سلا: أرجأت ملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا المجاورة للعاصمة المغربية الرباط، صباح اليوم الخميس، النظر في القضية التي يتابع فيها عدد من أعضاء منظمة شباب حزب العدالة والتنمية المغربي، بتهمة الإشادة بمقتل السفير الروسي في تركيا، إلى 20 ابريل المُقبل لإعداد الدفاع.

ومثل أمام المحكمة كل من يوسف الرطمي ومحمد حربالة وَعَبد الاله الحمدوشي ،في أول جلسة، بعد ان وجه لهم قاضي التحقيق تهم الاشادة والتحريض على الارهاب، فيما يرتقب ان يقرر القاضي نفسه في مصير ثلاثة اخرين هم محمد بنجدي وأحمد شطيبات ونجيب ساف بعد اكتمال التحقيق التفصيلي معهم.

وتقدمت هيئة الدفاع عن المعتقلين الثلاثة، الذين عرضوا على المحكمة، بطلب يرمي الى تمتيعهم بالافراج المؤقت كونهم يتمتعون بكافة الضمانات القانونية لحضور باقي جلسات المحاكمة، وكون التهم الموجهة اليهم لا تستدعي الاحتفاظ بهم رهن الإعتقال، فيما اثار احد المحامين ان المتهمين حضروا بناء على استدعاء من الشرطة المغربية الى مقرها في سلا وأنهم أمتثلوا دون أية مقاومة قبل ان يتم اعتقالهم، و "هذا ما يعني انهم ليسوا خطرا على المجتمع ولو كان الامر كذلك لتم إلقاء القبض عليهم مباشرة في مقرات سكناهم".

المعتقلون تمتعوا بكافة الضمانات

وأكد المحامي إسحاق شارية عضو الحزب الليبرالي المغربي طلب الافراج المؤقت، مبرزاً ان المعتقلين يتمتعون بكافة الضمانات من بينها انتماءهم الى حزب العدالة والتنمية الذي تصدر الانتخابات النيابية الأخيرة ويقوم الآن امينه العام بتشكيل الحكومة.

وقال المحامي نور الدين الطاهري العضو بهيئة الدفاع عن المتهمين في تصريح لـ"إيلاف المغرب" ان المحاكمة مرت في أجواء تضمن كافة شروط المحاكمة العادلة ، وان أطوارها المقبلة ستعرف إثارة دفوعات من شأنها ان تثبت للمحكمة حسن نية المتابعين وعدم تبنيهم للأفكار المتطرفة، وتشبت الطاهري ببراءة مؤازريه وثقته في القضاء المغربي.

وسبق لقضية متابعة شباب حزب العدالة والتنمية أن أثارت الجدل، خاصة بعد خروج محامي هؤلاء الشباب ليكشف تعرضهم لسوء لمعاملة داخل السجن الذي يوجدون به.

رفض الاعتقال

في غضون ذلك ،ندد نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ينتمون إلى حزب العدالة والتنمية، وضمنهم برلمانيون وقياديون بارزون بالحزب، باعتقال شباب الحزب، ورفضوا إلصاق تهمة الإشادة بالإرهاب بهم، مطالبين بالإفراج عنهم ومتابعتهم في حالة افراج بناء على قانون الصحافة والنشر.

وكان النائب خالد البوقرعي، رئيسَ منظمة شباب الحزب، أكد في بيان سابق باسم المنظمة أن "استعمال تهمة الإشادة بالإرهاب وإلصاقها بأعضاء الشبيبة فيها ما فيها من انتقائية، وإلا فمواقع التواصل الاجتماعي تعج بالكتابات غير المضبوطة، أصحابها ينتمون إلى مختلف الحساسيات السياسية ولم نر تحريكاً للمتابعة في حق هؤلاء "مثلاً: الإشادة بالأعمال الإرهابية في تركيا، وزيارة الكيان الصهيوني الإرهابي، وربط علاقات معه تشكل خطراً على أمن بلدنا".

ودافع البوقراعي عنأعضاء المنظمة ونفى وجود من يتبنون أفكاراً متطرفة في صفوفها، وقال "لو شعرنا بأن هناك من يتبنى فكراً إرهابياً بيننا لكنا أول المتصدين له، والحال والواقع أن شبابنا مؤمن بقيم التسامح والاعتدال والوسطية، رافض لكل أنواع الظلم والتسلط، لذلك لي اليقين بأن أعضاء شبيبتنا المتابعين أبعد ما يكونون عن الفكر المتطرف اقتناعاً وإشادة» .

وأضاف ان شبيبة حزب العدالة والتنمية لا تُسلم أبناءها، ولا تقبل أن تؤدي ضريبة نجاح مشروع الحزب في المجتمع، ولا أن تقلم أظافرها.

وزاد قائلا " لا نسمح أن يكون الانتماء إليها هو ظرف من ظروف التشديد".

وكان السفير الروسي أندري كارلوف قد اغتيل على يد رجل أمن تركي في 19 ديسمبر2016.