تونس: أعلن رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد الخميس عن الغاء وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة بعد ساعات على استقالة الوزير المعين نتيجة جدل.

وقرر الشاهد "حذف وزارة الوظيفة العمومية والحوكمة والحاق الهياكل والمؤسسات الراجعة اليها بالنظر لدى رئاسة الحكومة. وسيتم عرض هذا القرار على مجلس الوزراء طبقا للدستور" بحسب بيان للحكومة.

وياتي هذا القرار بعد ساعات على استقالة رجل الاعمال خليل الغرياني بعد اقل من اسبوع على تعيينه وزيرا للوظيفة العمومية والحوكمة الذي أثار استياء الاتحاد العام التونسي للشغل.

وعين الغرياني السبت خلفا للقيادي السابق في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) عبيد البريكي، في خطوة ندد بها الاتحاد واعتبرها "استفزازية" مطالبا الحكومة باعادة النظر في تعيينه.

والغرياني هو رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية"، منظمة أرباب العمل الرئيسية التي تقاسمت جائزة نوبل في العام 2015 مع المركزية النقابية تقديرا لعملهم خلال المرحلة الانتقالية في تونس.

رغم ذلك، فهناك خلاف منذ فترة طويلة بين الطرفين بشأن زيادة الرواتب في القطاع الخاص وسياسة الحكومة.

ويعمل في القطاع العام نحو 650 ألف موظف في تونس التي يبلغ عدد سكانها زهاء 11 مليون نسمة.

وقال الغرياني لإذاعة "موزاييك أف أم" إنه سيستقيل "نظرا لاحتقان الأجواء السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد" خلال الـ48 ساعة الأخيرة. وأضاف "علينا الحفاظ على التوازنات السياسية والاجتماعية في البلاد (...) إضافة الى التوازنات بين اتحاد الأعراف واتحاد الشغل"، لافتا إلى أن هذا ليس الوقت لأزمات مماثلة.

وبعد ست سنوات على سقوط نظام زين العابدين بن علي، لم تنجح تونس في انهاض اقتصادها، ولم تزد نسبة النمو فيها عن 1% العام 2016.

وفي هذا الاطار اضطرت تونس العام الماضي لابرام خطة مساعدة جديدة مع صندوق النقد الدولي بقيمة 2,9 مليار دولار تنص على تطبيق اصلاحات، انعكست في تعديل وزاري محدود شمل الى جانب تعيين الغرياني، وزير الشؤون الدينية ووزير الدولة للتجارة.

وهو التعديل الأول في حكومة الشاهد التي باشرت عملها في 29 آب/أغسطس 2016.