نصر المجالي: كشف تقرير صحفي النقاب عن أن قوات خاصة بريطانية وأميركية تقود الهجوم الجديد، الذي تنفذه القوات العراقية لتحرير الجانب الغربي من الموصل المعقل الأخير لداعش"، وسط تحذيرات من أن مئات الآلاف من المدنيين في خطر.

وقال تقرير لصحيفة (التايمز) اللندنية، اليوم الإثنين، إن قوات خاصة بريطانية، مع القبعات الخضراء وقوة دلتا فورس الخاصة، تقاتل وتنتشر إلى جانب الوحدات المقاتلة العراقية والكردية في معركة قد تطول لعدة أشهر إضافية، لتحرير650 ألف مدني.&

واشارت الصحيفة في الوقت ذاته إلى أنه من المفترض أن تقتصر مهام قوات البلدين على التدريب وتقديم المشورة، لكن تم دفعها للقتال.

رأس حربة&

ويوضح التقرير الذي حمل عنوان "القوات الجوية الخاصة رأس حربة تحرير الموصل"،& أن القوات الجوية الخاصة البريطانية جزء من عملية "Shader" وتعني (التظليل)، حيث يشارك ما مجموعه 1350 من العسكريين البريطانيين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.&

واضاف أن ثمة 450 من مستشاري القوات الخاصة الأميركية في العراق، خُصص معظمهم لهجوم الموصل، وهم من بين 5 آلاف عنصر يشكلون عديد القوات الأميركية في العراق، ويعملون إلى جانب نحو 30 من القوات الخاصة الجوية البريطانية في تدريب قوات البيشمركة واعدادها للهجوم. وهم مخولون بإطلاق نيران اسلحتهم دفاعًا عن النفس.

دعم جوي وبري

يشار إلى أن الولايات المتحدة، التي كانت نشرت أكثر من خمسة آلاف جندي في المعركة، تقود تحالفًا دوليًا يقدم دعمًا جويًا وبريًا مهمًا للقوات العراقية والكردية ومن بين ذلك القصف المدفعي.

ورفض وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الذي وصل إلى بغداد يوم الاثنين في زيارة لم يعلن عنها سلفًا تقديم تفاصيل عن خطط المعارك الأميركية عندما تحدث للصحافيين يوم الأحد.

وقال: "قوات التحالف تدعم تلك العملية وسنواصل... بجهود مكثفة تدمير الدولة الإسلامية"، وأضاف ماتيس أن الجيش الأميركي ليس في العراق "للاستيلاء على نفط أحد" لينأى بذلك بنفسه عن تصريحات الرئيس دونالد ترامب.

يذكر أنه وفقًا لتقديرات عراقية يعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية كان لديه نحو ستة آلاف مقاتل في الموصل عندما بدأ الهجوم في منتصف أكتوبر 2016 ومن بينهم أكثر من ألف قتلوا حتى الآن.

ويواجه الباقون قوات قوامها 100 ألف جندي مؤلفة من وحدات من القوات المسلحة العراقية وقوات خاصة وقوات شرطة وقوات كردية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.

تحذيرات من مخاطر

ومع التطورات العسكرية الميدانية، طالبت الأمم المتحدة بحماية المدنيين من الصراع الدائر، إذ يرجح أن نحو 80% من السكان المحليين يعانون من انقطاع المياه، ونقص في الدقيق والوقود.

وقال تقرير لصحيفة (الغارديان) البريطانية إن مئات الآلاف من المدنيين في خطر مع بدء اندفاع القوات العراقية في غرب الموصل"، وأضاف أن القوات العراقية بدأت هجومًا طال انتظاره لاستعادة غرب الموصل، محققة تقدمًا حذرًا باتجاه مطار المدينة قبل أن تندفع إلى مركز المدينة واحيائها السكنية المكتظة، حيث يتحصن نحو 3000 من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية تعهدوا بالدفاع عن آخر معقل كبير لهم في العراق.

محاصرون

وتوضح الصحيفة أن "ثمة 650 ألف مدني محاصرين داخل المدينة، بينهم نحو 350 ألفًا من الأطفال"، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن العديد منهم في "خطر بالغ" لتناقص مخزون الوقود والتجهيزات الغذائية وشح الماء الصالح للشرب والكهرباء.

وتشير إلى أن أكثر ما يقلق القوات العراقية هو كيفية التعامل مع حركة النزوح الضخمة المتوقعة لبضع مئات الآلاف من المدينة، الأمر الذي سيشكل تحديًا لشبكة توزيع المساعدات التي تعمل أصلاً في أقصى طاقة لديها لتجهيز الطعام والماء والمأوى لنحو 217 ألفًا من النازحين من شرق الموصل منذ 17 اكتوبر الماضي.