يبين غياب التسامح والتفاهم في عالم اليوم ضرورة إيجاد حوار جديد نتعلم فيه التواصل أبعد من دائرة المتفقين معنا في الرأي. وتقول ميشيل كيندر، مديرة معهد مومينتاس لتطوير الصحة العاطفية الاجتماعية للأطفال في مدينة دالاس بولاية تكساس، إن في حقل عملها نظرية معروفة باسم "المنظومات العائلية" تذهب إلى أن إحداث تغيير في أي فرع من العائلة يمكن أن يؤدي إلى تحسن المنظومة بأكملها. وتقترح كيندر النظر إلى البلد على أنه عائلة، مستوحية الانتخابات الاميركية التي اتسمت بالقسوة وانعدام التسامح. باستخدام ثلاثة تكتيكات في الصحة الاجتماعية والعاطفية، نستطيع أن نخطو خطوة كبيرة نحو مجتمع أكثر تعافيًا، بحسب كيندر.

التكتيك الأول: لجم ردة الفعل المفرطة

حين تبدو الخلافات مستعصية على الحل، يمكن للوزة الدماغية أن تخطف القشرة الأمامية الجبهية المسؤولة عن التفكير العقلاني. ويعمل هذا العبء على تفعيل ردة الفعل بالمواجهة أو الهروب أو التجمد، ويجعل من المتعذر علينا رؤية الموقف بوضوح.&

في هذه الحالة، نقول أو نفعل أشياء لا نقولها أو نفعلها في العادة. لكننا نستطيع أن ندرب ادمغتنا على ملاحظة ذلك عندما يحدث. وبهذا الوعي المتيقظ نستطيع أن نختار التعاطي مع الموقف بطريقة مختلفة. ومن دونه، تكون ردة فعلنا مدفوعة بقوة العادة ويمكن أن تضر بعلاقاتنا. وفي الحوار مع اشخاص يختلفون معنا، يجب أن ننتبه إلى مفاتيح جسدية مثل تسارع النبض. والوعي بهذه المؤشرات يعزز قدرتنا على تمالك أعصابنا بسرعة، والحفاظ على هدوئنا ومواصلة عملية التفكير. ولا يسفر هذا عن حل القضايا فورًا، لكنه يمكن أن يوفر جوًا آمنًا نستطيع فيه أن نواصل حل المشكلة لاحقًا.&

التكتيك الثاني: معالجة الخلافات باهتمام حقيقي
حين نرى شخصًا جديدًا تصنفه ادمغتنا "غريبًا" أو "من جماعتنا" في لمح بصر. ومثل هذا الحكم السريع يعيق قدرتنا على الاستماع باهتمام حقيقي.&

يقول خبراء إن الاستماع باهتمام حقيقي من اقوى الهدايا التي يمكن أن نقدمها للآخرين ولأنفسنا. فالاستماع إلى أفراد العائلة أو إلى الغرباء باهتمام لا باصدار الاحكام عليهم هو المطلوب. وسيحولهم هذا في اذهاننا من كاريكاتير مسطح إلى بشر مجسمين، ويجعل من السهل قبول تعقيدات الآخر المعطوبة، بما في ذلك تعقيداتنا.&

التكتيك الثالث: وضوح الأنموذج والشجاعة

اسفرت نتائج الانتخابات الاميركية عن ارتفاع جرائم الكراهية التي وقع كثير منها في المدارس، حيث يجب أن يشعر الأطفال بالأمان. ولبناء ثقافة ترحب بوجهات النظر المختلفة وتشجعها يجب أن نكون واضحين بشأن القضايا التي لا يمكن المساومة في شأنها، مثل العنصرية أو إصدار أحكام اعتباطية على جماعات كاملة.&

يجب لفت الانتباه إلى أفعال اللاتسامح العامة منها أو في الحياة اليومية. ويجب الوقوف ضد القدح والذم والنكات التي تستهدف جماعات معينة. وعلينا احترام السياق والتراث بدراسة تاريخ الاضطرابات المدنية في مجتمعاتنا وفهمها. ويجب أن يرانا أطفالنا نحترم التنوع ونقيم صداقات بين الجماعات المختلفة، وأن يرونا نتحدى افتراضاتنا الخاطئة ونضجنا في مجرى العملية.&

وبحسب ميشيل كيندر، فإن الثقافة تتطور في عملية مزدوجة: من القمة إلى القاعدة ومن القاعدة إلى القمة، في تفاعل واحد وبقصد واحد كل مرة. وهناك كثير من العمل الذي يجب أن ننجزه. لكننا لا نستطيع أن نستهين بقدراتنا الشخصية والاجتماعية في تحديد لغة الحوار الوطني وتنمية التسامح والرحمة.&

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن مجلة "تايم". الأصل منشور على الرابط الآتي:
http://time.com/4648916/talk-someone-disagree-anger/?xid=newsletter-brief
&