إيلاف من الرياض: يصل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز اليوم الأحد إلى اليابان، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام في إطار جولته الآسيوية، والتي تُعد الزيارة الرسمية الأولى له منذ ثلاثة أعوام، حيث كانت آخر زيارة إلى اليابان في عام 2014  حينما كان وليًا للعهد.
 
وتمثل زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى طوكيو تحولاً في الشراكة الإستراتيجية في العلاقات بين الرياض، وهو ما أكدت عليه مصادر رفيعة في مكتب رئيس الوزراء الياباني في تصريحات إلى «عكاظ»، مشيرة إلى أن اليابان ليست فقط مقتنعة بالرؤية السعودية 2030، بل هي حريصة على المشاركة في إنجاحها وتنويع الاقتصاد السعودي من خلال هذه الرؤية التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بهدف إجراء إصلاحات محورية وحيوية في بنية الاقتصاد والتقليل من الاعتماد على النفط.
 
وأكدت المصادر أن الملك سلمان سيلتقي خلال الزيارة، التي تستغرق 3 أيام، إمبراطور اليابان اكيهيتو، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وولي العهد الياباني نارهيتو، وعددًا من الوزراء في الحكومة اليابانية، لبحث بناء تحالفات جديدة مع السعودية، موضحًا أنه سيتم خلال الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتجارية.
 
ملفات إقليمية
 
وتحرص الحكومة اليابانية على تعزيز التعاون مع السعودية في ملف مكافحة الإرهاب والتطرف، وإيجاد شرق أوسط آمن ومستقر وإيجاد حلول عادلة وشاملة لقضاياه وفق قرارات الشرعية الدولية، وتبادل وجهات النظر حول قضايا اليمن وسوريا»، انطلاقًا من أن المملكة تعتبر الدولة الرئيسية التي تحظى بثقة اليابان بالنسبة لأمن الطاقة، واستمرار توفير المستلزمات النفطية لها بشكل مستمر وآمن، كما أن الرياض هي واحدة من أهم المستوردين البارزين للمنتجات الصناعية اليابانية.
 
من جانبه، أكد سفير اليابان لدى المملكة نوريهيرو أوكودا، أن ملفات السلام الدولي و«رؤية المملكة 2030» وقضايا منطقة الشرق الأوسط ستكون من أبرز ملفات زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى طوكيو، مبينًا أن المملكة ستظل مزودًا رئيسيًا موثوقًا للنفط بالنسبة لأمن الطاقة الياباني.
 
وقال السفير الياباني في تصريحات صحفية إن الزيارة ستمثل مرحلة لانطلاق تعاون قوي بين البلدين من أجل خلق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر من خلال تنفيذ الرؤية السعودية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020، مشيرًا الى أن قضايا اليمن وسوريا ستكون حاضرة ضمن أجندة الزيارة.
 
ولفت السفير أوكودا في حوار مع «اليوم السعودية»، أن القضايا الإقليمية في منطقة شرق آسيا ستكون جزءًا من جدول أعمال الاجتماع، من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المجتمع الدولي، إنه أساسي أن يكون هناك نجاح من خلال احترام «سيادة القانون»، ونوّد أن نشارك وجهة النظر هذه مع خادم الحرمين الشريفين. كما أننا نوّد تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية في الشرق الأوسط، مثل قضايا اليمن وسوريا.
 
تحولات اقتصادية
 
وتشهد العلاقات الثنائية بين السعودية واليابان نقلة نوعية وتعاوناً لافتاً على مدى 60 عاماً، شملت جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والتعليمية والصحية، وهو ما يؤكد عليه سفير اليابان في المملكة قائلًا: إن البلدين قاما وبشكل مشترك بتوسيع التعاون الاقتصادي منذ العام 1975، عندما تم إبرام «اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني بين المملكة العربية السعودية واليابان»، وبعدها أضحت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط الخام إلى بلادنا.
 
وقال إن اليابان تعتبر رابع أكبر دولة تُصدر لها السعودية، وثالث أكبر دولة تستورد منها في 2014، واليابان تعتبر السعودية خامس أكبر دولة تصدر لها بنحو 3 تريليونات ين ياباني منتجات النفط الخام وغاز البترول المسال، وكذلك تمثل الدولة رقم 21 الاكبر استيرادًا للمنتجات اليابانية بنحو 0.8 تريليون ين، وذلك كله في عام 2015.
 
ونوّه السفير أن السعودية ستظل مزوداً رئيسيًا موثوقًا للنفط بالنسبة لأمن الطاقة الياباني، وأيضًا، ستظل المملكة العربية السعودية واحدة من أهم المستوردين البارزين للمنتجات الصناعية اليابانية، كل ذلك يدل على أن البلدين سوف يبقيان كشركاء تجارة ممتازين، ولكني بالطبع أتمنى أن أرى مزيدًا من الاستثمارات، سواء كانت واردة أو صادرة، وكذلك بالنسبة للاستثمارات المشتركة لفرص الأعمال خارج المملكة.