رغم أن اسمه لم يكن معروفًا على نطاق واسع خلال الحملة الانتخابية، غير أن كارتر بايج، أحد مستشاري دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية، تمكن من استقطاب الأضواء الإعلامية في الأيام الماضية.

إيلاف من نيويورك: يعود الفضل في خروج اسم بايج إلى العلن إلى السفير الروسي سيرغي كيسلياك، وإلى مصدر رسمي في حملة ترامب، كشف لبوليتيكو أسرار حملة ترامب الانتخابية، وكواليس زيارة بايج إلى موسكو.

زيارة موسكو
ونشر موقع بوليتيكو تحقيقًا عن زيارة أحد مستشاري ترامب للسياسة الخارجية إلى موسكو، حيث أشار الموقع إلى أن "كوري ليفاندوفسكي المدير السابق لحملة ترامب وافق على زيارة كارتر بايج إلى موسكو في يوليو من العام الفائت، شرط ألا يكون ممثلًا للحملة الانتخابية".

وبحسب مستشار سابق في حملة ترامب فإنه "وقبل أسابيع من زيارته موسكو، وإلقاء خطاب فيها، طلب بايج من مسؤوله المشرف على اللجنة الاستشارية في الأمن القومي في الحملة، جيفري غوردون إذنًا للقيام بالزيارة، غير أن غوردون رفض طلبه بقوة".

دور غوردون
غوردون، ضابط البحرية السابق، والذي عمل في حملة ترامب الانتخابية، أصبح هو الآخر يتداول باسمه على كل شفة ولسان، ورغم تشابه حالته مع حالة بايج في ظل وجود السفير الروسي سيرغي كيسلياك، كقاسم مشترك بينهما، إلا أن ما نشرته مجلة بيزنس إنسايدر رسم علامات استفهام كبيرة حول دوره.

بيزنس إنسايدر نشرت منذ أيام عدة تحقيقًا حمل عنوان: "يبدو أن مستشارًا آخر في حملة ترامب عمل على تغيير قصته حيال الحزب الجمهوري وأوكرانيا". استعرض التقرير إقدام غوردون على تغيير روايته حيال الصراع بين روسيا وأوكرانيا، ونظرة الرئيس إليه، وقيامه بنسب مواقف إلى ترامب، ثم التراجع عنها.

وأثناء الحملة الانتخابية، نشر موقع "ذا هيل" تحقيقًا أشار فيه إلى أن عددًا من العاملين في صفوف حملة &ترامب أوقفوا التعاون مع الحملة، وذلك لأسباب تتعلق بعدم الحصول على مقابل مادي، وتصدر اسم جيفري غوردون لائحة المتوقفين عن العمل.

بعد تناول الإعلام الأميركي أخبارًا تحدثت عن لقاءات جمعت مساعدي ترامب بالسفير الروسي، غرّد غوردون خارج السرب.

فبعدما عمل الآخرون على توضيح ما وصف بأنه اجتماع بين أركان ترامب والسفير الروسي في مؤتمر الحزب الجمهوري، وتقديم إيضاحات تؤكد أن وجود سفراء في مؤتمري الحزبين الجمهوري والديمقراطي هو أمر عادي، وأن الطرفين (مستشاري ترامب وكيسلياك)، لم يتباحثا في أمور تتناول العلاقات بين البلدين، قال غوردون، "إنهم تبادلوا أحاديث غير ضارة في سبيل تحسين العلاقات بين أميركا وروسيا".

وعلى خطى غوردون، قال مستشار ترامب لبوليتيكو: "بايج وكيسلياك تبادلوا الحديث لفترة طويلة، ولكن لا أعرف من بدأ بالكلام".

مستشار على الهامش
في التحقيق الذي نشرته بوليتيكو، لم ينكر ليفاندوفسكي إمكانية أن يكون قد أعطى الإذن إلى بايج بزيارة موسكو، لكنه قال إنه لا يتذكر أنه تبادل الرسائل معه، لافتًا إلى أنه "وفي تلك الفترة كان يتلقى ألف رسالة يوميًا"، وقال المدير السابق لحملة ترامب إنه لا يعرف بايج، ولم يسبق له أن التقاه أو تحدث معه بشكل شخصي".

ووصف المصدر، الذي زوّد بوليتيكو بالمعلومات هذه وصف كارتر بايج بأنه "كان على هامش الحملة الانتخابية، ومستشارًا بالاسم فقط"، الأمر الذي يعني أنه لم يكن مخوّلًا لعب أدوار كبيرة.

الكونغرس يحقق
وعلى الرغم من إصدار هوب هيكس، المتحدثة باسم الحملة، بيانًا توضيحيًا في يوليو الماضي عن زيارة بايج إلى موسكو، وإعلانها أن الرجل قام بها بصفة شخصية، وألا علاقة للحملة بها، غير أن المعلومات التي سرّبت أمس حولها وتسليط الأضواء عليها، جعلتها في صلب تحقيقات الكونغرس ومكتب التحقيقات الفيدرالي حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية 2016.

بايج العامل في الحقل الاستشاري في مجال النفط والغاز برر زيارته إلى موسكو بالقول: "إنه قدم خطابًا في المدرسة الاقتصادية الجديدة في موسكو مستمدًا من أبحاثه العلمية"، ولكن هاري ريد، الزعيم السابق للأقلية الديمقراطية في الكونغرس طالب في سبتمبر بإجراء تحقيقات حول روابط قوية تجمع بين حملة ترامب - أضيف اسم بايج في وقت متأخر -، وبين شخصيات روسية معاقبة من قبل الولايات المتحدة الأميركية.

وبين إيضاح بايج ومطالبات هاري ريد، تبرز مجددًا شهادة مستشار حملة ترامب، الذي رفض بوليتيكو الكشف عن هويته، حيث يقول في هذا الصدد :"بعد الحديث عن عملية قرصنة روسية، لم تحاول حملة ترامب توجيه أسئلة إلى بايج حول زيارته"، وفي رده على سؤال حول ماذا فعل كارتر في موسكو يقول: "لا أملك أي فكرة، ولا أريد أن أعرف".