الرباط: حل أمين عام حزب الاستقلال المغربي، حميد شباط، صباح اليوم الإثنين، ضيفا فوق العادة على الضابطة (الشرطة) القضائية في العاصمة الرباط، للتحقيق معه بناء على الشكوى التي رفعتها ضده وزارة الداخلية على خلفية مقال اصطلح على تسميته "وادي الشراط"، نشره الموقع الرسمي للحزب وتضمن تلميحا لإمكانية تعرض شباط للتصفية الجسدية.

وقال شباط، في تصريح صحافي عقب مغادرته مقر الضابطة القضائية في الرباط، إن الاستدعاء الذي وجه له "استدعاء سياسي"، متهما وزارة الداخلية بالوقوف وراء استهداف حزب الاستقلال.

وقال شباط" ان وزارة الداخلية أصبحت حزبا سياسيا بعدما كانت حزبا سريا، كل القضايا المطروحة في المحاكم ضد قيادة الحزب جرى وضعها كلها عن طريق ولاة وعمال (المحافظون) ".

وأضاف شباط، في التصريح ذاته، أن المحاكمة التي يواجهها هي" محاكمة لحزب الاستقلال وليس لشباط"، معتبرا أن حزبه يواجه "هجمة خطيرة ضده ككيان"، متهما خصومه بالسعي لـ"الإيقاع بين مؤسسة حزب الاستقلال والمؤسسة الملكية التي تمثل ثابتا من ثوابت الأمة"، حسب &تعبيره.

وزاد شباط،موجها كلامه لخصومه "أقول لكل هؤلاء كفى كفى كفى، حزب الاستقلال ورجالاته واعون بأن هناك استهدافا للحزب ، وهم يدافعون عنه وعن الشرعية التاريخية للحزب بالغالي والنفيس"، واسترسل قائلا بنبرة لا تخلُ من التحدي "هذا لا يرهبنا ولا يخيفنا بقدر ما يقوينا ويدعمنا ونحن بروح معنوية عالية وقوية، ومستمرون في الدفاع عن الشرعية".

وبخصوص المؤتمر المقبل للحزب، الذي يرتقب أن يتم في مارس المقبل ، أكد شباط، أنه عازم على الترشح لولاية ثانية للامانة العامة لحزب الاستقلال "رغم المكائد، ورغم أننا ممنوعون من الإعلام العمومي، حزب الاستقلال صامد وقوي ولا يمكن أن يتنازل عن الشرعية وحميد شباط سيترشح لولاية ثانية".

من جهة أخرى، هاجم أمين عام حزب الاستقلال، في لقاء حزبي أطره أمس الأحد بمدينة تطوان شمال البلاد، عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الذي وصفه بـ"الطارئ على السياسة"، وقال على "الطارئين أن يعرفوا قدرهم جيدا"، موضحا أن هناك جهات تريد "أمثال أخنوش في حزبنا، ويريدون إزالة القيادة الحالية والمجيء بأمثال أخنوش كما فعلوا مع مزوار(صلاح الدين) عن طريق خونة الداخل".

وأضاف شباط "هناك إرادة للتدخل في الشؤون الداخلية للحزب، يريدون منا أن نكون جزءا من الأحزاب الإدارية"، مسجلا أنه "في الوقت الذي يرفع البعض شعار موت الأحزاب الوطنية، والذي نجح مع البعض لكن مع &حزب الاستقلال لم يستطيعوا تحقيق ذلك "، وذلك في إشارة واضحة من شباط للوضع الذي أصبع يعيشه حزب الاتحاد الاشتراكي بقيادة إدريس لشكر، كما أعلن شباط، أن حزب الاستقلال "لا يمكن أن يكون حزبا إداريا يأتي بأمين عام من خارج القواعد الديمقراطية".

وسجل أمين عام "الاستقلال" الذي يوصف بـ"الشعبوي"، أن "هناك من يريد إجهاض ما أتت به الانتخابات، وما تعامل معه الملك بحكمة عندما طبق روح الديمقراطية، وروح الفصل 47 من الدستور وعين عبد الاله ابن كيران رئيسا للحكومة"، معتبرا أن حزبه يتعرض لـ"مؤامرات في الإعلام العمومي، ورغم ذلك نحن صامدون، ولا يزيدنا ذلك إلا إصرارا وصمودا في الدفاع عن الشعب المغربي وحقوق الإنسان".

ومضى شباط، متحديا خصومه "لا أحد يمكن أن يعطينا دروسا في الوطنية، ولن نساوم على مستقبل البلاد"، وأضاف قائلا "إن ما يجري اليوم من توقف المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة، ومحاولات استهداف حزب الاستقلال هي محاولة يائسة لمعاقبة الحزب لأنه حافظ على الثوابت واستقلالية قراراته".

يذكر أن نشر الموقع الإلكتروني لحزب الاستقلال مقالا بعنوان "ماذا يريدون من شباط؟"، أثار ضجة كبيرة في المغرب، بعدما لمح فيه لإمكانية تعرض شباط للتصفية الجسدية، كما تضمن اتهاما غير مباشر لأطراف في الدولة باغتيال أحمد الزايدي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، وعبد الله بها، وزير الدولة والقيادي في حزب العدالة والتنمية، اللذين قضيا في حادثين منفصلين بـ"وادي الشراط"، سنة 2014، قبل أن يتراجع الحزب ويسحب المقال بعد سُويعات على نشره.