«إيلاف» من لندن:&فاجأت تصريحات المحامي محمد صبرا كبير المفاوضين في جنيف متابعي الشأن السوري، خاصة أنها لا تعكس التفاؤل نفسه الذي نقله نصر الحريري رئيس الوفد في تصريحاته عموما، وفِي المؤتمر الصحافي الأخير في ختام الجولة الرابعة من محادثات السلام حول سوريا.

وشدد صبرا في تصريحات صحافية على أن الجولة الرابعة من جنيف كانت ناجحة فقط على المستوى النظري لأن "المجتمع الدولي لم يظهر جديته في تفعيل الآلية الموجودة في القانون الدولي لحماية المدنيين، وإلزام النظام بالانصياع لقرارات مجلس الأمن، وخاصة القرارين 2118 و2254".

وأضاف صبرا أن "هذا ما نص عليه أيضا القرار 2254 من إنشاء نظام غير طائفي يشمل الجميع، خلال مدة 6 أشهر من بدء التفاوض، القرار الأخير صدر نهاية 2015، وبدأ التفاوض في فبراير الماضي، ومضى حتى الآن عام كامل دون أن يبادر مجلس الأمن بتفعيل الآلية لإلزام النظام بتنفيذ القرارات".

في حين كان قد قال الحريري في تصريحات صحافية ان موضوع "الانتقال السياسي" بات الموضوع الرئيس على طاولة العملية السياسية الجارية في جنيف.

مؤتمر أستانة

وحول مؤتمر أستانة الذي سيشهد اجتماعا ثالثا هذا الشهر كان لافتا أن يقول محمد صبرا في صفحته على " الفيسبوك"& أن أستانة هو مجرد تشويش على جنيف .

ويوضح صبرا للرأي العام السوري قائلا: “ لقد اعتذرت عن الذهاب إلى الآستانة في الاجتماع الرسمي الأخير للهيئة العليا للمفاوضات”.

وأشار الى تمسكه "بخيار المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة& في جنيف استنادا إلى إطار اجرائي واضح هو تنفيذ القرار 2254 والقرار 2118 الذي صادق على بيان جنيف وأصبح جزءا منه".

وأضاف "رغم احترامي لخيارات الذاهبين إلى الآستانة فإنني أرى اي مسار آخر هو مجرد تشويش على الحل السياسي وسيؤدي بالضرورة إلى نسف المرجعيات القانونية للقضية السورية وتعقيد المشهد السوري الذي بات خطر التقسيم يشكل تهديدا حقيقيا& للكيان السياسي الجامع للسوريين".

وبعكس ما قاله ميستورا حول تلازم مساري جنيف وأستانة اعتبر صبرا أنه "لا يوجد رابط بين مفاوضات جنيف ومفاوضات أستانة، فالأخيرة مخصصة لبحث وقف إطلاق النار، والاتفاق على آليات لمراقبة هذا الوقف، وإجراءات فرض الامتثال، في حين تهدف عملية جنيف إلى تحقيق الانتقال السياسي، برعاية الأمم المتحدة، والموضوعان مختلفان".

الموقف الروسي&

كما أكد صبرا أن الموقف الروسي لم يتغير وأن "المعارضة لم تلمس حتى اللحظة تغيرا جوهريا في الدور الروسي في سوريا".وأن "القيادة الروسية لا تزال داعمة للنظام السوري ولجرائمه، وتشكل غطاء سياسيا له، وأوصدت أبواب مجلس الأمن (عبر حق النقض) أمام محاسبة النظام في أكثر من ملف وأجهضت أكثر من مشروع قرار".

وكان نصر الحريري قال العكس تماما وان المعارضة في جنيف "سمعت من السيد ستيفان ديميستورا أن هناك وبسبب الضغط الروسي- وهذه إشارة قد تكون كذلك مشجعة من الناحية المبدئية - قبول تناول القضايا المطروحة في القرار 2254 وطبعا يهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي لأنه السبيل الوحيد لتحقيق القضايا الأخرى في هذا القرار."

ومنذ حوالى ستة أعوام شهدت سوريا ثورة سلمية تحولت الى صراع مسلح أودى بحياة مئات الآلاف من المدنيين وأفضى الى إعاقات كبرى ومعتقلين في السجون ومراكز الاعتقال وشرد أكثر من نصف السكان ما بين دول الجوار وأوروبا وأميركا اضافة الى تهجير داخلي بين المحافظات السورية فيما لم يستطع المجتمع الدولي تقديم أي حل وسط غياب الموقف الأميركي بشكل كامل في القترة الأخيرة.

&