«إيلاف» من لندن: حذرت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة من انه مع النزوح المتوقع لما يصل إلى ربع مليون شخص سيكون من المستحيل إيواء هذه الأعداد الكبيرة ..فيما دعت نائبة الى توفير مناطق آمنة للفارين من المدينة.&

وتتوقع المفوضية نزوح 250 الف شخص بسبب القتال للسيطرة على غرب الموصل بأيمنها المكتظ بالسكان حيث كان فرّ حوالى 217 الف شخص منذ بدء الهجوم على الموصل في 17 أكتوبر الماضي وما زال حوالى 160الف شخص نازحين فيما عاد الباقون إلى منازلهم في المناطق المحررة حديثاً في شرق الموصل بأيسرها.

وتقول المفوضية في تقرير لها اليوم الاربعاء انها تركز جهودها على بناء المخيمات لاستيعاب أي حركات نزوح جديدة ولديها حالياً ثمانية مخيمات مفتوحة أو مكتملة ومخيم واحد آخر قيد الإنشاء وهي تخطط لبدء العمل بموقع جديد في بلدة "حمام العليل" جنوب غرب الموصل. وتشير الى ان هناك قدرة على استيعاب أكثر من 27 الف شخص في المخيمات القائمة والتي تديرها المفوضية أو تدعمها في شرق الموصل.&

نقص في الاغذية والمياه والوقود والأدوية

وقال المتحدث باسم المفوضية ماثيو سولتمارش في مؤتمر صحافي في جنيف اليوم انه "مع النزوح المتوقع لما يصل إلى ربع مليون شخص سيكون من المستحيل إيواء هذه الأعداد الكبيرة على الأرض المتاحة وقد قمنا بتحديد أراضٍ أخرى يمكن استعمالها لبناء المخيمات عندما تتغير خطوط الجبهة.

وحذر سولتمارش من أن الظروف في غرب المدينة المكتظة بالسكان تتدهور وسط تقارير تفيد بحصول نقص في المواد الغذائية والمياه والوقود والأدوية. كما حذر من أن الأوضاع ستتدهور أكثر إن لم يتمكن المدنيون من الفرار من القتال.&

أوضاع المدنيين بمواجهة تهديدات داعش

وعبّر النازحون العراقيون عن خوفهم على أقاربهم العالقين في غرب "أيمن" المدينة. &

فعندما علمت عائلة أحمد بأن الحكومة العراقية أطلقت عملية عسكرية تتركز على غرب الموصل حيث لا تزال عالقة تحت سيطرة المجموعات المسلحة، خاطر أفرادها بحياتهم بالصعود إلى سطح منزلهم للحصول على التغطية الهاتفية والتمكن من الاتصال به.

وقال أحمد البالغ من العمر 25 عاماً من مخيم حسن شام الذي تديره المفوضية والواقع على بعد 40 كلم شرق الموصل حيث فرّ الشهر الماضي "عائلتي سعيدة بمعرفة أخبار العملية ولكنها قلقة جداً لأنها ستكون وسط منطقة الصراع ولن تتمكن من الخروج".وخلال الاتصال الهاتفي أمس أخبره أقاربه المقيمون في الغرب بأن أعضاء تنظيم داعش الذي يسيطر على غرب الموصل يمشون في الشوارع ويدعون عبر مكبرات الصوت السكان المحليين إلى القتال معهم.

وأضاف انهم يقولون "إن لم تخرجوا وتقاتلوا معنا، فسنعتدي على نسائكم ونقتل رجالكم ونذلكم".. وقد يواجه من يُعثر عليهم وهم يستخدمون الهواتف الخلوية في المناطق التي عليها التنظيم عقاباً قاسياً وربما الموت.&

&وفرت نور وهي من سكان مخيم حسن شام أيضاً من منزلها في حي الجديدة في غرب الموصل منذ شهر مع زوجها وأطفالها الأربعة. دفعوا المال للمهربين لعبور نهر دجلة بالقارب وأقاموا مع أقاربهم في شرق المدينة لمدة 20 يوماً قبل المغادرة سيراً على الأقدام بحثاً عن الأمان.

وقالت نور البالغة من العمر 35 عاماً بأنهم فروا من الغرب بسبب نقص المواد الغذائية وانقطاع الكهرباء والوقود وبسبب القصف الجوي المستمر وهي خائفة على سلامة أقاربها الذين بقوا في غرب المدينة.

وقالت "تكلمت معهم منذ يومين وقالوا لي إن الأسعار ترتفع بشكل كبير وان الناس يتسولون للحصول على الطعام والعائلات تشعر بالجوع فلا يستطيع إلا عدد قليل من الناس تحمل هذا الارتفاع في الأسعار. واوضحت انهم هم لا يتناولون جميع وجباتهم الغذائية اليومية ولا يأكلون سوى مرة واحدة في اليوم؛ ويستهلكون الخبز أحياناً والعدس أحياناً أخرى. &

نائبة تدعو لتوفير مناطق آمنة للنازحين
ومن جهتها، طالبت النائبة عن محافظة نينوى ومقررة لجنة المرأة والاسرة النيابية انتصار الجبوري الحكومة العراقية والمجتمع الدولي ومنظمة الامم المتحدة والمنظمات الاغاثية والانسانية بأخذ جميع التدابير لايواء النازحين من الساحل الايمن وتوفير مناطق آمنة لهم واعداد اجواء ملائمة تتناسب مع وضعهم الانساني وما عانوه من ظلم وجوع ونقص في كافة المستلزمات وابرزها الغذاء والدواء ومياه الشرب وحليب الاطفال.
ودعت الجبوري في مؤتمر صحافي تابعته «إيلاف» افراد القوات العراقية& "ومثلما عودونا في معارك تحرير الساحل الايسر والمعارك الاخرى الحفاظ على ارواح المواطنين المدنيين المحتجزين تحت بطش داعش وحفظ البنى التحتية للمدينة وانقاذ اهلهم وابناء وطنهم بعد ان وصل الحال بهم الى اقسى مدياته".
وناشدت النائبة المواطنين في الساحل الايمن للالتزام بتعليمات القوات الامنية والتعاون معها من اجل تسريع وتيرة المعركة" .. معبرة عن الامل في ان "تعود الموصل عزيزة ابية كما كانت".
وللجانب الغربي من الموصل أهمية كبيرة لاحتوائه على مجموعة من المؤسسات الحكومية المهمة منها مبنى ديوان محافظة نينوى ومطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني ومديرية بلدية الموصل والمجمع الحكومي الذي يضم رئاسة محكمة نينوى ومديرية الشرطة والمؤسسة الإعلامية الرسمية. &

وفي هذا الجانب من المدينة توجد ايضا مراكز القيادة والسيطرة لداعش فضلا عن قادة التنظيم ومقاتليه الأقدم والأكثر كفاءة ولاسيما الأجانب منهم وهو ما يرجح أن المعارك في الجانب الغربي ستكون الأكثر شراسة مقارنة بمعارك الجانب الشرقي الايسر الذي تم تحريره في 24 من الشهر الماضي..

&