لاهور: أسفر اعتداء جديد الخميس عن مقتل ستة أشخاص على الأقل في منطقة تسوق فخمة في مدينة لاهور، العاصمة الثقافية لباكستان، ما أجج المخاوف من موجة جديدة من الاعتداءات بعد أسبوعين داميين.

وقال الطبيب أحمد رضا من خدمات الإسعاف في لاهور إن "الخبراء قالوا إن التفجير ناجم عن قنبلة". وقالت المتحدثة باسم خدمات الإسعاف ديبا شهناز إن الحصيلة غير النهائية هي ستة قتلى وثلاثون جريحا.

انفجرت القنبلة داخل مبنى تجري فيه أعمال صيانة وحطمت زجاج السيارات المتوقفة بالقرب منه في حي هيئة الاسكان العسكري التابعة للجيش والمشهور بمتاجره ومقاهيه الراقية، والذي طوقته الشرطة اثر الاعتداء.

قال امتياز علي وهو حلاق يعمل في المبنى المقابل لموقع التفجير، "عندما خرجت من المحل لم أر سوى الدخان والغبار. بعدها، رأيت العديد من الجثث والدراجات المقلوبة والسيارات المحطمة. كاد أن يغمى علي".

وأضاف إن التفجير وقع في "ساعة ازدحام. هناك أطفال يتسولون هنا، والكثير من الحركة"، وأعرب عن أسفه لأن "الشرطة لا تقوم بواجبها في تفتيش الناس والدراجات النارية".

عملية للجيش

في خلال أقل من أسبوعين، شهدت باكستان نحو عشرة اعتداءات أوقعت أكثر من 130 قتيلا في الإجمال قتل منهم 90 في تفجير استهدف مزارا صوفياً في ولاية السند الجنوبية. وتبنت هذه الاعتداءات حركة طالبان الباكستانية وتنظيم الدولة الإسلامية.

وشهدت لاهور نفسها اعتداء انتحاريا في 13 فبراير أوقع 14 قتيلا. ويعود آخر اعتداء إلى الإثنين الماضي عندما حاول ثلاثة انتحاريين اقتحام مجمع للمحاكم بالقرب من شارسادا في شمال غرب البلاد، وقتلوا سبعة أشخاص قبل أن تقتلهم قوات الأمن.

ويأتي تفجير لاهور الخميس غداة إعلان الجيش عن مباشرة عملية لمكافحة الإرهاب في عموم البلاد ردا على الاعتداءات بعد أن وضعت قوات الامن الباكستانية في حالة تأهب. وترأس رئيس الأركان الجنرال قمر جاويد باجوا الأربعاء اجتماعا للقادة العسكريين في لاهور شرق البلاد، صدر في ختامه بيان يعلن عن بدء عملية "رد الفساد" (انهاء العنف).

وقال محللون ان الجيش يسعى الى الحد من تحركات المتمردين من خلال شن عملية واسعة. وقال المحلل والجنرال المتقاعد طلعت مسعود لفرانس برس ان "العملية ستستهدف في الاساس مخابىء المتمردين في البنجاب وتحد من تنقلاتهم".

قبل اعتداءات الاسبوع الماضي شن الجيش الباكستاني سلسلة من الضربات لا سيما في المنطقة القبلية الشمالية الغربية على مخابىء طالبان والمقاتلين المنتمين الى فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة.

ودان المتحدث باسم وزارة الخارجية خلال لقاء مع الصحافة الخميس في اسلام اباد الاعتداء وقال إن "العدو يستغل عدم الاستقرار في أفغانستان لشن هجمات إرهابية على أرض باكستان". وتتبادل باكستان وأفغانستان الاتهامات بإيواء متمردين ينشطون في الجانب الآخر من الحدود. 

ويشكل ظهور تنظيم داعش وعودة حركة طالبان الباكستانية الى تنفيذ اعتداءات انتكاسة كبيرة في باكستان وأحدثت صدمة بين السكان بددت التفاؤل بإشاعة الاستقرار بعد عشر سنوات من المواجهات مع حركات التمرد.

وتثير الاعتداءات الشكوك حول تنظيم المباريات النهائية لبطولة الكريكت في لاهور. وتجري المباريات حاليا في الامارات بسبب المخاوف الأمنية لكن المنظمين كانوا يأملون بأن تجري المباريات النهائية في باكستان بداية مارس.

شهدت لاهور ثاني مدن البلاد في 2009 هجوما على حافلة تقل فريقا من سريلانكا للكريكت.