دمشق: قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة بثت السبت مع قناة صينية ان مدينة الرقة، ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، تعد "اولوية" للعمليات العسكرية التي يخوضها الجيش السوري.

وفي مقابلة مع قناة "فينيكس" الصينية نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) قال الاسد "لقد بتنا قريبين جدا من الرقة الآن"، مضيفا "وصلت قواتنا إلى نهر الفرات القريب جدا من مدينة الرقة، والرقة هي معقل داعش اليوم، وبالتالي فإنها ستكون أولوية بالنسبة لنا".

وتابع "لكن هذا لا يعني ان المدن الأخرى لا تحظى بالاولوية، والعمليات يمكن أن تجري بالتوازي".

وسيطر الجيش السوري الثلاثاء اثر معارك عنيفة مع تنظيم الدولة الاسلامية على بلدة الخفسة الواقعة على الضفاف الغربية لنهر الفرات في اطار عملية عسكرية بدأها في منتصف يناير ضد الجهاديين في ريف حلب الشرقي.

وتعد الرقة هدفا للعديد من الاطراف المقاتلة في سوريا. ففضلا عن الجيش السوري، اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مرارا ان قواته تنوي التوجه اليها. 

وفي الوقت ذاته تخوض قوات سوريا الديموقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية، منذ نوفمبر بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية عسكرية واسعة لطرد تنظيم الدولة الاسلامية منها. وتبعد اقرب نقطة تتواجد فيها على بعد ثمانية كيلومترات شمال شرق الرقة.

وتشهد سوريا نزاعاً دامياً منذ ست سنوات تسبب بمقتل اكثر من 310 آلاف مدني وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح وتشريد اكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

وقال الرئيس السوري ردا على سؤال حول ما اذا كان فكر بمغادرة البلاد "إطلاقا، وخصوصا الآن بعد ست سنوات، أعني أن المرحلة الأكثر صعوبة قد انقضت، وكانت في عامي 2012 و2013"، مضيفا "حتى في تلك المرحلة لم نفكر أبدا في هذا، فكيف أفكر به الآن؟".

وعلى الصعيد السياسي، تطرق الاسد الى جولة المفاوضات الاخيرة التي جرت بين الحكومة والمعارضة السوريتين بين 23 فبراير والثالث من مارس في جنيف برعاية الامم المتحدة، وانتهت باعلان مبعوث الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا جدول اعمال من اربعة عناوين هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.

وقال الاسد "اننا لم نتوقع أن ينتج جنيف شيئا، لكنه خطوة على طريق ستكون طويلة، وقد تكون هناك جولات أخرى سواء في جنيف أو في أستانا" حيث عقدت جولتان من المحادثات خلال الشهرين الماضيين بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة.

وتابع الرئيس السوري "هذه المرة لم يكن هناك مفاوضات في جنيف (...) الأمر الوحيد الذي ناقشناه في جنيف كان جدول الأعمال، العناوين، ما سنناقشه لاحقا، هذا كل ما هنالك".

واعتبر الاسد ان الحل السياسي يكمن في اتفاقات مصالحة بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة.

وقال "في الواقع إذا أردت أن تتحدث عن الحل السياسي الحقيقي منذ بداية الأزمة ومنذ بداية الحرب على سوريا حتى هذه اللحظة، فإن الحل الوحيد تمثل في تلك المصالحات بين الحكومة ومختلف المسلحين في سوريا".

وتم في الشهر الاخيرة التوصل الى اتفاقات مصالحة بين الفصائل والحكومة السورية في العديد من القرى والبلدات خصوصا في الغوطة الشرقية، آخر معاقل المعارضة قرب دمشق.

وعادة ما تقضي تلك الاتفاقات بخروج المقاتلين غير الراغبين بالتسوية الى محافظة ادلب (شمال غرب).