فرضت السلطات الإيرانية الأحكام العرفية والعسكرية في مدينة الفلاحية جنوب غرب مدينة الأحواز العاصمة، بعدما تعمدت قتل شاب أحوازي واعتقال شيوخ قبائل في هذا الإقليم العربي، الذي تحتله بجنوب غرب البلاد.. فيما هاجم مسلحون مراكز لقوات الأمن والحرس الثوري في المدينة.

إيلاف من لندن: أبلغ مصدر في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز "إيلاف" الاثنين، أن قوات كبيرة من الحرس الثوري ومكافحة الشغب وقوات خاصة فرضت حالة الطوارئ في مدينة الفلاحية وضواحيها وسط ممارسات تعسفية واستفزازية للسكان.

وقد انتشرت قوات الامن الإيرانية بشكل كبير في جميع أنحاء مدينة الفلاحية والقرى التابعة لها، ومارست الضغط على ذوي الضحية حسن ياسر الغبيشاوي من آل بوغبيش، وطلبت منهم دفنه في مدينة قم الإيرانية الشمالية، وإلا فأنها لن تسلم جثمانه لهم، ما اشاع حالة من الاستياء والغضب بين اوساط السكان.

وقد اعتقلت القوات العديد من شيوخ ووجهاء القبائل في مدينة الفلاحية، ومن بينهم الشيخ علي بن طهران بن محي الدين (شيخ قبيلة آل بوغبيش) وشقيقه الشيخ رسول آل بوغبيش، وطالبتهما بالضغط على أبناء قبيلتهما كي لا يتعرضوا لعناصرها، وأن يختاروا الصمت والسكوت تجاه ما حدث من جريمتها النكراء.

ومن جهته، قال حبيب جبر رئيس حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حول ما يحدث في مدينة الفلاحية، إن "سلطات الاحتلال الفارسي تفرض الأحكام العرفية على مدينة الفلاحية بعد مواجهة عنيفة شهدتها المدينة أثر استشهاد أحوازي على يد قوات الاحتلال."

وهاجم ثوار أحوازيون مراكز لقوات الأمن والحرس الثوري في مدينة الفلاحية بعد مصرع المواطن حسن ياسر الغبيشاوي، ومن بينها المركز الرئيسي لقوات الأمن، بالإضافة إلى حرق مركبة للحرس الثوري وقتل عنصرين من القوات وجرح أربعة آخرين طبقًا للمعلومات الواردة.

ومن جهتهم، طالب ناشطون أحوازيون المنظمات الدولية بضرورة التحرك ضد ما ترتكبه السلطات الإيرانية من جرائم في الأحواز، وعلى رأسها مدينة الفلاحية، حيث أنها نفذت عشرات المشاريع العدوانية مستهدفة أهل المدينة من بينها ضخ وتحويل المياه المالحة - ناتجة عن قصب السكر- ومياه الصرف الصحي إلى هور الفلاحية، مما تسبب في اتلاف عشرات الأنواع من الأسماك فيه، وهذا الهور يعد مصدر رزق لآلاف المواطنين الأحوازيين، بالإضافة إلى تسبب هذه المشاريع بانتشار أمراض خطيرة أصبحت تهدد حياة المواطن الأحوازي.

والفلاحية إحدى مدن اقليم الاحواز الذي احتلته إيران عام 1925، ويبلغ عدد سكانها حوالي 200 الف نسمة، وتتشكل الغالبية الساحقة للسكان فيها من العرب، ما عدا بعض العوائل التي استقدمتها السلطات من المحافظات الفارسية، والتي تشكل واحداً بالمئة فقط من عدد السكان. وتُلقب الفلاحية بمدينة الأدباء والشعراء نظرًا للكم الكبير من الشعراء الأهوازيين الذين تضمهم هذه المدينة.

وعلى الرغم مما تملكه هذه المدينة من ثروات طبيعية ومصانع كبيرة للبتروكيمياويات، إلا أن سقف البطالة مرتفع جداً بين سكانها العرب، وهي تعاني من طرق رئيسية غير صالحة للإستخدام، وتعد السبب الرئيسي لحوادث السير، التي تسبب وفيات كثيرة، كما انها لا تحتوى الا على مستشفى واحد بخدمات شحيحة. &

&

&