فيما بحث البرلمان البريطاني اليوم أوضاع النساء الإيرانيات والاضطهاد الذي يتعرّضن له من قبل السلطات، فقد تم الكشف عن اعتقالها ألفي امرأة يوميًا لعدم ارتداء الحجاب، وإعدام 70 واحدة خلال رئاسة روحاني للبلاد.

إيلاف: اعلن ذلك خلال مؤتمر في لندن اليوم انعقد بناء على مبادرة من اللجنة البريطانية من أجل حرية إيران وفي وقت مبكر من اليوم العالمي للمرأة، وذلك في مجلس العموم البريطاني، حيث تحدثت فيه مجموعة من نواب البرلمان من الحزبين الرئيسيين المحافظين والعمال عن واقع المرأة الإيرانية والتمييز المنهجي والتهميش للمرأة في إيران.

وانعقد المؤتمر في وقت تحتل إيران بين أسوأ الدول في العالم، حيث القوانين في البلاد تقلّل من النساء والفتيات إلى مواطنين من الدرجة الثانية وتحرمهن من حقوقهن الأساسية. وقد تم تنفيذ حكم الإعدام بحق أكثر من 70 امرأة منذ تولى روحاني الرئاسة وهناك ثلاث حالات مؤكدة حكم بالرجم على النساء حتى الموت.

دعم بريطاني لنضال المرأة الايرانية
وفي كلمات لهم في المؤتمر دان نواب البرلمان البريطاني من مختلف الأحزاب ممارسات نظام طهران ضد النساء، وأعربوا عن تأييدهم ودعمهم لنضال المرأة الإيرانية من أجل الديمقراطية والمساواة في الحقوق.

وقال استيو مك كيب النائب العمالي من مدينة بيرمنغام في حديثه "كانت رئيسة الوزراء البريطانية محقّة في تحذيرها أخيرا من النفوذ الإيراني في المنطقة". وقالت النائبة المحافظة شيريل غيلان من مدينتي جيشام وأمرشام "إنني أتطلع إلى إيران يمكن فيها جميع الناس أن يعملوا على قدم المساواة وتقوم النساء بدور كامل في جميع مراحل الحياة المدنية والسياسية".

اضاف آلان ميل النائب العمالي عن مانسفيلد "أعتقد أن إيران حرة وديمقراطية هو عنصر أساسي وحيوي من أجل عالم حرّ وديمقراطي. أحيّي الإيرانيين الذين وقفوا في وجه النظام الحالي وأعرب عن تأييد لهم ولمساعيهم".&

من جهتها نوهت ليندا لي الرئيسة السابق لنقابة المحامين في إنكلترا وويلز بأنه تتم معاقبة معتقلي الرأي بالسجن على المدى الطويل سواء لأنشطتهم ضد عقوبة الإعدام أو لمطالبتهم ملاحقة ومعاقبة المسؤولين عن عمليات القتل الجماعي، خاصة الجناة الذين ارتكبوا المجزرة بحق ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين في صيف عام 1988.

ضد الطرف الاسلامي والارهاب
وانضم أعضاء من شطري البرلمان إلى المحامين والناشطين في مجال حقوق المرأة وأعضاء الجالية الإيرانية ودعوا الحكومة البريطانية إلى أخذ زمام المبادرة على الساحة الدولية للضغط على السلطات الإيرانية للقضاء في القانون وممارسة جميع أشكال التمييز وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات.

وتحدثت في هذا الاجتماع أيضا ممثلة المجلس الوطني للمقاومة في بريطانيا دولة نوروزي وكذلك صفورا سديدي من لجنة المجلس الوطني للمقاومة المرأة، وكان حديثهما عن دور المرأة في المقاومة الإيرانية وتحديهنّ النظام المعادي للنساء على جميع الجبهات ... "حيث لعبن دورا حاسما في قيادة حركتنا على أن تصبح بديلا جديا وقويا ضد عراّب التطرف الإسلامي والإرهاب".

وفي نهاية الاجتماع أكد اللورد ألتون من ليفربول، عضو مجلس اللوردات أن "جهودنا لمواجهة التطرف الإسلامي في الشرق الأوسط لا يمكن أن تعتمد فقط على الحل العسكري.. ان أفضل حلفائنا هي القوى المعتدلة، مثل السيدة رجوي وحركتها المجلس الوطني للمقاومة، والتي ينبغي على &حكومتنا أن تقوم بدعمها حتى لتنفيذ المواد العشرة من خطوطها العريضة التي تعتبر خارطة الطريق لإيران حرة ديمقراطية مسالمة".

الفا امراة يعتقلن في ايران يوميا لعدم ارتدائهن الحجاب
وقد بعثت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية مريم رجوي برسالة متلفزة إلى المؤتمر شرحت فيها الظروف المأساوية التي تعيشها النساء الإيرانية في ظل حكم ولاية الفقيه واشارت إلى موقع النساء في حركة المقاومة الإيرانية. &&

وقالت رجوي انه "ولو أن ملالي إيران أثاروا الانتباه بسبب إشعال الحروب في بلدان الشرق الأوسط وبسبب برامجهم النووية والصاروخية، إلا أن أهم واقع في إيران هو أزمة سياسية واجتماعية متجذّرة في مجتمع جاهز للتغيير مع حركة منظمة تلعب فيها النساء دوراً محوريا".&

واكدت ان النساء في ايران يتم قمعهنّ بشكل ممنهج تحت حكم الملالي حيث يتم اعتقال 2000 امرأة كمعدل يومي بسبب عدم مراعاة التحجب القسري... فقوانين الجزاء في النظام تشكل حقوق النساء نصف حقوق الرجال كما ان نسبة مشاركة النساء في سوق العمل تشكّل 14 بالمئة فقط.&

وأشارت الى ان المرشد الاعلى الايراني خامنئي اعلن في سبتمبر الماضي أن دور النساء هو الأمومة وربة البيت وأن دور الرجال هو الأبوية والاقتصاد... وفي المقابل فان النساء الإيرانيات يتمتعن بمكانة أساسية في المقاومة ضد الاستبداد الديني فعشرات الآلاف من النساء تعرّضن للتعذيب واُعدِمن في النضال ضد الديكتاتورية الدينية، واليوم تتولى النساء معظم المواقع القيادية في حركة المقاومة والنساء يشكلن أكثر من 50 بالمئة من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كما ان صمود أعضاء المقاومة في أشرف وليبرتي لمدة 14 عامًا كان تحت قيادة النساء. وفي الحقيقة ان النساء يشكلن قوة التغيير في إيران.&

واوضحت رجوي "لهذا السبب فان الملالي يضاعفون من حجم القيود المفروضة على النساء عامًا بعد عام. حكومة حسن روحاني التي تدعي الاعتدال لا تتجرأ في الاقتراب إلى الحد الأدنى من الاصلاح في قوانين النظام، كما إن في رئاسة روحاني تم إعدام عشرات النساء".&

اضافت انه "أمام هذا الوضع نحن نهضنا من أجل المساواة بين النساء والرجال. المساواة على الصعيدين الحقوقي والقضائي والمساواة في الأسرة والمساواة في الفرص الاقتصادية والمشاركة النشطة المتكافئة في القيادة السياسية.

وشددت على ان زيارة الوفود الخارجية لايران الرازحة تحت حكم الملالي والصمت حيال انتهاك حقوق الإنسان والإعدامات الجماعية والانتهاكات الممنهجة لحقوق النساء فيها تعتبر إضفاء للشرعية على انتهاك حقوق الإنسان في إيران، حيث انه منذ أن مسك نظام الملالي مقاليد السلطة في إيران، فان مزيدا من العقوبات الهمجية واللاإنسانية مثل الرجم تحوّل إلى قانون.

ودعت رجوي الحكومات الغربية الى أن لا تغضّ الطرف على حقيقة أن الدعم النشط لهذا النظام للتطرف هو الذي قد مهّد الطريق الى ظهور داعش عقائديا وسياسيا.&

وشددت على ان على الحكومات الغربية ألا تغمض العين على حقيقة أن حكم الملالي في طهران هو الذي قد شجع بعض دول المنطقة في انتهاج السياسات غير إنسانية ومقارعه النساء، وعليها أن لا تغضّ الطرف عن أن هناك في الوقت الحاضر لائحة طويلة من المجموعات الميليشياوية المتطرفة في لبنان والعراق وسوريا واليمن تأخذ أوامرها مباشرة من خامنئي.&

ودعت المجتمع الدولي، خاصة النساء في المملكة المتحدة ومجلسي بريطانيا، إلى دعم نضال النساء الإيرانيات ضد النظام المقارع للمرأة والحاكم في إيران. &

كما شاركت في المؤتمرالبارونة هاريس من ريتشموند عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي من مجلس اللوردات، وتيريزا فيليرز، النائبة المحافظة لشيبينغ بارنيت، و جيس فيليبس النائب العمالي عن برمنجهام، ولويز ايلمان العمل النائبة عن ليفربول واللورد كلارك من هامبستيد عضو حزب العمال في مجلس اللوردات، وفاليري كوربيت ناشطة حقوق الإنسان وفي مجال حقوق المرأة ومحامون وشخصيات حقوقية وسياسية وناشطات حقوق الإنسان وحقوق النساء من بريطانيا وإيران والبلدان العربية.&