قالت الأمم المتحدة إن داعش يستهدف المدنيين بتفجيرات جبانة من أجل تقليل الضغط عليه في جبهات القتال، مؤكدة أن هذه المحاولات المشؤومة فشلت في إضعاف عزيمة شعب العراق وحكومته لتطهير البلاد من آفة الإرهاب إلى الأبد.

إيلاف: أفادت الأرقام التي سجلتها بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" عن مقتلِ ما مجموعه 392 عراقيًا وإصابة 613 آخرين جراء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر فبراير الماضي.&

أضافت في تقريرها الشهري، الذي بعثت بنسخة منه إلى "إيلاف" الأربعاء، أن عدد &القتلى المدنيين بلغ في شهر فبراير385 مدنيًا (ليس من بينهم أفراد من الشرطة)، فيما بلغ عدد الجرحى المدنيين 609 أشخاص&(ليس من بينهم أفراد من الشرطة).&

ووفقًا للأرقام الواردة، كانت محافظة نينوى (غرب) هي الأكثر تضررًا، حيث بلغ مجموع الضحايا المدنيين 451 شخصًا (201 قتيلًا 250 جريحًا)، تلتها العاصمة بغداد، التي سقط فيها 120 قتيلًا و300 جريح، ثم صلاح الدين (شمال غرب) التي لقي فيها 9 أشخاص مصرعهم، وأصيب 13 آخرون. &

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها البعثة من مديرية صحة الأنبار، بلغت جملة الضحايا المدنيين 86 شخصًا (42 قتيلًا و44 جريحًا) حيث تم تحديث إحصائية الأنبار هذه لتشمل الضحايا الذين سقطوا حتى يوم أمس الثلاثاء.

وعبّر الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش عن امتعاضه لاستمرار الخسائر في الأرواح في صفوف المدنيين، واستنكر استهداف تنظيم داعش المتعمد للمدنيين، وأثنى على مهنية قوات الأمن العراقية التي أبدتها في مطاردة الارهابيين في الوقت الذي تسعى فيه إلى تقليل الخسائر في صفوف المدنيين.&

أضاف كوبيش قائلًا "في الوقت الذي صعدت فيه قوات الأمن عملياتها العسكرية لتحرير المناطق المتبقية من محافظة الموصل من قبضة داعش، استهدف الإرهابيون مرة ثانية المدنيين بتفجيرات جبانة من أجل تقليل الضغط على جبهات القتال. بيد أن محاولات داعش المشؤومة فشلت في إضعاف عزيمة شعب العراق وحكومته لتطهير البلاد من آفة الإرهاب إلى الأبد".&

تابع كوبيش قائلًا: "تحرز قوات الأمن تقدمًا مضطردًا في الموصل على الرغم من الاستفزازات المتواصلة من قبل الإرهابيين وتتبع هذه القوات مفهومًا معدًا مسبقًا للعمليات التي تكون من أولوياتها الحفاظ على حياة العراقيين وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين".&
وقال "لا يسعنا إلا أن نثني على الحكومة العراقية وقوات الأمن على هذه الإجراءات، ونواصل الدعوة إلى بذل قصارى الجهود لضمان إبعاد المدنيين من طريق الأذى".
&
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة أنه بشكلٍ عام، واجهت عراقيل في التحقق، على نحوٍ فعال، من أعداد الضحايا في مناطق الصراع. وتم الحصول على أرقام الضحايا في محافظة الأنبار من مديرية صحة الأنبار.

وأشارت البعثة إلى أن التقارير المتحصل عليها من مديرية صحة الأنبار لا تعكس بشكل كامل الأعداد الحقيقية للضحايا في تلك المناطق، بسبب تزايد هشاشة الأوضاع الأمنية على أرض الواقع وانقطاع الخدمات.&

ولفتت إلى أن هناك بعض الحالات التي لم تتمكن فيها البعثة من التحقق إلا بشكل جزئي فقط من حوادث معينة، لكنها تلقت من دون أن تتمكن من التحقق من صحة ذلك، تقارير أفادت بوقوع أعداد كبيرة من الضحايا إلى جانب أعداد غير معروفة من الأشخاص الذين قضوا جراء الآثار الجانبية لأعمال العنف بعدما فرّوا من ديارهم، فلقوا حتفهم بسبب تعرّضهم لظروف شتى كانعدام الماء والغذاء والأدوية والرعاية الصحية.&

وأضافت البعثة أنها تلقت منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادة الموصل ومناطق أخرى في نينوى، في 17 أكتوبر الماضي تقارير عديدة تتعلق بحوادث تتضمن وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، والتي لم يتسن لها التحقق من صحتها في بعض الأوقات.. وقالت إنه لهذه الأسباب ينبغي اعتبار الأرقام الواردة هنا بمثابة الحد الأدنى المطلق.&

وكانت القوات العراقية أتمت في 24 يناير الماضي وبإسناد جوي من التحالف الدولي تحرير كامل الجانب الشرقي الأيسر من الموصل، فيما استأنفت القوات حملتها العسكرية في 19 يناير الحالي لاستعادة النصف الغربي الأيمن من المدينة.
&
&
&