ترامب

يتواصل الاهتمام في الصحف العربية بسياسات إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط، خاصة بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وتصاعد التوتر مع إيران.

"شهر عسل"

يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية إن أنقرة سرعان ما عادت إلى "الحضن" الأمريكي ضد موسكو بعد محادثة هاتفية استغرقت 45 دقيقة مع الرئيس الأمريكي، لتذهب من "النقيض إلى النقيض".

وقال إن تغيير الموقف التركي ظهر بسبب تأييد ترامب لإقامة منطقة آمنة في سوريا لوقف تدفق اللاجئين ووضع أنقرة للرقة هدفا لقوات درع الفرات المدعومة بفصائل من الجيش الحر "لمواجهة الجماعات الكردية وليس الدولة الإسلامية".

وتساءل عطوان "هل بدأ شهر العسل الروسي التركي يقترب من نهايته، ليبدأ شهر عسل جديد ربما اكثر قوة وانسجاما بين الرئيسين اردوغان وترامب؟".

وبنفس النبرة، قال علي قام في افتتاحية الثورة السورية "لم يتأخر النظام التركي في الاستثمار إلى الحد الأقصى في الاتصال الذي جرى بين رئيسه والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت كانت قد سبقته متغيرات واضحة على اللهجة المستخدمة في توصيف المعطيات السياسية إقليميا."

وأضاف "التحالف المؤجل أو المرحل عاد أدراجه من جديد إلى دائرة الضوء، وباتت تركيا العنصر الفاعل في سياسة ترامب حيال المنطقة، بعد أن قدّم اردوغان أوراق اعتماده في خدمة المشروع الأمريكي بصيغته الجديدة."

حرب ضد طهران؟

وفي موضوع آخر، تساءل فؤاد أبو زيد في الديار اللبنانية عن احتمال اندلاع حرب بين واشنطن وطهران بعدما حركت الولايات المتحدة حاملة طائرات باتجاه شرق البحر المتوسط مع عدد من القطع البحرية الأخرى.

وتوقع أبو زيد احتمال توسع المواجهة مع طهران بعد القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية المعروف على نطاق واسع باسم "داعش".

وقال "سيتم مجددا قصف مواقع داعش في سوريا وسيمتد إلى العراق وربما إلى اليمن لضرب مواقع الحوثيين، الذين يهاجمون السفن الحربية الأمريكية نيابة عن إيران ويهددون الملاحة في مضيق باب المندب".

وأضاف "أغلب الظن ان المواجهة العسكرية بين الولايات المتحدة وايران قد تنفجر فجأة، خصوصاً اذا انهى البيت الابيض دراسته حول الحرس الثوري الايراني واعتبره 'جماعة ارهابية' وتعامل معه كما يتعامل مع تنظيم داعش".

وفي السياق نفسه، قال عبد الحميد المجالي في الدستور الأردنية "لم يكن متوقعا هذا التصعيد المتسارع بين طهران وواشنطن خلال هذه المدة القصيرة من عمر الإدارة الأمريكية الجديدة".

وأضاف "يبقى السؤال الأهم هو، هل سيكون هناك حرب بين الطرفين؟ أظن أن كلاهما يشعر بكبرياء القوة ومجد القومية كما ظهر من التصريحات الاخيرة،

وهما عاملان عاطفيان يدفعان في كثير من الاحيان إلى أفعال غير محسوبة بالعقل".

واستطرد قائلا إن الأمر "يدعو الى توقع استخدام الرصاص بدلاً من الكلام، وعندها لابد من القول إن وجه المنطقة قد يتغير تماما، دون أن نستطيع توقع في اي اتجاه سيكون هذا التغيير الحاسم".

وقال موسى شتيوي في الغد الأردنية إن "ترامب لا يريد لإيران أن تستمر بالاستفادة من السياسة الأمريكية لتعزيز نفوذها، بخاصة أنه أعلن أن من أولوياته في المنطقة محاربة الإرهاب، فهو لا يريد أن يهزم الإرهاب في العراق وسوريا، وتقوم إيران بتعزيز نفوذها وملء الفراغ كما حصل بعد غزو العراق".

وأضاف "الخليج العربي سيكون مسروراً بهذه السياسة التي تمثل مطلباً له للركوب في قاطرة حل الأزمة السورية. والأيام والأشهر المقبلة ستوضح دوافع التصعيد الأمريكي الحقيقية ضد إيران".

"أسبوع إيران"

أسامة عجاج في الوطن القطرية اعتبر هذا الأسبوع "أسبوع إيران بامتياز" بعد الرسالة التي تلقتها من ترامب ويقصد تحذير البيت الأبيض من تجربة الصواريخ الباليستية.

كما تلقت طهران مؤخرا رسالة للمصالحة من دول مجلس التعاون الخليجي سلمها وزير الخارجية الكويتي.

يقول عجاج "وفي انتظار الرد، رغم أن التاريخ القريب علمنا أن هناك صعوبة في توقع تغيير درامي في السياسة الإيرانية، التي تجمع بين سياسة التوسع وبسط النفوذ وتصدير الثورة، وإضافة أبعاد عقائدية لذلك الصراع".

تحالف جديد؟

توقع حسين الرواشدة في الدستور الأردنية أن يكون "العرب على طاولة ترامب" بعدما كانت إيران ضمن أولويات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وتساءل "إذا كان مفعول الصفقة الكبرى مع ايران أوشك على الانتهاء - من جانب واشنطن تحديداً - فهل تلوح في الافق ملامح صفقة كبرى بين أمريكا بإدارة ترامب وبين العالم العربي؟".

وبحسب رأيه فإن "الرئيس ترامب يمتلك فعلا خطة 'لإنهاء' الصراع العربي الاسرائيلي... وتأجيل نقل السفارة الأمريكية للقدس سيرتبط حتما بملف التسوية حيث ستكون زيارة نتنياهو المتوقعة لواشنطن مناسبة لطرح رؤية ترامب حيال الخيارات التي يفترض أن تحسم تل أبيب الإجابة عليها، وتتلخص في نقل السفارة أو إلغاء الاتفاق مع طهران أو إعطاء ضوء أخضر 'للاستيطان'".

وقال "من المتوقع أيضاً أن تطرح التسوية مع العرب أولاً، ثم مع الفلسطينيين لاحقاً، على أجندة اللقاء مما يفتح الباب أمام 'صفقة' كبرى بين أمريكا وإسرائيل من جانب وبين الاطراف العربية المعنية من جانب آخر".