تحدثت تقارير مصرية وأميركية، اليوم السبت، عن وفاة الداعية المصري عمر عبدالرحمن، الزعيم الروحي لـ "الجماعة الإسلامية" في سجنه في الولايات المتحدة إثر تدهور حالته الصحية.

إيلاف: يقضي الشيخ الضرير عبد الرحمن عقوبة السجن مدى الحياة، بعد إدانته في العام 1995 بالتآمر لتفجير خمسة معالم سياحية فى مدينة نيويورك، من بينها التخطيط لتفجير مركز التجارة العالمي في عام 1993،ومحاولة اغتيال الرئيس المصري آنذاك. &

وكان عبدالرحمن يعاني من أمراض عدة، من بينها سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط، وكان عاجزًا عن الحركة إلا علي كرسي متحرك، وفي حبس انفرادي.

وقالت مصادر مقربة من أسرة عبدالرحمن، إنها تلقت اتصالًا من الإدارة القانونية بالسجن أبلغتها خلاله بوفاته، وهو ما أكدته ابنته أسماء عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" في نبأ مقتضب: "الشيخ عمر عبدالرحمن توفاه الله".&

نعي
ونعاه إسلام الغمري، القيادي في "الجماعة الإسلامية" عبر صفحته على "فايسبوك"، قائلًا: "نعزّي أنفسنا وأمتنا الإسلامية والعربية وأسرة الشيخ في استشهاد ابن تيمية الزمان العالم الإمام فضيلة الشيخ المجاهد عمر عبد الرحمن أمير الجماعة الإسلامية، وذلك في سجون الأمريكان بعد 23 سنة قضاها ظلمًا وعدوانًا".&

وفي وقت سابق اليوم، قال خالد نجل الشيخ عمر عبدالرحمن إنهم تلقوا اتصالًا من المخابرات الأميركية اليوم يخبرهم بأن الشيخ مريض جدًا. وقال خالد الشريف، المستشار الإعلامي لحزب "البناء والتنمية" في تصريح سابق، إن "جهودًا مكثفة تبذل منذ صباح اليوم السبت لنقل الشيخ عمر عبد الرحمن إلى دولة قطر، وذلك بعد إبلاغ الإدارة الأميركية لزوجة الشيخ عائشة عبد الرحمن استعدادها لترحيله إلى أي بلد عربي أو إسلامي ترغب في استقباله، بعد تدهور صحته، وفقدانه القدرة على النطق والحركة".

يشار إلى أن عمر عبدالرحمن المولود في مدنية الجمالية في الدقهلية المصرية في 3 مايو 1938 عالم أزهري، وهو الزعيم الروحي للجماعة الإسلامية، له مجموعة من المؤلفات، كان فقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960.&

وكان التحق بكلية أصول الدين في القاهرة، ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وتم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدًا في الكلية مع استمراره في الخطابة متطوعًا.&

عقوبة الاستيداع
أوقف عبدالرحمن عن العمل في الكلية عام 1969، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الاستيداع، لكن تم نقله من الجامعة من معيد فيها إلى إدارة الأزهر بدون عمل، واستمرت المضايقات على هذه الحال، حتى تم اعتقاله في 13 أكتوبر 1970 بعد وفاة جمال عبد الناصر.&

بعد الإفراج عنه، وعلى رغم التضييق الشديد الذي تعرّض له بعد خروجه من السجن، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة طلب العلم، فتمكن من الحصول على الدكتوراة"، وكان موضوعها "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على "رسالة العالمية" بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا أنه تم مُنعه من التعيين.

استمر المنع حتى صيف 1973، حيث استدعته الجامعة، وأخبرته عن وجود وظائف شاغرة في كلية البنات وأصول الدين، واختار أسيوط، ومكث في الكلية أربع سنوات حتى 1977، ثم أعير إلى كلية البنات في الرياض حتى سنة 1980، ثم عاد إلى مصر.

اعتقال وهروب
في سبتمبر 1981 تم اعتقاله ضمن قرارات التحفظ، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981، وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين، وخرج من المعتقل في 2أكتوبر 1984.&

سافر عمر عبدالرحمن إلى الولايات المتحدة، ليقيم في ولاية نيوجرسي، واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993، وأعلن تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة في مصر عام 1997.

وفي 29 يونيو 2012 تعهد الرئيس السابق محمد مرسي في أول خطاب له في ميدان التحرير أمام المتظاهرين ببذل جهده والعمل على تحرير عمر عبد الرحمن في ظل تدهور حالته الصحية.&