دبي: أعلن مجلس أمناء جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، عن أسماء فائزيها بالفئات الخاصة للدورة السادسة "التحدي"، والذين سيتمّ تكريمهم مع الفائزين بالمحاور الأخرى للدورة السادسة يوم الأربعاء القادم ضمن الحفل الختامي للجائزة الذي يرعاه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وليّ عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي راعي الجائزة، بحضور عددٍ من الشخصيات الفنية والثقافية الهامة من مختلف دول العالم.

جائزة البحث

تمّ منح جائزة البحث / التقرير الفوتوغرافيّ المميّز، لمؤسسة "بيت الزبير"، وهي مؤسسة ثقافية عُمانية بدأت بمتحفٍ خاص عام 1998. تدير المؤسسة متحف بيت الزبير ومشروعاتٍ أخرى متعلِّقة بالثقافة والفنون والآداب وخدمة المجتمع والنشر. قطاع التصوير كان على رأس اهتمامات المؤسسة إيماناً منها بحيوية هذا القطاع الإبداعيّ ورغبةً منها بتعزيز الإمكانات الفنية للمهتمين به من مختلف الشرائح والفئات، بجانب الاهتمام الشخصي من معالي محمد الزبير، مؤسِّس البيت.

 

شعار مؤسسة بيت الزبير

 

مَارَسَ بيت الزبير دوراً جوهرياً كموصِّلٍ بين المصورين العُمانيين وبيئتهم وبين التجارب البصرية العالمية، بجانب الاستضافات الفاعلة لأشهر المصورين الدوليين وتنظيم الورش التدريبية والبرامج الثقافية والمعرفية والمعارض والملتقيات لمختلف فئات المصورين، والمشاركة في مختلف التظاهرات الفوتوغرافية محلياً ودولياً.

ويُحسب للمؤسسة اهتمامها الخاص بإبداعات ومواهب الشباب وطلبة المدارس من خلال احتضان معارضهم وتقديم جميع التسهيلات لهم وإرشادهم لطرق التطوّر والارتقاء. كما تميَّزت بتخصيصها جناحاً دائماً يُعنى بالذاكرة المكانية عارضاً صور مسقط القديمة وأهم الأسماء والرموز من مختلف قطاعات الحياة السياسية والاقتصادية والبيئات التعليمية وكواليس الحياة الاجتماعية فيها. 

وتعليقاً على الفوز، قال محمد الشحّي، مدير عام المؤسسة: "النقل البصريّ للحظاتٍ عبر حركة الزمن هو فعلٌ إبداعيّ وصورةٌ من صور النبوغ الإنسانيّ بشكلٍ أو بآخر، ونحن في بيت الزبير أدركنا منذ بواكير إنشاء هذه المؤسسة أهمية الذاكرة البصرية التي تحرس برواز التأمل والجمال ليظلّ متدفقاً بإلهاماته التي تؤثّث الوعي الجمالي والقيم المعرفية في مجال التصوير. إن فوز بيت الزبير بفرع البحوث والتقارير في هذه الجائزة الدولية الأبرز، يمثل لنا دافعاً مهماُ لمواصلة العمل على تبنّي المشاريع الإبداعية في مجال التصوير، إن جائزة حمدان علامةٌ مضيئةٌ بارزةٌ ومُلهِمة في طريقٍ طويل لكل المهتمين بالتصوير الضوئي، نبارك لكل من ينال شرف التتويج بها".

 

الجائزة التقديرية

تمّ منح الجائزة التقديرية للمصور الأميركيّ "إيليوت إروت"، المولود في فرنسا عام 1928 لأبوين روسيين مهاجرين، والذي هاجر للولايات المتحدة الأميركية واستقرّ فيها منذ عام 1939. خلال وجوده في مدرسة "هوليوود" الثانوية عَمِلَ إروت في غرفةٍ مظلمةٍ تجاريةٍ تطبع صوراً مُوقَّعة لنجوم السينما للمعجبين. خلال رحلة بحثه عن عمل في نيويورك، التقى بـ"إدوارد ستايكن"، "روبرت كابا" و"روي سترايكر" الذين أُعجبوا بأعماله الفوتوغرافية وقدّموا له النصائح الثمينة للارتقاء عالياً في مجاله. في عام 1953 دُعِيَ للانضمام لعضوية "ماغنوم" من قبل مؤسِّسها "روبرت كابا". وفي عام 1968 أصبح رئيساً لتلك الوكالة المرموقة لثلاث دورات، ولا يزال حتى اليوم من أبرز أعضائها ورموزها.

 

المصور الاميركي إيليوت إروت

 

انتشرت كتب إروت ومقالاته وأعماله الفوتوغرافية والإعلانية في المطبوعات ووسائل الإعلام المختلفة على مدى 40 عاماً، وخلال عمله كمصور بدأ بصناعة الأفلام في السبعينات. وتشمل أفلامه الوثائقية "الجمال لا يعرف الألم" 1971، "العشب الأحمر والأبيض والأزرق" 1973، برعايةٍ ومنحة من معهد الأفلام الأميركي، وأيضاً فيلم "صُنّاع الزجاج في هِرات" 1977.

وتعليقاً على فوزه قال إروت: "أتقدّم بجزيل الشكر لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي – الرائدة عالمياً في الترويج للتصوير كفنٍ أصيل - لمنحي هذه الجائزة المشرِّفة، فخورٌ بهذا التقدير الذي يكتسب أهميةً خاصة في هذه المرحلة من مسيرتي المهنية الفوتوغرافية. يؤسفني عدم قدرتي على استلام الجائزة شخصياً، وقد أوفدتُ ابني "ميشا" لاستلامها بالنيابة عني".

وثمّن الأمين العام للجائزة، علي خليفة بن ثالث، القيمة الفنية للفائزين معتبراً أن ما قدّماه طوال مسيرتهما في عالم التصوير الضوئي جديرٌ بالاحترام والتقدير من ناحية، وبتسليط الضوء عليهم دولياً من ناحيةٍ أخرى للإفادة من نتاجهم الفنيّ والفكريّ الإبداعيّ، معتبراً أنّ مجتمع المصورين حول العالم سيشعر بفارقٍ جوهريّ كبيرٍ لدى اطلاعه على الزخم المعرفيّ الفريد لديهما.