«إيلاف» من لندن: أرخى تشكيل وفد المعارضة السورية الى جنيف بظلاله لينتج خلافات واتصالات داخلية واقليمية ودولية وتحركات من شأنها أن تفضي الى توسعة الوفد، الذي من المنتظر أن يفاوض النظام السوري في عشرين الشهر الجاري.

وقال مصدر معارض، في تصريح خَص به «إيلاف»، إن القائمة ما زالت غير نهائية، وذلك رغم تصريحات الوفد المعارض المجتمع في الرياض أنه الأكثر تمثيلاً وانه لم يستثنِ بقية المنصات.

كما أكدت منصتا موسكو والقاهرة أنهما غير ممثلتين، وأن الإسمين المطروحين في القائمة عبارة عن مجرد اقتراحات من الهيئة العليا للمفاوضات.

وكان لافتًا أن بعض مجموعات في الجيش السوري الحر لم تمثل في الوفد، لأن النظام السوري لم يلتزم بالتهدئة، ولم يفِ بتعهداته بحسب بيانات صدرت عنها، كما كان لافتًا أن منصبي رئاسة الوفد وكبير المفاوضين اتجها الى المعارضة السياسية وليست العسكرية كجنيف 3.

وبرزت مشكلة أيضا وهي طريقة&وكيفية محاصصة وفد المعارضة والنسبة بين المنصات وليس فقط التمثيل .

قائمة الوفد الى جنيف

وبنظرة سريعة الى قائمة الوفد، الذي تم اختياره الى جنيف حتى الآن، يبدو وجود سيدة واحدة كمستقلة، وشخص أيضًا مستقل تسلم منصب كبير المفاوضين، وشخص قيل إنه عن منصة القاهرة أعلن في وقت لاحق أنه مستقل، وخمسة عن الائتلاف منهم رئيس الوفد وشخص تركماني وشخص عن المجلس الوطني الكردي وثلاثة عن هيئة التنسيق وشخص تم الإعلان عنه انه من منصة موسكو، ولكن قالت قيادة منصة موسكو إن الاسم المعلن هو مجرد اقتراح من هيئة الرياض.

‎وكانت منصة القاهرة بعثت رسالة خطية إلى الهيئة العليا للمفاوضات طلبت فيها عقد اجتماع ثلاثي للهيئة ومنصتي القاهرة وموسكو للاتفاق على المرجعية السياسية والوفد المعارض. ودعت الى تشكيل وفد واحد لقوى المعارضة على أساس التنفيذ الشامل للقرار 2254 وبيان جنيف بحيث يضم المجموعات الثلاث ليكون وفداً قادراً على إثبات جدارة الشعب السوري المطالب بحقوقه الشرعية التي أقرتها قرارات مجلس الأمن وبيان جنيف وقرارات الجامعة العربية.

‎ولكن& الهيئة العليا للمفاوضات أضافت فقط إسمين الى الوفد دون اجتماعات مع منصتي موسكو والقاهرة، الأمر الذي اعترضت عليه المنصتان وبعثتا رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، بما يعني أنه في حال تمسكت الأمم المتحدة بفكرة الوفد الواحد"، وهو ما نتمناه ونراه أمراً صائباً، "نقترح أن يتم تشكيل الوفد من كل المنصات.

منصة بيروت

وفِي محاولات لإنتاج منصات أخرى تسافر الى اجتماعات جنيف، اجتمع عدد من المعارضين وأنتجوا ما سمّوه منصة بيروت رغم أن بعضهم ممثل في بعض المنصات.

‎ولكن سرعان ما أعلن تيار "سوريون وسنكون " انسحابه من منصّة بيروت التي سميت بالكتلة الوطنية السورية، لافتًا أن اجتماع بيروت كان خطوة مدبرة لتعزيز دفاعات النظام في جنيف، من خلال تشتيت صفوف المعارضة واختراقها بأذرع سياسية له.

‎وقال بيان لتيار "سوريون وسنكون " بأنه شارك في مؤتمر بيروت لتأسيس الكتلة الوطنية بين أطياف الداخل والخارج من السوريين، لكنه تفاجأ بغياب المعارضة عنه، وبأمور استدعت انسحاب التيار.

‎وقال إنه تم رفع تمثيل تيار بناء الدولة ومنظمة تابعة له إلى خمسة أشخاص في المؤتمر، "الأمر الذي اعتبرناه مؤشرًا يعكس رغبة المنظمين بالحفاظ على التفوق العددي لتيار بناء الدولة"، "وقد بدا من المناقشة أن معظم الحضور بغالبيتهم المطلقة لا ينتمون فكرياً&سوى لطيف واحد من السوريين وهو المؤيد للنظام".

‎وأوضح البيان بأن "سبب قبولنا الذهاب للمؤتمر هو أنه كما قيل لنا، سيضم كل أطياف الشعب السوري السياسية، وهذا لم يتوفر أبدًا في اجتماع بيروت، حيث يمكن القول بأنه اجتماع غابت فيه المعارضة فعلاً، إلا من تلك الأحزاب التي تسير حصرًا في فلك النظام، وبالتالي فالنظام قادر على تمثيلها بشكل أفضل من ادعائها بأنها تمثل المعارضة، كما أن الشباب كانوا أقلية مطلقة في الاجتماع".

‎ولفت أن وثيقة مؤتمر بيروت "كانت معدة مسبقًا"، والبيان الختامي للمؤتمر، والذي تم طرحه أمام وسائل الإعلام، لم يتضمن معظم النقاط التي تم الاتفاق على اعتمادها في اليوم الأول، مشيراً إلى أن الهدف الذي اتضح من اجتماع بيروت هو تثقيل الموقع السياسي &لكل من لؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة ومساعدته منى غانم، بالإضافة الى نواف الملحم رئيس حزب الشعب، وبروين ابراهيم رئيسة حزب الشباب (الكردي) الديمقراطي، وكلها أحزاب تم إنشاؤها بتنظيم ورعاية من النظام &في دمشق بحسب ما قاله البيان، وفِي نفس الوقت رأى أن هذا "لا يعني إلا شيئًا واحدًا، هو أن اجتماع بيروت كان فقط لتعزيز دفاعات النظام في جنيف من خلال تشتيت صفوف المعارضة واختراقها بأذرع سياسية له، جلدها معارض لكن جوهرها داعم للاستبداد بشكل مطلق”.

الدعم الروسي

‎وأكد "أن جوهر التطمينات التي تقدم بها لؤي حسين، والتي تتمحور حول الدعم الروسي لاجتماع بيروت الذي عرفنا بأنه تم توليفه بناء على (نصيحة) روسية، يجعل من منصة بيروت منصة لا تختلف عن منصتي حميميم وموسكو اللتين تجمعان فقط بعضًا من ممثلي المناطق الآمنة في سوريا حصرًا، ويغيب عنهم الممثلون الحقيقيون للمناطق المتضررة"، "هذا الأمر الذي فضحه أكثر ادعاء البعض بأن هذا العمل يهدف لتعزيز حماية (العلويين) حصرًا"، "وتلاقي السوريين من كل الأطياف أو حتى بعضها لم يتحقق في اجتماع بيروت"، بحسب البيان .

‎وأشار إلى أن مؤتمر بيروت كان "خطوة مدبرة لتعزيز موقف النظام الذي يرفض الاستماع للصوت السوري الذي يختلف معه، عبر تزييف المزيد من الأصوات على أنها تمثل المعارضة للتناغم معه في جنيف بعد حشو طاولة جنيف بالمعارضات التي يصنعها النظام باستمرار، الأمر الذي نعتبره في تيار (سوريون وسنكون) جزءًا من المناورة على الرأي العام الوطني السوري وتزييفًا متعمدًا للتمثيل السوري".

‎وانتهى البيان الى "عدم انضمام هذا التيار لمنصّة بيروت التي سميت بـ (الكتلة الوطنية السورية)، وأنه مستمر في مساعيه لصنع اجتماع حقيقي للسوريين الوطنيين من مختلف الأطياف السورية السياسية والاجتماعية وحتى الدينية، ليكون بداية صالحة للتأسيس لحل سياسي فاعل يكون نقطة انطلاق لبناء سوريا الجديدة كدولة مواطنة وقانون وعدالة ومساواة لكل السوريين".