نصر المجالي: بعد تخليه العام 2015 عن مهمة مبعوث اللجنة الرباعية، التي تولاها لثماني سنوات دون تحقيق&أي تقدم يذكر، يعود اسم رئيس الحكومة البريطانية الأسبق توني بلير يطرح مجددًا لتولي مهمة المبعوث الخاص للسلام في الشرق الأوسط.&

وكشف تقرير حصري نشرته صحيفة (ذا ميل أو صنداي) اللندنية، اليوم الأحد، عن أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد يستعين بخدمات رئيس وزراء بريطانيا، توني بلير.

وقال التقرير إن اجتماعات سرية داخل البيت الأبيض لبحث احتمالية تعيين بلير مبعوثًا خاصًا للسلام في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن بلير التقى ابنة الرئيس الأميركي، إيفانكا ترامب، وزوجها كبير مستشاري ترامب، جاريد كوشنر، 3 مرات سرًا خلال شهر سبتمبر 2016، بالإضافة إلى اجتماع آخر استمر 3 ساعات في الجناح الغربي خلال الأسبوع الماضي.

وأرجعت الصحيفة البريطانية استعانة ترامب بخدمات بلير، إلى ما وصفته بعلاقة الصداقة الوثيقة التي تجمعه مع عائلة ترامب، والتي تمت بعد صداقة بلير الوثيقة لزوجة، روبرت مردوخ السابقة، ويندي دينغ، الصديقة المقربة من إيفانكا ترامب.

&

ايفانكا ترامب وصديقتها ويندي دينغ

&

لا تعليق

إلا أن المتحدث باسم بلير رفض الإدلاء بأي تعليق حول هذه المسألة، قائلاً "لن أعلق على محادثات خاصة".

ويشار إلى أن بلير تولى رئاسة مجلس وزراء بريطانيا ثلاث فترات متتالية لمدة 10 سنوات من عام 1997 لغاية 2007، بعدها تولى منصب مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، وتضم الرباعية الدولية الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي.

وظل بلير مبعوثًا للرباعية الدولية حتى 2015، ومنذ ذلك الحين عاد للانخراط أكثر في الحياة السياسية البريطانية، وقد دعا في فبراير مواطنيه المؤيدين للاتحاد الأوروبي إلى التحرك وإقناع الناخبين الذين يدعمون الخروج من الاتحاد إلى تغيير رأيهم.

تطبيع

يشار إلى أن رئيس الحكومة البريطاني الأسبق كان صرح في مايو 2016 بأن "العديد من الدول العربية لديها الاستعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في حال أبدت حكومة نتانياهو استعدادًا فعليًا للمفاوضات، وفقًا للمبادرة العربية".

وجاءت تصريحات بلير خلال مؤتمر عقد بالعاصمة البريطانية (لندن)، وكشف فيه النقاب عن خطة سياسية للسلام، كان يسعى لطرحها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تهدف إلى تهيئة الأجواء لدخول المعسكر الصهيوني بزعامة هرتسوغ للحكومة الإسرائيلية".

المبادرة العربية

وأشار رئيس الحكومة البريطانية الأسبق، إلى أنه توجد فرصة اليوم بأن الدول العربية سوف تخفف الخطوط العريضة للمبادرة العربية للسلام، ولديها استعداد لتطبيع العلاقات مع إسرائيل أثناء المفاوضات، وليس بعد التوصل إلى اتفاقية سلام مع الجانب الفلسطيني.

مضيفًا أنه في حال أبدت حكومة نتانياهو استعدادًا للمفاوضات على أساس المبادرة العربية للسلام، وفي حال بدأت المفاوضات فعليًا، فإن عددًا من الدول العربية سوف يقوم بتطبيع علاقاتها مع إسرائيل حتى تمنح مزيداً من الثقة لهذه المفاوضات.

واعتبر بلير أن هذه الفرصة للسلام يمكن أن تتحقق مع الزعامة العربية الجديدة في المنطقة، ولكن نجاح ذلك مرتبط بموقف الحكومة الإسرائيلية من مبادرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي يحاول من خلالها المزاوجة مع المبادرة العربية للسلام".&

واشار بلير إلى أنه "بالنظر إلى عدم الثقة العميقة بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية، والقيود السياسية الصعبة التي تحيط بالقيادتين، فإن المشاركة النشطة من جانب الدول العربية ستكون مفتاح النجاح".
&