أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين تعيين الجنرال هربرت رايموند ماكماستر مستشارًا لشؤون الأمن القومي، آملًا بذلك تصحيح المسار في إدارته، بعدما استقال خياره الأول مايكل فلين، فيما رفض خياره الثاني تسلم المنصب الحيوي. 

واشنطن: بإعلانه عن تسمية ماكماستر، خبير شؤون مكافحة التمرد، خصوصًا في العراق، والذي يحظى بالاحترام في الدوائر السياسية الأميركية، أنهى ترامب أسبوعًا من البحث عن خلف لفلين، الذي بقي أقل من شهر مستشارا للأمن القومي.

واضطر فلين إلى الاستقالة في 13 فبراير بعدما أثارت اتصالاته مع الحكومة الروسية جدلا واسعا، فيما تم الكشف بأنه قام بتضليل نائب الرئيس ومكتب التحقيقات الفدرالي. وسارع ترامب إلى إيجاد بديل له بعدما رفض الأميرال روبرت هارورد أن يخلفه وسط جدل بشأن تعيينات في مناصب أخرى ضمن مجلس الأمن القومي. 

وأعلن البيت الأبيض أن ترامب "أعطى الصلاحية الكاملة لماكماستر ليعيّن من يراه مناسبا" في المجلس. وعرف عن ماكماستر البالغ من العمر 54 عامًا انتقاده لطريقة تعاطي الجيش الأميركي مع حرب فيتنام، وحتى خدمته هو كقائد للجيش في شمال العراق عام 2005. 

وفي عام 1997، ألف كتابا تحت عنوان "التقصير في أداء الواجب: ليندون جونسون، روبرت ماكنمارا، هيئة الأركان المشتركة والأكاذيب التي أدت إلى (حرب) فيتنام".

وسارع رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب ديفين نيونز إلى الإشادة بـ"تاريخ (ماكماستر) بطرح التساؤلات بشأن الأوضاع الراهنة وإدخال نمط تفكير جديد وأساليب جديدة في التعاطي مع الشؤون العسكرية". 

ويتوقع أن يستفيد الجيش الأميركي من خبرته في تلعفر العراقية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها الى استعادة مدينة الموصل القريبة منها من تنظيم داعش. 

ظهر ماكماستر مرتديًا بزته العسكرية إلى جانب ترامب في إحدى غرف مقره الفخم في مارا لاغو بولاية فلوريدا. ووصفه الرئيس بـ"الرجل الذي يتمتع بميزات وخبرات رائعة" مضيفا أن مستشاره الجديد "يحظى باحترام كبير من الجميع في الجيش ولنا الشرف بأن يكون معنا". 

محرك البيت الأبيض
ماكماستر هو اسم آخر على لائحة طويلة من مستشاري ترامب الذين تم انتقاؤهم من الجيش، مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الداخلية جون كيلي وهما ضابطان متقاعدان. وقال ترامب إن ماكماستر سيعمل عن كثب "بشكل خاص جدا" مع كيث كيلوغ، وهو جنرال متقاعد عمل كمستشار بالانابة بعد استقالة فلين. وسيعمل كيلوغ كمدير لمجلس الأمن القومي. 

وهنأت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ماكماستر على التعيين قائلة "أتمنى لك كل النجاح". ويعد المنصب الذي شغلته سابقا شخصيات مثل هنري كيسنجر وكولن باول، غاية في الأهمية حيث يعتبر محرك البيت الأبيض وهو الذي يضمن انسيابية عمل الحكومة. 

ويدير المستشار مئات الموظفين، ويجد نفسه أحيانا مضطرا إلى الفصل في النزاعات التي قد تحصل بين إدارات الحكومة، فيما يوازن السياسات الخارجية والعسكرية ويكفل تنفيذ اجندة الرئيس في شأن الأمن القومي. 

ويخشى موظفون حاليون وسابقون من إمكانية تجاوز ترامب للمجلس وسط تنامي دور السياسي ستيفن بانون، كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، في تحديد الاجندة. ويشير هؤلاء إلى قرار حظر السفر إلى الولايات المتحدة لمواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين والذي هز صورة البلاد في الخارج قبل أن تعلقه المحاكم الأميركية. 

وحذرت لورين شولمان التي كانت في مجلس الأمن القومي خلال عهد اوباما، من رسم السياسات "على العشاء مع الرئيس أو في مكتب ستيفن بانون أو عبر البريد الالكتروني أو الاتصالات الهاتفية بشكل يحمل مجازفة". ورأت انهم يقومون بذلك "باطلاق النار على أقدامهم لأنه لا يمكن أن تطبق السياسة الخارجية من البيت الأبيض". 

وقالت لوكالة فرانس برس إنه "أمر تعلمه الرئيس أوباما وهو شيء تمر به كل إدارة" مضيفة أن "الإعلان عن سياسة عبر قناة +فوكس نيوز+ التلفزيونية لا يعني أنها ستنفذ". وأفاد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايكل أنتون أنه رغم أن المجلس الذي يترأسه ترامب لم يجتمع منذ وصوله إلى البيت الأبيض إلا أن لجنة النواب والمدراء اجتمعت. 

ورأى بيتر فيفر العضو المخضرم الذي كان في المجلس خلال عهد الرئيس السابق جورج بوش أن الإدارة قد تجد صعوبات في التعامل مع الأزمات التي لها شقان دبلوماسي وعسكري في الظروف الحالية. واوضح أن "بعض أنواع الأزمات ستكون أكثر تحديا لهذا الفريق إلى أن يصلحوا طريقة المعالجة" التي يتبعونها. 

وأضاف أن المسائل الأكثر صعوبة التي يتوقع أن يواجهوها هي تلك التي يتوجب عليهم فيها "تحقيق اندماج بين الحكومة والادارات والوكالات".