باريس: يحاول اليمين الفرنسي بشكل يائس الاثنين ايجاد سبيل للخروج من الازمة في وقت يتعنت مرشحه للانتخابات الرئاسية فرنسوا فيون عبر الاستمرار في ترشحه رغم شبهات وظائف وهمية اثرت بشدة على شعبيته.

ورغم ضغط قسم من معسكره لخلافة فيون، فقد اعلن آلان جوبيه الذي كان خسر الانتخابات التمهيدية لليمين امام فيون، انه لن يقوم بدور المنقذ منتقدا "تعنت" منافسه السابق.

وقال جوبيه (71 عاما) "اؤكد بشكل نهائي، لن اكون مرشحا لرئاسة الجمهورية" موضحا بملامح جدية جدا انه لا يجسد "التجديد".

واضاف "يا له من امر مؤسف. لقد كان الدرب واسعا جدا امام فرنسوا فيون" لكن "اطلاق تحقيقات قضائية بحقه، ونظام دفاعه القائم على التنديد بمؤامرة مفترضة وبرغبة في اغتياله سياسيا، قادته الى طريق مسدود" قبل سبعة اسابيع من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية.

وكان فيون يعتبر الاوفر حظا لان يخلف في ايار/مايو 2017 الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند حتى الكشف في بداية العام عن رواتب مساعدين برلمانيين دفعت من اموال دافعي الضرائب لزوجته بينيلوب واثنين من ابنائه. واستفادت من هذه القضية زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن وكذلك مرشح الوسط ايمانويل ماكرون اللذان تخطياه في الاستطلاعات.

"اختيار خلفه"

وبعد تخلي جوبيه ظهر مقربون من الرئيس اليميني السابق نيكولا ساركوزي (2007-2012) ليطلبوا الاثنين من فرنسوا فيون ان يتخلى لانقاذ معسكر اليمين من الهزيمة.

واوضح المقربون اثر اجتماعهم مع &ساركوزي ان "النهج السياسي لدى فيون هو النهج السليم، لكنه لم يعد قادرا على تامين وحدة الأسرة السياسية لليمين والوسط، لذلك نطلب منه تحمل مسؤولياته وان يختار بنفسه خلفا له".

واقترح ساركوزي ان يجتمع فيون مع جوبيه، ربما بعد ظهر الثلاثاء، غداة اجتماع اللجنة السياسية لحزب الجمهوريين المقررة الاثنين عند الساعة 17,00 ت غ.

وقال ساركوزي في بيان "ازاء خطورة الوضع (...) يتعين على الجميع الحفاظ على الوحدة" داعيا الى "التوصل الى سبيل مشرف وذي مصداقية لوضع لا يمكن ان يستمر".

وتخلى اكثر من 300 مسؤول منتخب من اليمين عن فيون ضمنهم مدير مكتبه والمتحدث باسمه.

وقال كريستوف لاغارد رئيس حزب الوسط "يو دي اي" الذي كان تخلى ايضا عن دعم فيون، ان على اليمين "تغيير المرشح لتكون لديه حظوظ في الفوز" لان فرنسوا فيون "لم يعد يجمع الصفوف".

رغم كل ذلك، استمر فيون (63 عاما) الاثنين في حملته وادلى بتصريحات امام رؤساء شركات صغيرة ومتوسطة بدون ان ينبس بكلمة بشان الدوامة التي يعيشها حزبه.

وكان اكد الاحد انه لن يتخلى عن الترشح وانه "لا احد يمكنه اليوم منعه من ان يكون مرشحا".

وسيمثل فيون امام قضاة في 15 مارس لتوجيه اتهام محتمل اليه. وكان جمع الاحد عشرات آلاف الانصار بباريس مؤكدا ان عددهم 200 الف في حين قدرت الشرطة عددهم بخمسين الفا.

ويخشى اليمين ان "يحرم من التداول" بعد خمس سنوات من هزيمة ساركوزي امام فرنسوا هولاند. وتشير استطلاعات الراي الى خروج فيون من الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية في 23 أبريل.

وقال جوبيه الاثنين "لم يسبق في عهد الجمهورية الخامسة، ان شهدنا انتخابات رئاسية بهذا الشكل المبهم" مع يسار "مشوش الوجهة" ويمين متطرف "يزايد في التطرف المناهض لاوروبا" وتزايد شعبية ايمانويل ماكرون رغم "عدم نضجه السياسي" و"ضعف" مشروعه.

وادت هذه الاجواء الملتبسة بالرئيس هولاند للخروج عن صمته ليحذر من "خطر" فوز مارين لوبن بالرئاسة، وذلك في مقابلة نشرتها الاثنين ست صحف اوروبية.

وقال هولاند "اذا فازت مرشحة الجبهة الوطنية بالمصادفة، فانها ستفوز على الفور بعملية خروج من منطقة اليورو وحتى من الاتحاد الاوروبي".

وردت لوبن "يجب الخروج من استراتيجية الفزع هذه" مؤكدة ان هناك اصلا "سيناريوات خروج" اعدتها بنوك او مكاتب محامين "ولا تثبت بتاتا الكارثة المعلنة".
&