نصر المجالي:&علم من مصادر عربية ذات اطلاع على الشأن الليبي، أن مساعي حثيثة ومشاورات تجرى لعقد اجتماع بين القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج وذلك بعد تواتر تقارير عن رفض حفتر الاجتماع مع السراج.&

وتوقعت المصادر نجاح محاولات "اللحظة الأخيرة" بعقد اجتماع بين المشير حفتر والسراج بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أو الفريق محمود حجازى رئيس الأركان المصري المكلف بالملف الليبي.

وقال تقرير لموقع (ليبيا المستقبل) إن عدم إجراء اللقاء بين السراج وحفتر، يوم أمس الإثنين دفع المجلس الرئاسى إلى الاعلان عن تأجيل اللقاء إلى يوم الثلاثاء. وكان حفتر والسراج وصلا إلى القاهرة يوم الاثنين في إطار الجهود لحل الأزمة الليبية وذلك بعد أيام من إعلان السراج إطلاق مبادرة خاصة لحل الأزمة السياسية التي تشهدها ليبيا.&

رفض الاجتماع

ونقلت وسائل اعلام ليبية عن مصادر موثوقة قريبة من الجانبين ان المشير حفتر رفض الاجتماع مع السراج، طارحا شروطا تتعلق بتعديلات واسعة بالاتفاق السياسي.

وكان المشير حفتر، اجتمع فور وصوله أمس الاثنين، مع الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب القوات المصرية المكلف بالملف الليبي، لتقريب وجهات النظر بين المجلس الرئاسي وقيادة الجيش.

وكان السراج أكد نهاية شهر يناير الماضي ان "لقاء قريبا" سيجمعه بحفتر في القاهرة دون تحديد تاريخ. وبعيد تعيينه رئيسا لحكومة الوفاق التقى السراج حفتر في مقر قيادته في مدينة المرج (شرق) في يناير 2016.

يذكر أن حفتر رجل الشرق الليبي القوي والمدعوم من مصر، يحظى بدعم البرلمان الليبي المنتخب ومقره طبرق (شرق)، وهو مناهض لحكومة السراج المنبثقة من اتفاق مدينة الصخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015 برعاية الامم المتحدة.

لا دور لحفتر

وفي الاتفاق المذكور لم يرد أي دور لحفتر الذي تسيطر قواته على قسم كبير من شرق ليبيا. لكن المشير حفتر فرض نفسه كمخاطب لا يمكن تجاهله بعد ان سيطر على مرافئ النفط الاساسية في شرق ليبيا.

في المقابل لا تزال حكومة السراج عاجزة عن بسط سلطتها على هذا البلد الذي تقسمه الصراعات على النفوذ وذلك منذ تنصيب الحكومة في مارس 2016.

وشهدت القاهرة خلال الشهرين الماضيين لقاءات جمعت شخصيات ليبية سياسية وبرلمانية وإعلامية لبحث الالتزام باتفاق السلام، الذي وقعته أطراف النزاع الليبي، في الصخيرات.

رئاسة المجلس العسكري

وعلى هذا الصعيد، نقل موقع (قدس برس) عن مصدر مطلع قوله إن القاهرة تسعي لإقناع السراج بتعيين حفتر رئيسا للمجلس العسكري في ليبيا، وتوحيد قوى عسكرية مناوئة لثوار ليبيا، في أعقاب انشقاق الحرس الرئاسي الذي شكله السراج سابقا عن حكومته، وانحيازها إلى حكومة الإنقاذ (غير المعترف بها دوليا) بقيادة خليفة الغويل ومن ورائها المؤتمر الوطني العام برئاسة نوري أبو سهمين.

وأقرّ المصدر، بأن خلافات حادة تعرقل أي اتفاق، حيث لا يزال السراج يتحفظ على الطرح المصري بتعيين حفتر، الذي يتولى رئاسة قوات من الجيش في شرق&ليبيا، خشية انهيار حكومته بالكامل في اعقاب تهديدات قوات الثوار "فجر ليبيا" بعدم الاعتراف بذلك وانهيار محاولات التوافق.

ويشار إلى أنه منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي العام 2011، تتصارع ثلاث حكومات على الحكم والشرعية في ليبيا، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما حكومة الوفاق برئاسة السراج، وحكومة الإنقاذ بقيادة خليفة الغويل، إضافة إلى حكومة ثالثة برئاسة عبد الله الثني، في مدينة البيضاء.

&