لندن: أُثيرت تساؤلات عن احتمال وقوع حادث نووي أو ربما أكثر من حادث في القطب الشمالي، بعد أن تحدثت تقارير بعضها من هيئات رصد حكومية عن اكتشاف اليود 131، وهو نظير مشع كثيرًا ما يرتبط بالاندماج النووي، من خلال محطات لتحليل عينات الهواء منتشرة في انحاء القطب الشمالي.&

وتبين حقيقة أن نصف حياة نظير اليود 131 تبلغ ثمانية أيام فقط، أن اطلاقه في الهواء حدث قبل أيام وليس من بقايا حدث نووي سابق. وبسبب المستويات المتدنية من تركيزه، فإنه لا يشكل خطرًا على الصحة أو البيئة عمومًا.&

أميركا تحقق

وبعد أسابيع دون اجابة عمّا أُثير من تساؤلات، ارسلت الولايات المتحدة طائرة من طراز دبليو سي 135 كونستانت فينكس لاختبار الغلاف الجوي إلى أوروبا دون توضيح. وهذه الطائرة مصممة خصيصاً للتعامل مع الحوادث النووية.&

وتردد على مواقع التواصل الاجتماعي أن وجود الطائرة دليل على ان الروس استأنفوا تجاربهم النووية في منطقة نوفايا زيمليا قرب القطب الشمالي، بل جرى الحديث حتى عن تجارب نووية استأنفتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب. ولكن هذا كله ظل في اطار التكهنات والمبالغات.&

ورجح مراقبون أن حادثاً وقع في مخزن لحفظ مواد مشعة أو خلال ابحاث علمية أو في محطة نووية لتوليد الطاقة.

وتعمل الغواصات الروسية وبوارجها الحربية من طراز كيروف وكاسحات الجليد الروسية بالطاقة النووية. كما تستخدم روسيا الطاقة النووية في القطب الشمالي لأغراض متعددة، بل أن قواعد روسيا البحرية الشمالية قرب القطب تُعد مدافن نووية للحرب الباردة.&

وتجثم هياكل غواصات نووية أُنهيت خدمتها بانتظار تفكيك مفاعلاتها النووية وإزالتها. وحذر كثيرون من أن هذه القطع البحرية تهدد بوقوع حوادث نووية منذ اخراجها من الخدمة بعد نهاية الحرب الباردة.&

نفايات نووية

وفي هذه المنطقة، توجد اكبر المنشآت الروسية للتخلص من النفايات النووية. وفيها تُخزن نحو 80 مفاعلاً، ومكوناتها المفككة داخل صناديق ضخمة. ومن المتوقع أن تستقبل المنشأة في النهاية 155 مفاعلاً خارج الخدمة.&

وتبين الأرقام أن روسيا كانت خلال الحرب الباردة ترمي أنواعًا مختلفة من النفايات النووية في بحر كارا، بينها نحو 17 الف حاوية و19 قطعة بحرية محملة بالنفايات المشعة. كما رمى الاتحاد السوفيتي في هذا البحر 14 مفاعلاً نوويًا، إلى جانب نفايات نووية أخرى كانت تُلقى في البحر مباشرة. ويُقال ان الغواصة الروسية من طراز كي 27 التي أُغرقت في بحر كولا قنبلة موقوتة من الناحية العملية.&

كما توجد غواصات نووية مهجورة في قاع بحري بارنيتس وبحر النرويج ومناطق أخرى قريبة. ولا أحد يعرف على وجه الدقة ما يجثم في هذه القيعان. واسهمت الولايات المتحدة ايضًا بنصيبها في تلويث المنطقة بالنفايات النووية مثل مفاعلها الذي كان سريًا في غرينلاند.&

تجربة سرية؟

لذا يُرجح ان يكون مصدر نظير اليود 131 في الجو هذا المكب النووي العملاق، الذي أوجده الاتحاد السوفيتي، أو مفاعلات ما زالت تعمل في المنطقة، وليس تجربة نووية سرية. ولا يعني هذا أن التجربة النووية السرية متعذرة بل مستبعدة. ومن الجائز ألا تكون روسيا مصدر النظير المشع، بل لعله تسرب من مفاعل نووي في أوروبا أو غيرها.&

يبقى ان ننتظر ونرى ما إذا كان البنتاغون سيعطي مزيدًا من المعلومات عن نتائج المهمة التي نفذتها طائرته، وما إذا كانت هناك زيادة أخرى في الاشعاع القادم من المنطقة. وفي كل الأحوال، فإن هذا اللغز يجب ان يكون تذكيرًا وتحذيرًا مما تركه الانسان قرب القطب الشمالي، والخطر الذي ما زال يمثله بعد ثلاثة عقود على انتهاء الحرب الباردة رسميًا.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن موقع "ذا درايف". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.thedrive.com/the-war-zone/7758/has-there-been-a-nuclear-incident-in-the-arctic
&

&