بيروت: سيطرت قوات النظام السوري بدعم روسي الثلاثاء على محطة ضخ للمياه في شمال سوريا تغذي بشكل رئيس مدينة حلب، بعد طرد تنظيم داعش منها، وفق ما أكد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس الثلاثاء "استعادت قوات النظام السيطرة على بلدة الخفسة وعلى محطة ضخ المياه الواقعة على اطرافها في ريف حلب الشرقي، بعد انسحاب تنظيم داعش منها تحت وابل من القصف والغارات السورية والروسية".

ويسيطر تنظيم داعش منذ العام 2014 على البلدة الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات. وتعد محطة الخفسة مضخة المياه الرئيسية الى مدينة حلب التي تعاني منذ خمسين يوماً من انقطاع المياه جراء تحكم الجهاديين بعملية الضخ.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري الثلاثاء ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة تواصل تقدمها في الريف الشرقي لحلب وتعيد الامن والاستقرار الى بلدة الخفسة" وبلدات اخرى في محيطها. وبدأت قوات النظام بدعم روسي منذ منتصف يناير هجوما تمكنت بموجبه من طرد الجهاديين من اكثر من 120 قرية وبلدة في ريف حلب الشرقي، وفق المرصد.

ويتصدى التنظيم لهجمات عدة تشنها اطراف مختلفة في ريف حلب الشرقي، حيث مني بخسارة بارزة قبل اقل من اسبوعين بعد طرده من مدينة الباب، التي كانت تعد اخر ابرز معاقله في محافظة حلب، اثر سيطرة قوات "درع الفرات" التي تضم الجيش التركي وفصائل معارضة على المدينة.

وقال مصدر في مجلس منبج العسكري، ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن، يسيطر على المدينة ومحيطها لفرانس برس ان الالاف النازحين من الخفسة والمناطق المحيطة بها توجهوا في الساعات الـ24 الاخيرة الى محيط منبج، مناشدا المنظمات الدولية التدخل لتقديم مساعدات ملحّة لهم.

على جبهة اخرى في ريف حلب الشرقي، سلم مجلس منبج العسكري عددا من القرى الى قوات النظام، في خطوة تهدف الى تجنب المواجهة مع القوات التركية، وفق ما اكد متحدث باسم هذه الفصائل لفرانس برس الثلاثاء.

ووصف عبد الرحمن عملية التسليم بأنها "شكلية" واقتصرت على رفع الاعلام السورية داخل نحو عشر قرى، فيما لم يذكر الاعلام السوري الرسمي اي تفاصيل حول ذلك.

هدنة شرق دمشق 
في موسكو، اكد الجيش الروسي "اعلان وقف اطلاق نار اعتبارا من الساعة 00,01 بالتوقيت المحلي من يوم 6 مارس حتى الساعة 23,59 بالتوقيت المحلي من يوم 20 مارس في الغوطة الشرقية" لدمشق.

وفيما ذكر انه لم يسجل "اي خرق" للاتفاق حتى الان، افاد المرصد عن غارات كثيفة استهدفت مدن دوما وحرستا وبلدة اوتايا في الغوطة الشرقية ومناطق شؤق دمشق ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص. لكن المرصد عاد واكد لاحقا ان الهدوء يسود الغوطة الشرقية بعد اعلان موسكو عن وقف لاطلاق لنار.

وتعد منطقة الغوطة الشرقية التي تتعرض بشكل دائم للغارات، ابرز معاقل جيش الاسلام، فصيل معارض يترأس احد قيادييه محمد علوش وفد الفصائل الى محادثات استانا مع الحكومة السورية.

وعقدت جولتا مفاوضات الشهرين الماضيين في استانة برعاية روسيا وايران حليفتا دمشق وتركيا الداعمة للمعارضة، لتثبيت وقف اطلاق نار سار على الجبهات الرئيسة منذ نهاية العام الماضي، لكنه يتعرض لخروقات دائمة خصوصا في ريف دمشق.

وتعليقاً على الاعلان الروسي، نفى حمزة بيرقدار المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام، لفرانس برس "وجود أي تواصل (روسي) مع جيش الإسلام حاليا بشأن الاتفاق المذكور" مؤكداً في الوقت ذاته "اننا لا نمانع أو نرد أي اتفاق من شأنه أن يوقف شلال الدماء ومعاناة شعبنا".