واشنطن: استقبل دونالد ترامب الاثنين جاستن ترودو في البيت الابيض في اطار اجتماع دقيق لرئيس الوزراء الكندي الذي يامل بانتزاع تسوية حول التبادل الحر واسماع ارائه في قضيتي المناخ والهجرة.

وقال الرئيس الاميركي في مستهل طاولة مستديرة ركزت على موضوع دور النساء في الشركات "انا سعيد جدا بان اكون هنا اليوم مع رئيس الوزراء ترودو الذي كانت اعرف والده (بيار ايليوت ترودو رئيس الوزراء الكندي الاسبق) واكن له احتراما كبيرا".

وحضرت ايفانكا ترامب ابنة الرئيس الاميركي الاجتماع وجلست الى يسار المسؤول الكندي وقبالة والدها بحضور سيدات اعمال من البلدين.

واثار دخول ترامب البيت الابيض تساؤلات كثيرة حول انعدام حدود واضحة بين اعماله واعمال ابنته ومنصبه العام.

وترودو هو ثالث مسؤول اجنبي يستقبله ترامب بعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي. ووعد بان يتحدث الى الرئيس الاميركي ب"صراحة واحترام".

وكان وصل عصرا الى البيت الابيض وقدم لترامب صورة بالاسود والابيض تظهره مع بيار ايليوت ترودو في نيويورك العام 1981.

وسيعقد الرجلان مؤتمرا صحافيا مشتركا مقررا في الساعة 14,00 (19,00 ت غ).

وقال ترودو الجمعة في يلونايف، عاصمة منطقة الأقاليم الشمالية الغربية، إن "كندا ستبقى على الدوام وفية للقيم التي أفضت إلى قيام هذا البلد الاستثنائي المنفتح". 

وتحظى العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وجارتها الشمالية اللتين تتشاركان أطول حدود في العالم بامتيازات خاصة، إذ تذهب ثلاثة أرباع صادرات كندا إلى الولايات المتحدة، فيما تعد كندا الوجهة الأولى لصادرات 30 ولاية أميركية. 

وانتقد ترامب مرارا اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية (نافتا) بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا الموقع عام 1994، داعيا الى اعادة التفاوض في شأنه. إلا أن تفاوضا من هذا النوع لن يكون سهلا. 

وكان ترودو الداعم المتحمس للتجارة الحرة، أكد أهمية هذا الاتفاق لاقتصاد بلاده وحذر من الحمائية. 

وشدد الجمعة على "مسألة أن ملايين الوظائف الجيدة على طرفي حدودنا تعتمد على التدفق السلس للبضائع والخدمات عبر الحدود".

ولم يحدد ترامب ما الذي يريد تطويره في عملية اعادة التفاوض، لكنه وصف الاتفاق بـ"الكارثة" على الوظائف الأميركية، وهدد بفرض رسوم على الواردات من المكسيك. 

قطبان متنافران

ولا يمكن لترامب وترودو أن يكونا أكثر اختلافا، انطلاقا من طريقة وصولهما إلى السلطة مروراً بخطهما السياسي وليس انتهاء بإسلوبهما.

ووصل ترودو الذي كان والده رئيس وزراء يحظى بشعبية، إلى الحكم عبر وعوده بتوفير "حكومة إيجابية وجيدة" للكنديين وتعزيز صورة البلاد في الخارج. 

أما قطب العقارات ترامب فدخل البيت الأبيض عبر فوز صادم في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر على هيلاري كلينتون بعدما رسم لوحة قاتمة عن وضع البلد ووعد بأن تكون "أميركا أولا". 

واستقبل ترودو بحفاوة في البيت الأبيض العام الماضي، وأشاد بـ"قيادة" الرئيس السابق باراك اوباما في مجال التغير المناخي.

وهو بلا شك سيلقى تعاطيا مختلفا تماما من ترامب الذي تضم دائرة المقربين منه عددا من المشككين بقضية المناخ، بينما يبدو عازما على إلغاء أجزاء كبيرة من موروث سلفه.

ولم يعلق رئيس الوزراء الكندي بعد بشكل مباشر على مرسوم الرئيس الأميركي المثير للجدل الذي قضى بحظر دخول جميع اللاجئين إضافة إلى المسافرين من سبع دول غالبية مواطنيها من المسلمين إلى الولايات المتحدة. الا أنه اوضح موقفه من الأمر عبر تغريدة على "تويتر" كتبها بعد يوم من صدور القرار الرئاسي الاميركي نهاية الشهر الماضي قائلا "إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم".

ورغم اختلافهما في عدد كبير من القضايا، إلا أن ترامب وترودو يتفقان على مشروع الأنبوب النفطي الضخم "كيستون إكس إل" بين كندا والولايات المتحدة الذي عرقله اوباما قبل ان يعيد ترامب احياءه.