إيلاف من القاهرة: زار الرئيس اللبناني ميشال عون، اليوم الاثنين، مقر الأزهر والكنيسة الأرثوذكسية بالقاهرة، في إطار زيارته الرسمية لمصر. واستقبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الرئيس اللبناني ميشال عون في مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، وقدم له التهنئة لانتخابه رئيسًا. وعقد الطرفان اجتماعًا موسعا ضم قيادات الأزهر والوفد المرافق للرئيس اللبناني. وقال شيخ الأزهر خلال اللقاء إن لبنان بلد عزيز على مصر والأزهر، باعتباره يمثل رافدًا مهمًّا للثقافة في المنطقة العربية، بما يمتلك من تاريخ في التعايش المشترك بين كافة أطيافه ومكوناته.

وأضاف الطيب، أن "الأزهر يبذل جهودًا دولية لترسيخ ثقافة السلام والتسامح، ويحرص على الانفتاح مع جميع المؤسسات الدينية العالمية، من خلال عقد جولات للحوار مع كنيسة كانتربري، ومجلس الكنائس العالمي والفاتيكان"، مشيرًا إلى أن الأزهر "يحرص على تحصين الشباب ضد دعاوى التطرف والإرهاب من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية الذي يقوم برصد كل ما تبثه التنظيمات الإرهابية ويرد عليها بنفس اللغة من قِبَل متخصصين"، معلنًا "استعداد الأزهر لتقديم المزيد من الدعم للشعب اللبناني في كافة النواحي التعليمية والثقافية".

من جانبه، أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن تقديره لدور الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف، واعتزازه بـ"جهود الإمام الأكبر في إرساء السلام المجتمعي"، مؤكدًا أن "الأزهر يقوم بدور مهم في المحافظة على التعددية الفكرية الأصيلة التي يتميز بها المجتمع اللبناني".

وأضاف "عون: "إننا في حاجة إلى مزيد من التعاون بين الأزهر ولبنان من أجل مواجهة الفكر المتطرف الذي تعاني منه المنطقة". وأشاد الرئيس اللبناني بعزم الأزهر الشَّريف ومجلس حكماء المسلمين على عقد مؤتمر عالمي عن الحرية والمواطنة والتنوع والتكامل، مُرحِّبًا بمشاركة وفد من لبنان بهذا المؤتمر الذي يعد خطوة مهمة في نشر ثقافة التعايش بين مختلف الأوطان.

وأثنى ميشال عون، على وثائق الأزهر التاريخية ومؤتمر الأزهر العالمي لمواجهة التطرف والإرهاب، وما أحدثوه من أثر كبير على الشعب اللبناني.

كما زار الرئيس اللبناني مقر الكنيسة الأرثوذكسية بالقاهرة، وكان في استقباله البابا تواضروس الثاني بالمقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ظهر اليوم الرئيس اللبناني ميشال عون والوفد المرافق له.

وقال تواضروس خلال اجتماع له مع الرئيس اللبناني والوفد المرافق له: "الكنيسة القبطية ترحب بكم ، ونحن سعداء بهذه الزيارة التي تنمي العلاقات القائمة والطيبة بالفعل". وتابع موجهًا حديثه لعون: "نرحب بكم في مصر وطنكم الثاني ، ونهنئكم بفوزكم برئاسة الجمهورية اللبنانية".

وأضاف أن الكنيسة المصرية "تصلى من أجل استقرار لبنان االذي هو زهرة في وسط العالم"، مشيرًا إلى أن "كل الفن والأدب والشعر والملامح الانسانية الجميلة نتذكرها في لبنان".

ولفت إلى أن "التعاون بين البلدان مثل مصر ولبنان يثري قيمة التنوع والتكامل والاحتياج للآخر". وأضاف: "أود أن أشير إلى المحبة التي تحتوي الجميع، فنحن هنا في مصر لنا علاقات طيبة مع فضيلة الإمام الأكبر، &نتزاور ونتواصل. والمحبة واحترام الآخر هي التي&تبني الشعوب. وكما قيل في الكتاب المقدس الله محبة والمحبة لا تسقط أبدًا". وتابع: "لنا علاقات طيبة أيضًا مع الرئيس والحكومة ورئيس مجلس الوزراء ولنا علاقات طيبة مع كافة المؤسسات في الدولة. ولنا علاقات طيبة مع كافة الطوائف المسيحية في مصر".

وأشار البابا تواضروس إلى أن "الأمور في مصر تنمو من حيث الاستقرار، وهناك مشروعات ضخمة موجودة في مصر مثل العاصمة الإدارية وانشاء الطرق واستصلاح الأراضي ومشروع شرق القناة والإسكان ومشروعات أخرى كثيرة ، فنحن نبني مصر الجديدة".

ومن جانبه، قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون: "سعيد اليوم لتلبية دعوة الرئيس السيسي إلى مصر؛ جئنا في ظروف صعبة فالعالم من حولنا ملتهب وإثارة العصبيات قوية ونالت من مناطق كثيرة وزيارتنا هذه هي تأكيد علي روح العدالة والمحبة".

وأضاف: "مصر نموذج لهذا الاعتدال والتعايش بين الأديان".&

واستطرد: "لبنان اليوم بالرغم من اختلاف العصبيات به محافظ علي العلاقة بين كل الأطياف ويمكن أن نعتبره نموذجًا لحضارة العالم".

وأكد عون على أنه "لا يمكن أن تبنى علاقات بين البشر إلا على المحبة والاحترام وحق الاختلاف".

وأضاف: "من هنا نري لبنان النموذج ومركز الحوار الديني الصامد والمستمر" وأضاف: "تقاليدنا وحياتنا في لبنان تعبر عن العيش المشترك".