واشنطن: واجه وزير الخارجية الاميركية ريكس تيلرسون الجمعة سيلا من الانتقادات بسبب عدم مشاركته في حدث بالغ الاهمية لوزارته هو نشر تقريرها السنوي حول اوضاع حقوق الانسان في العالم، مخالفا بذلك تقليدا دأب عليه جميع اسلافه منذ ربع قرن على الاقل.

وتيلرسون الكتوم للغاية والذي لم يدل بأي تصريح تقريبا منذ تسلم الدبلوماسية الاميركية في 2 شباط/فبراير خالف التقليد المعهود في الوزارة منذ 25 سنة على الاقل والذي يقضي بأن يعقد الوزير مؤتمرا صحافيا تنقل شبكات التلفزة وقائعه مباشرة على الهواء ويقوم خلاله بعرض هذا التقرير الذي يرصد اوضاع حقوق الانسان في حوالى 200 بلد.

ويمثل هذا التقرير احدى اهم المحطات السنوية في عمل الخارجية الاميركية (اضافة الى تقاريرها حول الحريات الدينية ومعاملة البشر والارهاب) ويزداد وقعا وأهمية حين يتولى وزير الخارجية نشره والتعليق عليه، في حين ان الدول التي تصيبها سهام الانتقادات الاميركية لا تتوانى عن الرد عليه بشدة.

ولكن هذا التقرير الاول لوزارة الخارجية في عهد ترامب نشر خلافا لكل هذا التقليد العريق وفي ظل ما يشبه التعتيم، فلا الوزير عقد مؤتمرا صحافيا للكشف عنه ولا حتى فعل ذلك مساعده لشؤون حقوق الانسان.

وبما ان هذا التقرير يرصد اوضاع حقوق الانسان في العالم في العام 2016 فانه في واقع الامر نتاج ادارة باراك اوباما ووزير الخارجية السابق جون كيري اكثر مما هو نتاج ادارة دونالد ترامب، ولكن رغم ذلك فان عملية اخراجه الى العلن بهذا الشكل تنطوي على الكثير من المؤشرات.

واقتصرت مساهمة الوزير في التقرير على كلمة له في المقدمة اكد فيها ان "نشر حقوق الانسان والحوكمة الديموقراطية يمثل عنصرا جوهريا في السياسة الخارجية الاميركية".

واضاف "إن قيمنا تعادل مصالحنا عندما يتعلق الامر بحقوق الانسان"، مشددا على "التزام" واشنطن "الحرية والديموقراطية".

ولكن هذه الكلمة لم تقنع السناتور الجمهوري ماركو روبيو الذي يعتبر من داعمي ادارة ترامب ولا اقنعت المدافعين عن حقوق الانسان.

وانتقد روبيو في تغريدة غياب الوزير وصمته "في سابقة من نوعها منذ امد بعيد".