتعليمات العسكرية على جميع العناصر المسلحة في العراق، حيث إن تطبيق القانون سوف يفصل هذه القوات بصورة تدريجية عن المليشيات الخارجة عن القانون والمجموعات المسلحة الأخرى".&

واضاف انه على الرغم من إقرار القانون بالضد من إرادة المكون السني، تضمنت الخطوات اللاحقة إقرار ميزانية عام 2017، والتي عبّر المشرعون السنة عن تأييدهم لها، وكذلك خصصت الميزانية موارد مالية للمناطق السنية التي تتواجد فيها قوات الحشد الشعبي. &

واعتبر عودة الأشخاص النازحين إلى ديارهم هي المفتاح الحقيقي لإعادة بناء اللحمة الاجتماعية في العراق، كما تعد جزءًا من المصالحة الوطنية والمجتمعية وعملية التعافي، وكذلك فإن إعادة تأهيل البنى التحتية وتقديم الخدمات الأساسية وفتح المدارس وتوفير فرص العمل تعد بذات القدر من الأهمية في استعادة الثقة في حكومة العراق والسلطات المحلية وفي إعادة بناء عراق المستقبل الذي ينعم بالوحدة.&

وشدد على ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لاحتياجات الأقليات العرقية والدينية، والتي قد تأثرت على نحو غير متناسب جراء النزاع. واوضح انه ابتداء من عام 2003 فقد العراق أكثر من نصف سكانه من أبناء الطوائف العرقية والدينية .. وقال: "يساورني الخوف من أنه ما لم تتوفر الاستجابة الكافية، فإن هذه العملية ستستمر حتى بعد دحر تنظيم داعش ولذلك يتعين الاهتمام بوجه خاص بوضع ترتيبات من شأنها التصدي لدواعي القلق الأمنية المحددة وغيرها مما يشغل أبناء الأقليات، من أجل تمكينهم من العودة إلى ديارهم".

ودعا كوبيش الى إجراء مزيد من المشاورات مع الأطراف السياسية الأخرى ومؤسسات المجتمع المدني في إقليم كردستان العراق، إذ أن وحدة الصف داخل إقليم كردستان يمكنها أن تساهم في حل المشكلات الرئيسية القائمة بين بغداد وأربيل وفي إعادة تحديد أسس التعاون بين السلطات المركزية وسلطات الإقليم في مرحلة ما بعد داعش الجديدة، وفي الدفع قدماً بمشروع التسوية الوطنية في العراق.&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل منذ 17 اكتوبر الماضي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وهي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة التنظيم في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد&وغربها. &

العراق يثير في مجلس الامن منع مواطنيه من دخول اميركا&

ومن جهته، أثار مندوب العراق الدائم لدى الامم المتحدة محمد علي الحكيم خلال الاجتماع قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمنع دخول رعايا سبع دول، بينها العراق، الى الولايات المتحدة.

وعبر الحكيم عن أسف العراق لقرار ترامب المتضمن تقييد إجراءات السفر لمواطني الدول السبع،&واضاف ان "قرار ترامب تجاه دولة حليفة هي العراق ترتبط بشراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة &يتزامن مع الانتصارات التي يحققها مقاتلوه الشجعان وبدعم من التحالف الدولي على عصابات داعش الإرهابية في معركة الموصل، وهو امر يبعث على الاستغراب".

ودعا الإدارة الأميركية الجديدة الى إعادة النظر في هذا القرار مشددًا على رغبة العراق في تعزيز وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وزيادة آفاق التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والمجالات الأخرى .

والاربعاء الماضي، قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم إن "ادراج الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب لإسم العراق ضمن الدول التي يُمنع مواطنوها من السفر إلى الولايات المتحدة، شكل صدمة لنا". واكد اهتمام العراق ببذل جهود عاجلة "لانصاف شعب يقاتل الارهاب بدماء ابنائه وموارده نيابة عن كل دول&العالم، بما فيها الولايات المتحدة"..ودعا الادارة الاميركية الى مراجعة قرارها.

وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي اعتبر الثلاثاء الماضي قرار ترامب إساءة للعراق والعراقيين، مؤكدًا انه خاطئ، مستبعدًا اتخاذ قرار بالمعاملة بالمثل. وقال إن "الحكومة العراقية أجرت اتصالات على جميع المستويات بشأن قرار ترامب بعدم دخول العراقيين للولايات المتحدة".

وعقب ذلك، اعلن سفير الولايات المتحدة في العراق دوغلاس سيليمان عن استثناء اربع فئات من العراقيين من قرار الرئيس ترامب بمنع العراقيين من السفر إليها، واكد أن الدبلوماسيين والسياسيين والتجّار ورجال الاعمال العراقيين غير مشمولين بقرار المنع، وبامكانهم السفر إلى الولايات المتحدة.
&