بحث وزير الخارجية التونسي في بغداد اليوم تعزيز التعاون الأمني والاستخباري والتجاري بين البلدين.. فيما دعت الأمم المتحدة إلى ضمان أن ينشأ الأطفال المولودون إثر حمل ناجم من اغتصاب الإرهابيين بكرامة، وأن يكون لهم وضع قانوني رسمي، كي لا يكونوا نتيجة لذلك أهدافًا محتملة للتطرف والتجنيد مستقبلًا. &

إيلاف: خلال اجتماع الرئيس العراقي فؤاد معصوم في بغداد اليوم مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي فقد تم التأكيد على وجود مشتركات كثيرة بين الطرفين "من الممكن استثمارها في مصلحة تنشيط التعاون الثنائي بين البلدين، لاسيما في الوقت الذي يعاني فيه البلدان وبلدان المنطقة الأخرى آفة الإرهاب".&

وقد أكد الرئيس معصوم أهمية تعزيز العمل المشترك بين البلدين، خصوصًا في مجال التعاون الاستخباري والأمني ومتابعة خلايا الإرهاب النائمة. مشيرًا إلى ضرورة محاربة الإرهاب على المستويات التربوية والفكرية والاقتصادية.&

معصوم مجتمعًا مع وزير الخارجية التونسي

ولفت إلى أن تواجد الإرهابيين في العراق يقترب من نهايته بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها العراقيون في حربهم المصيرية ضد الإرهاب.. داعيًا إلى "تعزيز العمل المشترك بين العراق وتونس في مختلف المجالات، خصوصًا تطوير التعاون الاستخباري والأمني بين العراق وتونس ومتابعة خلايا الإرهاب النائمة، فضلًا عن العمل على محاربة العمل الإرهابي على المستويات التربوية والفكرية والاقتصادية"، كما نقل عنه مكتبه الإعلامي في بيان صحافي إطلعت على نصه "إيلاف".&

من جانبه أكد الوزير الجهيناوي "استعداد تونس التام لتطوير التواصل والتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والسياحية والثقافية".

وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري دعا، الأربعاء الماضي، دعا تونس إلى تسهيل منح سمات الدخول "الفيزا" للعراقيِّين الراغبين في زيارتها، فيما أكد نظيره التونسي الجهيناوي أنه سيزور بغداد قريبًا على رأس وفد يضمُّ عددًا من المسؤولين ورجال الأعمال.

من جهته بحث وزير التخطيط العراقي وزير التجارة وكالة سلمان الجميلي مع الجهيناوي والوفد المرافق له آفاق التعاون المشترك بين البلدين في مجالات عدة، لاسيما الاقتصادية والتجارية.

وأكد الوزير العراقي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزير التونسي أهمية فتح آفاق علاقات جديدة من أجل إعادة وتيرة التعاون سواء كانت سياسية أو اقتصادية ما بين البلدين إلى وضعها السابق.. مبينًا أن هنالك فرصًا متبادلة للتعاون بين البلدين.

وأشار إلى أنه بحث مع الوزير التونسي تطوير التعاون التجاري، معربًا عن أمله في أن يستمر التعاون ما بين العراق وتونس.. وقال إن الحكومة العراقية لديها توجّه بالانفتاح على الدول العربية وتعزيز العلاقات مع الأشقاء العرب.

من جانبه أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي أن زيارته هذه إلى بغداد مهمة جدًا، وتأتي بعد مدة انقطاع عن العراق، إذ لم يزر وزير خارجية تونسي العاصمة العراقية منذ مدة طويلة. وأشار إلى أن هذه الزيارة تعد دليلًا على أن تونس استرجعت استقرارها من جديد لتعزيز علاقاتها مع أشقائها، وعلى رأسهم العراق، والذي تربطه بتونس علاقات تاريخية ومهمة ليس على المستوى السياسي فقط.&

ونوه بأن العراق وقف إلى جانب تونس في المراحل الحساسة خلال الانتقال السياسي الذي عرفته في السنوات الأخيرة. وقال: "نحن مدينون للعراق بهذا الأمر، إذ لم تقطع تونس علاقاتها بالعراق من خلال السفارة التونسية التي بقيت رغم الأوضاع التي مر بها العراق، وهذا دليل على الأهمية لنا التي نعطيها للعلاقات بين البلدين". &

وأكد أن تونس تتجه نحو تطوير علاقاتها التجارية مع العراق، وإمكانية الشراكة في مجالات أخرى، مشددًا على ضرورة مواصلة العمل المشترك بين البلدين لتعزيز تواصل الشراكة والتعاون الاقتصادي بينهما. &

الأمم المتحدة تدعو إلى ضمان نشوء ضحايا اغتصاب داعش للنساء بكرامة
أكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالعنف الجنسي في حالات النزاع ضمان أن ينشأ الأطفال المولودون إثر حمل ناجم من الإغتصاب بكرامة، وأن يكون لهم وضع قانوني رسمي، كي لا يتم تهميشهم بصورة دائمة، وألّا يكونوا نتيجة لذلك أهدافًا محتملة للتطرف والتجنيد في المستقبل. &&

وقالت زينب حاوا بانغورا الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالعنف الجنسي في حالات الصراع إثر اختتام زيارة إلى العراق استغرقت سبعة أيام إنها تشعر بالارتياح لالتزام السلطات العراقية بالتصدي للآثار الآنية والطويلة الأمد والناجمة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، ما يتيح الاعتراف والدعم للضحايا، ويسلط الضوء بشكل دقيق - على المستوى الدولي - على أولئك الذين يرتكبون هذه الانتهاكات الشنيعة أو الذين يقفون وراءها أو يغضّون الطرف عنها. &&

أضافت: "خلال زيارتي السابقة في شهر أبريل من عام 2015، أصبت بالذعر من جراء الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش ضد النساء والفتيات العراقيات، لاسيما جريمة الإبادة الجماعية ضد أبناء المكون الأيزيدي، واستهداف الأقليات والمكونات الأخرى من المجتمع العراقي، مثل التركمان الشيعة والعرب الشيعة والسنة والمسلمين الأكراد والمسيحيين، حيث شمل ذلك استخدام العنف الجنسي كأسلوب إرهابي، وهو بمثابة حافز لتجنيد المقاتلين من خلال وعود بالحصول على زوجات وفتيات لاستعبادهن جنسيًا وجمع الأموال من خلال بيع النساء والفتيات والإتجار بهن".

استدركت بالقول لكنه "يوجد حاليًا وعي أكبر بكثير بخصوص هذه الجرائم، وقد أبدت السلطات التزاما وتصميما سياسيا أكثر رسوخًا للتصدي لهذه المشكلة." وأكدت أنه لا بد من النجاح في العراق، لأن تجربتنا سوف تكون مفيدة في حالات أخرى، حيث نواجه أيضًا جماعات متطرفة تستخدم العنف الجنسي لأغراض استراتيجية. &

وجاءت زيارة بانغورا إلى العراق في أعقاب توقيع بيان مشترك بين الأمم المتحدة والحكومة العراقية في شهر سبتمبر من عام 2016 بشأن منع العنف الجنسي المرتبط بالنزاع والتصدي له. وكان القصد الرئيس من الزيارة هو إجراء مشاورات مع جميع الأطراف المعنية بغية بلورة خطة لتنفيذ الالتزامات الواردة في البيان المشترك، ومن ضمنها توفير حماية أفضل للمكونات وتقديم خدمات أفضل إلى الناجين، فضلًا عن محاسبة الجناة. & & & &

وخلال زيارتها إلى العراق التقت الممثلة الخاصة للأمين العام مع كبار القادة السياسيين في بغداد وأربيل ودهوك، بمن فيهم رئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس وزراء إقليم كردستان نجيرفان بارزاني، والزعماء الدينيون وممثلو المجتمع المدني والجهات المكلفة بتقديم الخدمات.&

وأبلغت السلطات العراقية المبعوثة الأممية بأنها تتحمل مسؤولية تشاركية في التصدي للآثار الآنية والطويلة الأمد الناجمة من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع، كما أقر رجال الدين ووجهاء المجتمع الذين قابلتهم خلال زيارتها بدورهم الحاسم في التحدث علانية وبصراحة عن العنف الجنسي ورعاية الناجين وضمان إعادة إدماجهم في المجتمعات.&

وشددت الممثلة الخاصة أهمية ضمان أن ينشأ الأطفال المولوون إثر حمل ناجم من الإغتصاب بكرامة، وأن يكون لهم وضع قانوني رسمي كي لا يتم تهميشهم بصورة دائمة، وألّا يكونوا نتيجة لذلك أهدافًا محتملة للتطرف والتجنيد في المستقبل.. منوهة بأن هذا يعد واحدًا من طائفة الاعتبارات التي تنبغي معالجتها ضمن الإصلاح التشريعي المعقد في سبيل تنفيذ البيان المشترك.&

واختتمت زينب حاوا بانغورا حديثها بالقول: "في غياب المساءلة لن تكون هناك مصالحة وطنية قابلة للحياة أو سلام دائم في العراق، لذلك فإن مفاد رسالتي إلى الذين ارتكبوا هذه الجرائم الشنيعة، هو أنه بغضّ النظر عمّن تكونون أو أينما تحلون ستلاحقكم السلطات العراقية، وسيلاحقكم المجتمع الدولي بلا هوادة، حتى تأخذ العدالة مجراها في نهاية المطاف".&

معروف أن تنظيم داعش قد سبى إثر احتلاله مناطق في شمال العراق في صيف عام 2014 المئات من الأيزيديات العراقيات وأرغمهن على الزواج بعناصره واغتصابهن وبيعهن في سوق النخاسة.

&