«إيلاف» من بيروت: بعد عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى سابق عهدها مع&إنتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، وإنتهاجه سياسة منفتحة مع الدول المجاورة، ينتظر الكثيرون ما ستؤول اليه الأوضاع، خاصة بعد دخول روسيا كلاعب مهم في سياسات المنطقة، فكيف ينظر الوزير والنائب السابق بشارة مرهج الى الدور الروسي في المنطقة، وما هي تداعياته على الداخل اللبناني؟

الجميع يشجع

يؤكد مرهج في حديثه لـ «إيلاف» أن الجميع يشجع عودة العلاقات اللبنانية الخليجية إلى طبيعتها، كما يرغب لبنان بإقامة علاقات طبيعية ومتوازنة مع كل الأشقاء العرب، وهي تبقى سياسة لبنان التقليدية أن يكون على وفاق مع كل الدول العربية، وإذا اختلف العرب يسعى لبنان إلى التوفيق بينهم، ومع اتحاده مع العرب يشكل الأمر قوة للبنان، والجميع، بمن فيهم روسيا، يرحّب بإستئناف العلاقات اللبنانية الخليجية الطبيعية، ولم نرَ أي مبادرة لمعارضة روسيا الموضوع.

روسيا وترامب

ولدى سؤاله إذا ما كان دخول روسيا لاعبًا مهمًا بسياسات المنطقة سيغيّر السياسة الروسية تجاه لبنان، بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم، يجيب مرهج أن روسيا حتى هذه اللحظة تسعى للتفاهم مع ترامب، ويبدو أن هناك اتصالات وثيقة بين الطرفين قد تكون لها إنعكاسات مهمة على صعيد المنطقة، وهذا يتطلب تواصلاً عربيًا حقيقيًا، وإنتاج تفاهمات جديدة تؤمّن الحقوق العربية تجاه الغير، وهذه فرصة لأن يكون العرب أقوياء وموحدين من أجل التواصل مع العلاقات الدولية الحالية، بينما إذا استمر العرب على خلافاتهم وانقساماتهم فسيكون الجميع بموقع ضعيف تجاه التطورات المرتقبة.

الحرب الباردة

وإذا ما كنا&سنشهد في المرحلة المقبلة استقطابًا لما كان أيام الحرب الباردة بين المحور الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي وبين المحور الغربي بقيادة أميركا، وما سيكون موقف لبنان حينها من هذين المحورين، يجيب مرهج أن هذا احتمال وارد، ولكن المساعي الروسية تبقى لتجنب هذا المنزلق الخطير، لأن روسيا ليست لديها الإمكانيات الكافية للدخول في سباق التسلح، كما حصل أيام الرئيس الأميركي رونالد ريغن، والرئيس الروسي ميخائيل غورباتشيف. والأميركيون بسبب الأزمات الإقتصادية والمالية الناشئة نتيجة&الحرب على العراق، ليسوا على استعداد في دخول حرب مما يرتب أعباء كبيرة على الإقتصاد، لذلك، هناك اتصالات حثيثة بين موسكو وواشنطن يجب أخذها&في الإعتبار، وليس من الضروري أن يكون الوضع بالحدة التي كان عليها في الماضي أيام الحرب الباردة، ولكن يجب أن نأخذ احتياطاتنا كاملة لهذا الأمر إذا جرى، ويمكن أن يحدث.

روسيا والمسيحيون

عن الحديث بأن روسيا تسعى في الشرق الأوسط الى الحفاظ على الوجود المسيحي فيه، وخصوصًا في لبنان، لذلك تسعى إلى مد الجسور مع أميركا، يؤكد مرهج أن الضمان للوجود المسيحي أو أي مكون من مكونات لبنان يبقى في وحدة اللبنانيين وليس من خلال أي أمر خارجي، ومن ثم في الاحتضان العربي ومن ثم في التفاهم الدولي، ونرحب بكل مساعدة وموقف إيجابي تجاه لبنان ككل وليس فقط تجاه المسيحيين في لبنان، وليس من مصلحة اللبنانيين أن يظهروا ويقيموا علاقات مع الغير من مواقع طائفية أو مذهبية، لأن وحدة لبنان وضمان مكوناته يبقيان من خلال وحدة جميع طوائفه ومذاهبه والعمل كلبنانيين من أجل مصلحة لبنان ككل، وليس من أجل مصلحة طائفة أو مذهب على حساب طائفة أو مذهب آخر.