دبي: عقد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، جلسة خاصة حول استئناف الحضارة، والتي دعا الجمهور إلى المشاركة في موضوعها قبل عدة أيام على هاشتاغ #استئناف_الحضارة.

وأجاب الشيخ محمد على أسئلة وجهت له من عدد من الجمهور المشاركين عبر وسائل التواصل خلال هذه الجلسة.

وردا على سؤال حول التوفيق بين الانفتاح والتحديات الأمنية، قال إن التحديات الأمنية لا تعيق مسيرة التنمية وعلى المسؤول أن يوازن، ويجب أن تستمر التنمية، ويتحقق الأمن في نفس الوقت.

وحول الرؤى المستقبلية قال إن الرؤية لا تكفي ولا بد من تخطيط وخبرة، وأشار إلى أنه لا بد من وجود قادة، وصناعة القادة من أهم محاور نجاح التنمية.

وقال: نحن مسؤولون أمام الله وأمام شعبنا ولا نرضى بأي تقصير، ولدي متسوقون سريون لمتابعة عمل الدوائر وخدمة المراجعين.

وأشار إلى أن وصول المسؤولين إلى عمر معين وعدم قدرتهم على مواكبة التغيير يحتمان إجراء التغيير وضخ دماء شابة جديدة في الإدارة. وأكد أن القائد الحقيقي لا يرضى بالفساد ولا يسكت عنه، قائلا: نحن في الإمارات لا نقبل بأي شكل من أشكال الفساد، وأعدكم أن لا نرضى به.

وقال إن أول ما فكر به عند تسلم مقاليد الحكم هو التميز وجعل الدوائر والجهات الحكومية تتنافس فيما بينها لتحقيق التطور، مشيرا إلى طلبه نشر أسماء أسوأ الدوائر الحكومية من حيث الأداء، حيث ساهم ذلك في إحداث تغيير في أداء تلك المؤسسات.

وأضاف أن معادلة النجاح هي 50 % لنجاحك والـ 50 % الأخرى هي في فشل منافسيك.

وفيما يخص المرأة، ذكر الشيخ محمد أن النساء في الإمارات تشغل ثلث الحقائب في الحكومة الاتحادية وفي السنوات القادمة سنرى 50% من أعضاء مجلس الوزراء الإماراتي من النساء.

محمد بن راشد يجيب على أسئلة الجمهور


 قدرة العرب على "استئناف الحضارة"

وتطرق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال الجلسة إلى الأوضاع العربية، وقدرة العرب على استئناف الحضارة العربية. وقال الشيخ محمد إن بعض المسؤولين المحيطين بالقيادات العربية ينقلون لهم دائماً أن الأمور طيبة، وهذا لا يعكس دائماً الحقيقة والوقائع.

ونصح المسؤولين الحكوميين بعدم إضاعة الوقت، والتعلم من التجارب الأخرى، فاتحا المجال للتعلم من التجربة الإماراتية.

وحول الانفتاح الاقتصادي، قال: اليوم نعيش في "سوق عالمي مشترك" وبدلاً من مجرد الانفتاح العربي البيني والسوق العربية المشتركة يجب أن نتطلع على الانفتاح الدولي، فالانفتاح الاقتصادي والتجاري حقيقة واقعة ولا يجب علينا في العالم العربي أن نميل للانغلاق الاقتصادي فالسوق العالمية منفتحة.


الفساد سبب تخلف العديد من البلدان

وردا على سؤال حول هل يمكن لدول كثيرة السكان وفقيرة الموارد، أن تواكب نهضة دول حديثة وغنية الموارد كالإمارات والسعودية والكويت وغيرها، قال الشيخ محمد إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية دول فقيرة الموارد الطبيعة وهي في مصاف الدول المتقدمة، وقياس النجاح لا يقاس بحجم السكان وحداثة تأسيس الدول ولا بالثروات النفطية لكن بالإرادة والإدارة.

وقال الشيخ محمد بن راشد إن الفساد معضلة كبيرة تواجه العالم العربي والفساد والرشاوى سبب في تخلف العديد من البلدان، والفساد يبدأ من المطار، وقد دخلت دولا ورأيت فيها فسادا ولم نستثمر فيها.
وأشار إلى أن الانسان هو الذي يصنع الحضارة والانسان العربي يملك المقومات الحضارية والعودة من جديد واستئناف الحضارة.

وقال نملك المقومات والموارد الطبيعية في العالم العربي والإرادة موجودة لكن الأهم وجود الإدارة على مستوى الحكومات والاقتصاد والبشر، لدينا تحديات على مستوى الادارة في العالم العربي وهذا واضح من الفشل الذي نعانيه في العالم العربي في مجالات مثل الرياضة وغيرها.

دور الإعلام

وحول دور الإعلام رأى الشيخ محمد أن الإعلام مسؤول عن التحريض والاضطراب الذي شهدناه في بعض الدول العربية ولا بد من إصلاح الرسالة الإعلامية العربية.

وأشار إلى أن الحضارة الإسلامية هي التي أفادت العالم كله، والمنطقة العربية مهد الحضارة البشرية ولا بد من أن يكون لدينا جميعاً أمل وتفاؤل وأنا متفائل ولدي أمل باستئناف الحضارة العربية.

وقال إن المؤامرات والتجسس أمور مستمرة بين الدول، ومشاكل العالم لن تتوقف لكن يجب علينا التركيز على النمو والعطاء نجتهد في خدمة شعبنا وبلدنا وتحقيق التطوير الشامل.

وحول علاقة الإمارات بأميركا بعد تولي ترامب رئاسة أمريكا، قال إن علاقة الإمارات مع دول وليس أفراد، مشيرا إلى تواصل مع الرئيس ترامب، وأن الإمارات تبحث في علاقتها مع الدول عن مصالحها.

ورأى أن أخطاء الحكومات الأمريكية السابقة تمثلت في غزو العراق، وتهيئة وتشجيع الثورات العربية، منوها بما حصل في العراق من تراجع.

وحول دور مجلس التعاون الخليجي أشار إلى أنه في الماضي كان بطيئا، ولكنه زاد من فعاليته وإيجابيته مؤخرا، فإنجازات مجلس التعاون الخليجي خلال السنوات الأربع المقبلة ستعادل ما تم تحقيقه من إنجازات على مستوى المجلس خلال 40 سنة مضت.

وفي تعليق له على دور الجامعة العربية قال إن على الجامعة أن تكون فعلاً جامعة وأن تفتح بابها أمام الشباب العربي ومشاريعهم وأفكارهم.