قبل أسبوعين تقريبًا، سقط مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق في الولايات المتحدة، أمام ضربات معارضي الرئيس دونالد ترامب، ووسائل الإعلام.

إيلاف من نيويورك: فلين، الذي وقف إلى جانب ترامب منذ بداية حملته الانتخابية، لم يتمكن من الصمود لأكثر من أسبوع بعد إثارة خفايا اتصاله بسفير روسيا في واشنطن سيرغي كيسلياك، والحوار الذي دار خلاله، ثم قيامه بإخفاء معلومات عن نائب الرئيس، مايك بينس.

سقوط فلين حفز خصوم ترامب
يبدو أن سقوط فلين السريع، وعدم تشمير الجمهوريين لسواعدهم من أجل الدفاع عنه، بالتزامن مع إكتفاء ترامب بكيل عبارات المديح فقط لمستشار الأمن القومي سابقًا، والهجمة العنيفة التي شنها خصوم الإدارة، فتحت شهية معارضي ترامب لإسقاط شخصيات أخرى عاملة في البيت الأبيض حاليًا من أجل تضييق الخناق أكثر على ترامب.

معادٍ للسامية
وسريعًا، طفا إلى العلن اسم سيباستيان غوركا، الذي يشغل حاليًا منصب نائب كبير مستشاري البيت الأبيض، ستيف بانون، وقد وجّهت وسائل إعلامية عدة وصحافيون اتهامات إلى غوركا تتعلق بارتباطاته بجماعات معادية للسامية في المجر، إضافة إلى تعاطفه مع "الفاشيين".

غوركا الذي ينحدر من أصول مجرية، ولد في بريطانيا، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة، ويقدّمه الإعلام الأميركي على أنه محلل في شؤون الإرهاب، وبات الشغل الشاغل للإعلام المناهض لترامب والمؤيّد له، بعد الاتهامات التي وجّهت إليه.

الجمهوريون يدافعون عنه
لكن على عكس ما حدث مع فلين، انبرى الجمهوريون للدفاع عن نائب بانون، وقد اعتبر عدد من أعضاء مجلس النواب أن غوركا يتعرّض لعملية اغتيال سياسية. طال هجوم النواب الجمهوريين، مايكل سميث، محلل شؤون الإرهاب، الذي كان قد غرّد على حسابه على تويتر متوجّهًا إلى ترامب بالقول: "أنت تعرّض حياة الأميركيين للخطر بسبب قيامك بتوظيف خبراء وهميين في شؤون الإرهاب".

لم يكتفِ الجمهوريون بالرد عبر نوابهم، فقد نشرت المواقع والصحف المقربة منهم مقالات عديدة أشادت بغوركا وأعماله، وكذلك استنفرت الجماعات التي أيدت ترامب خلال الحملة الانتخابية، كالتحالف الشرق أوسطي ومنظمات أخرى للدفاع عن نائب ستيفن بانون.

ستالينغراد جديدة في واشنطن
حالة التعبئة التي حصلت للذود عن سيباستيان غوركا، وضعتها مصادر قريبة من الإدارة الأميركية في إطار سياسة الردع، وقالت: "ما يحدث اليوم هو ستالينغراد سياسية في واشنطن، فسقوط غوركا سيفتح المجال أمام الديمقراطيين للتصويب على مساعدي ترامب سعيًا إلى إسقاطهم أيضًا".

تقول المصادر: "في حال نجح المعارضون في إبعاد غوركا عن المشهد، فالدور سيأتي على ستيف بانون وكيليان كونواي وجاريد كوشنر، وجميع الشخصيات المؤثرة حاليًا"، متابعة: "هذه الحملة لم تستهدف فلين، واليوم غوركا فقط، بل بدأت منذ عامين، واستهدفت ترامب نفسه، ثم دارت الدائرة على مسؤوليه، بدءًا من كوري ليفاندوفسكي مرورًا بوليد فارس وبول مانافورت ورودي جولياني، الذي تعرّض لهجوم عنيف فور التداول باسمه لشغل منصب وزير الخارجية، ولن ينتهي الهجوم عند فلين أو غوركا".

دعم أوروبي لغوركا
حصد نائب كبير مستشاري ترامب، دعمًا أوروبيًا رسميًا أيضًا، فقد كتب تيبور نفراكسيكس، مفوض التعليم والثقافة والشباب والرياضة والتعليم في الاتحاد الأوروبي يقول: "سيباستيان غوركا الرجل الذي قضى حياته يقاتل الفاشيين والمعادين للسامية بجميع أنواعها، ويخدم في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتعرّض لهجمات شنيعة من قبل خصوم ترامب، تتهمه بمعاداة السامية وبالتعاطف مع الفاشيين".

وقال المسؤول الأوروبي: "بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وحكم الدكتاتوريات في أوروبا، عاد غوركا المولود في بريطانيا إلى المجر للمساعدة سياسيًا على عملية إعادة بناء وطنه، وخدم في حكومة رئيس الوزراء الراحل جوزف أنتال، قبل أن يصبح بعد ذلك خبيرًا معترفًا به وطنيًا على صعيد الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب".